قاعدة عسكرية تركية في الكويت!
كتب حسن علي كرم في صحيفة السياسة.
في أحدث حديث صحافي لسفيرة تركيا في الكويت، السيدة طوبي سونمر، كشفت عن أن تركيا مستعدة لإقامة قاعدة عسكرية في الكويت، إذا طلبت الكويت ذلك.
أقول بداية: أن شاء الله لا تطلب حكومتنا، لا قواعد تركية ولا غير تركية، والتي وجودها لا يشكل إلا تحميل الكويت مساحات من الأراضي والأموال.
الآن على أرض الكويت هناك وجود عسكري أميركي، وقيل إن الوجود العسكري الأميركي، ومن ضمن أسبابه لكونها أقرب نقطة إلى أفغانستان، التي كانت تعاني من حروب داخلية ولا تزال.
ورغم أن الاميركان يزعمون دفاعهم عن الحريات، إلا أنهم انسحبوا من كابول، وتركوا الدولة الافغانية بأهلها ومللها وثرواتها اسيرة بيد “طالبان” التي تنعم بالثراء، جراء التهريب او تصدير اطنان الحشيش الينا والى دول المنطقة، فيما تنكب بلادنا وشبابنا واسرنا، وحكوماتنا، بذلك الداء الذي فتح الاميركان مصاريع ابوابها علينا، حتى امتلأت مستشفياتنا ومقابرنا وسجوننا بمتعاطي الحشيش الافغاني المهرب.
عندما ارتكب صدام حسين المجرم حماقته بغزو الكويت فجر الثاني من اغسطس 1990، لم يكن على ارض الكويت وجود عسكري اميركي او بريطاني او غيرهما، وقيل ان الاميركان قبل الغزو طلبوا من الكويت اقامة قاعدة عسكرية لهم، غير ان الكويتيين وبنواياهم الطيبة مع الجميع، وبخاصة اخوانهم العرب، رفضوا ذلك، فصار ما صار وغزانا صدام، الامر المؤكد ان النوايا الطيبة في كل الازمنة خدعة للذات ولا نضحك بها على انفسنا.
الاتراك يملكون قواعد عدة في افريقيا وغيرها من البلدان، هذا بخلاف وجودهم في سورية، وعلى الحدود العراقية، فيما يكرر العراقيون على الاتراك سحب قواتهم، الا انهم يتعذرون بالوجود الكردي المعارض للحكومة التركية، ويطالبون بالحكم الذاتي، واخراج عبدالله اوجلان من السجن.
لاميركا قواعد عسكرية في دول عدة، لكن وجود تلك القواعد على شكل ايجار، بمعنى ان اميركا تتحمل جميع مصروفات جنودها، والارض التي تشغلها في تلك الديار.
الاتراك، اذا ارادت او طلبت الكويت، يأتون بجنودهم العثمانيين الى بلادنا، لماذا، هل يرون ثمة مخاطر على شاكلة الغزو قادمة على بلادنا؟
المنطقة ليست امنة والمخاطر واردة، والمطامع والهمجية طبع متأصل في النفس البشرية، لكن لن تأتينا المخاطر والغزوات من السماء، او من بلدان بعيدة، فاعداؤنا والطامعون في بلادنا وفي خيرات بلادنا ليسوا بعيدين، والان هناك في العراق حركة مريبة من فلول البعثيين العراقيين لاستعادة حكم المعدوم صدام وعودة الساعة الى الوراء.
كما اننا نسمع من الاخبار الكثير، التي لا تتسم بالمصداقية، لكن ايضا لا ينبغي اسقاطها من اذهاننا، فما يصيب العراق سيصيبنا، ولعل التظاهرات الاخيرة التي تحركت في شوارع البصرة وبغداد ضد الكويت لم تأت من فراغ، فلا زال هؤلاء يوجهون لنا الحقد والطمع والثأر، لكن لا الاميركان والانكليز، ولا الاتراك الطامعين في تنصيب قواعدهم في بلادنا، سيطلقون رصاصة واحدة على الغزاة الجدد.
فالاميركيون الذين لا تزال قواتهم تجوب شوارع بغداد، وكذلك الاتراك أو الانكليز، لهم مصالح جمة في العراق، كذلك ليس هناك عداء او خصومة بين الحكومة العراقية وتلك الدول، بل علاقات حميمية، وسمن على عسل، فماذا يفيد الكويت من الوجود الاجنبي، وبخاصة التركي، غير تكبيد خزينة الدولة الكويتية مزيدا من الاموال؟
لذلك لا بد من ان نعتمد على الله وعلى النفس، فالله عز وجل قال في كتابه العزيز: “وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ ٱللهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ”.