كتبت “صحيفة الخليج”: تعقد قمة العشرين في جزيرة بالي الإندونيسية وسط عواصف عالمية هوجاء باتت تشكل تحدياً حقيقياً لأكبر اقتصادات العالم، وأكثرها قوة، في محاولة لكبح جماح الحروب والصراعات وتأثيرها في الاقتصاد العالمي والأمن الغذائي، وحياة الملايين جراء التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود على مستوى العالم، ما بات يهدد ملايين البشر بالجوع والفقر، إضافة إلى أزمات المناخ والأوبئة وديون الدول الفقيرة.
فهل يستطيع قادة الدول المشاركة في قمة العشرين إنقاذ العالم من المخاطر التي يواجهها، أم إنهم سوف يستخدمون هذا المنبر العالمي وسيلة لعرض الرؤى الأحادية والمواقف الأنانية من دون النظر إلى التكلفة التي يدفعها العالم جراء سياسات تؤدي إلى نتائج كارثية، خصوصاً إذا ما تواصلت الحرب الأوكرانية بكل تداعياتها السياسية والاقتصادية والإنسانية وخطرها على الأمن والسلام العالميين، وإذا ما استفحل التنافس بين الولايات المتحدة والصين وانتقل إلى مرحلة الصراع المفتوح.
الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس أعرب عن أمله في أن تمثل قمة العشرين نقطة البداية لجسر هوة الانقسامات الجيوسياسية، وإيجاد حلول للأزمات المتعددة التي يعانيها العالم، وخصوصاً ما يتعلق بأزمة المناخ والحروب والتنمية المستدامة، داعياً الدول الغنية إلى تقديم حزمة تحفيز للدول الفقيرة للتخفيف من أزمة الغذاء والطاقة ومنع المزيد من المعاناة والمصاعب في المستقبل، حيث أعلن أن عدد سكان العالم بلغ أمس (الثلاثاء) ثمانية ميارات نسمة، وهو ما يمثل علامة فارقة في التنمية البشرية، ويستدعي وجود كرة أرضية صالحة للعيش بشكل سلمي ومستدام للأجيال القادمة.
إنه التحدي الذي يواجه قمة بالي، والمتمثل في إنقاذ الكوكب الذي يعيش أسوأ أزماته، وبات رهينة للاستغلال والجشع واللامبالاة، فيما بدأت الحياة على سطحه تتلاشى وتنذر بالمزيد من الأهوال الناجمة عن الجفاف والفيضانات والأعاصير.
الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو ركز من جهته على الحرب الأوكرانية وتداعياتها، داعياً المشاركين في القمة إلى ضرورة «إنهاء الحرب»، لأنه «إذا لم تنته الحرب فسيكون من الصعب على العالم المضي قدماً»، كما حثّ على «تجنب حرب باردة جديدة»، وقال إن تكتل الإقتصادات الكبرى يجب أن ينجح في معالجة أزمات العالم الأكثر إلحاحاً، وقال: إن العالم ينظر إلينا، وتساءل هل سنحقق النجاح؟ أم سنضيف فشلاً آخر؟.
يدرك العالم أن المجتمعين في قمة بالي لا تجمعهم رؤى واحدة تجاه مختلف التحديات الأمنية والاقتصادية والمناخية، لكنهم يستطيعون تضييق الفجوة إزاء مختلف القضايا الخلافية إذا ما قدموا تنازلات متبادلة، وإذا ما كان هدفهم فعلاً التوصل إلى قرارات تخفف من الأهوال التي يواجهها العالم، وتعطي بعض الأمل للمليارات الثمانية التي تعيش في خوف على المصير.