قسوة عقوباتنا على سوريا…

نشر موقع “ذا أميركان كونزرفاتيف”مقالًا للكاتب دوغ باندو ، جاء فيه:
العقوبات الأميركية لا تعمل، إلا إذا كان هدفنا ببساطة إفقار الشعب السوري، إن كان الهدف المفترض لهذه السياسة هو تعزيز الإصلاح السياسي، فكيف يعزز إفقار السكان السوريين الديمقراطية؟.
سوريا ما تزال في حالة حرب منذ أكثر من عقد، وتستمر معاناتها، حيث تعاقب الولايات المتحدة الشعب السوري، بينما يتصالح جيران سوريا مع حكومة الرئيس بشار الأسد، يشهد المسؤولون في واشنطن انهياراً، وهم يطلبون من الدول العربية الصديقة، أن تستمر في اتباع سياسة العقوبات الأميركية القاسية وغير الفعالة.
وعلى طول الطريق، ساعدت الولايات المتحدة، المتمردين المتطرفين، بما في ذلك الفرع المحلي للقاعدة، وأذعنت للمساعدات الخليجية للقوات المتطرفة، ودعمت الأكراد السوريين، بينما تعاونت أنقرة مع تنظيم داعش وهاجمت شركاء واشنطن الأكراد.
هذه الفوضى المشوشة في السياسة الأميركية، أدّت إلى تمديد الحرب الكارثية متعددة الجوانب، ولم تتمكن الولايات المتحدة من تحقيق انتصارات في سوريا.
النظام السوري استعاد السيطرة على معظم البلاد، وضمنت تركيا منطقة معارضة صغيرة يسيطر عليها المتطرفون، كما هددت أنقرة القوات الأميركية وغزت الأراضي الكردية.
ذلك يأتي بينما يواصل عدة مئات من الأفراد الأميركيين احتلال ثلث سوريا بشكل غير قانوني، بما في ذلك حقول النفط الرئيسية، حيث يواجهون تحدياً منتظماً من قبل القوات الروسية والقوات المدعومة إيرانياً.
كانت استراتيجية دونالد ترامب، في فرض قانون قيصر، غير إنسانية وغير مألوفة، حيث تعامل جيمس جيفري، المسؤول في إدارة ترامب آنذاك، علانية مع (العقوبات على) الشعب السوري كوسيلة لتحقيق غايته، سعياً لجعل سوريا مستنقعاً لروسيا.
هذه السياسة، عززت إفقار السكان السوريين تحت عنوان تحقيق الديمقراطية، ومن الواضح أن عشاق العقوبات لا يهتمون كثيراً بالتكلفة البشرية.
ومن هنا فان برنامج الأغذية العالمي أفاد بأنه بعد 12 عاماً من الصراع في سوريا، الاقتصاد أصابه الشلل بسبب التضخم الجامح، والعملة انهارت إلى مستوى قياسي منخفض، وتصاعدت أسعار المواد الغذائية، حيث بات 12 مليون شخص لا يعرفون من أين تأتي وجبتهم التالية، و2.9 مليون شخص معرضون لخطر الانزلاق إلى الجوع، مما يعني أن 70% من السكان قد لا يتمكنون قريباً من توفير الطعام لأسرهم.
اما سياسة واشنطن تجاه سوريا تحاكي تصريح الراحلة مادلين أولبرايت، سيئة السمعة، التي قالت إنّ موت نصف مليون طفل عراقي بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية كان أمراً يستحق القيام به”، متسائلاً “لماذا يعتقد كل هؤلاء أن منع السوريين من التعافي الاقتصادي سيجبر الأسد على التراجع؟.
وأخيراً،فان عقوبات قيصر هي دواء وهمي باهظ الثمن، ويهدف إلى جعل النشطاء والمسؤولين الأميركيين على حد سواء يشعرون وكأنهم يفعلون شيئاً ما، وأنّ العقوبات الاقتصادية تضر الأكثر فقراً، ولذلك يجب على واشنطن أن تسمح للسوريين وجيرانهم بدء العمل على بناء مستقبل أفضل.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرًا.