رأي

قوات سوريّة وروسيّة في لبنان …. هل بدأ تطبيق السيناريو ؟

كتب ميشال نصر في “الديار”:

حرب رئاسات بالواسطة ، لكل منها ساحتها واعلامها ومنابرها، فيما شلل تام وثقيل تغرق فيهما البلاد «بحفلة بهدلة ما بعدها بهدلة»، والانكى ان هذا الواقع المرير مرشّح للتفاقم بذيوله السوداء ومأساته المعيشية والمالية والاقتصادية والامنية. في المقابل حرب من نوع آخر، ساحتها الشمال وطرابلس، سلاحها شباب مغرّر بهم من «داعش»، مخيم «فالت» ومنابر «من الحبة قبة»، في حركة ناشطة ومتسارعة، مخططة ومدروسة، تعيش على رائحة الدم والاستثمار فيه، مرشحة للقيام بدور كبير اذا صحّت توقعات «المنجمين والمبصرين» حول الانفجار الكبير القادم.

فالحملاتُ الممنهجة ضد طرابلس لتصويرها «قندهار داعشية» وبؤرة امنية ينمو فيها التطرف،عادت تطل برأسها عبر تحليلات وقراءات مستندة الى معلومات مضللة، تحضر «غب الطلب» وعلى «القياس»، لاسباب عديدة قد يكون منها تأليب تلك البيئة على المؤسسة العسكرية، ما يسمح للبعض بتطبيق اجنداته، وهو ما استدركه قائد الجيش العماد جوزاف عون منذ مدة، فوضع النقاط على الحروف، قاطعا الطريق امام «الحرتقات»، ليقولها بصراحة «طرابلس مش ارهابية وهي لبنانية لبنانية لبنانية»، دافنا بامساكه العصا من الوسط، عبر ادانته التطرف والتشدَّد حياله، مقابل جزمه بان الجيش ينظر الى الامور بعقلانية وبموضوعية، وفي قراراته، لا مكان لظلم أي كان.

ففي جديد «بورصة الفيحاء»، ما انتشر بين اهالي المدينة عن اتصالات تلقاها عدد من الاهالي تتحدث عن مقتل اولادهم في العراق خلال القتال مع «داعش»، ما حرك القوى الامنية من جديد سعيا وراء تحديد الهويات وجلاء الموقف،علما ان الاسماء الاربعة تبين انه سبق وابلغ عن اختفائها في ظروف لافتة منذ قرابة الستة اشهر، من ضمن مجموعة شباب قيل انه تم تجنيدهم عبر «الانترنت».

مصادر سياسية متابعة، ابدت خشيتها من وجود قطبة مخفية في هذا الملف، خصوصا ان ثمة كلاما يتم تداوله في «الصالونات الامنية – السياسية» مدعّما بمعلومات واردة من جهات خارجية، عن وجود الآلاف من مقاتلي «داعش» الذين انتقلوا الى لبنان على دفعات من الداخل السوري و»تمركزوا» في اكثر من منطقة بهدف تحريكهم عند الساعة الصفر في اطار مخطط دولي – اقليمي يرمي الى اعادة دمشق بمساعدة من موسكو الى الملف اللبناني عبر البوابة الامنية الشمالية، وهو ما تنفيه اكثر من جهة امنية وسياسية لبنانية، حتى ان سفير دولة كبرى سخر في احدى الجلسات امام مسؤول رفيع في الدولة عندما سئل عن الموضوع، واصفا السيناريو بالفيلم الهوليودي.

عزز هذه المخاوف بحسب المصادر، بوادر ما بدا على ساحة المخيمات الفلسطينية من تصفيات، وما رافقها من تحليلات، كانت سبقتها تسريبات منذ مدة عن خطط مشابهة يجري الاعداد لها لتحريك تلك المخيمات، وخلق مشاكل امنية تؤدي الى فلتان كبير في الشارع.

في كل الاحوال، الأسئلة التي تُطرح كثيرة، لن ترحم ولن توفّر أحداً يوم الحساب. ما علاقة الحديث عن الإرهاب وملفاته والاحداث الامنية بموضوع الفراغ الرئاسي؟ والسؤال الأهم، لماذا سُمح لهذه الحالة أن تتفاقم إلى هذا الحد، طالما أن الأجهزة الأمنية والعسكرية كانت قادرة على التحرك وتملك المعطيات والمعلومات اللازمة؟ ومن هو الشخص أو الجهة التي أخّرت هذا التحرك، الذي يبقى دون فائدة كونه ليس الحل ولأن توقيته يكشف أهدافه؟

«لأنو العسكري لازم يفهم والمدني لازم يعرف» في ظلّ «العصفورية» التي نعيشُ فيها، المطلوبُ كثيرٌ والموجودُ قليل، و «القلّة بتولّد النقار»، في وقتٍ لا شيء يدلُ أن الأمورَ ذاهبةٌ نحو الأفضل، أو أقلّه ثابتةٌ على ما وصلت إليه، في حالِ استمرَّ «الستاتيكو» السلبي القائم…. هو قدر الجيش كما اللبنانيين، وجهاً لوجه أم جنباً الى جنب، ما عاد هناك من فرق… طالما النتيجة واحدة والهدف واحد.  

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى