رأي

فلسطين حاضرة فى سفارتنا بواشنطن ومحيطها

كتب عماد الدين حسين, في “الشروق”:

مساء الخميس الماضى ١١ يوليو، تلقيت دعوة من سفيرنا فى واشنطن معتز زهران لحضور الاحتفال بالعيد الوطنى المصرى أو ثورة ٢٣ يوليو.

‎ذهبت فى السادسة والنصف بصحبة زميلتنا هبة القدسى مديرة مكتب جريدة الشرق الأوسط فى واشنطن والإعلامى المعروف نشأت الديهى.

‎سفارتنا تقع فى منطقة بها العديد من السفارات، واستطعت أن ألتقط أسماء سفارات تركيا وباكستان وزامبيا.

‎ أمام السفارة المصرية مباشرة تقع سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى بعد خطوات قليلة قبل سفارتنا، هناك السفارة الإسرائيلية.

‎الملفت للنظر جدا أن المحتجين على العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، حاصروا السفارة الإسرائيلية بالأعلام الفلسطينية مختلفة الأحجام، وأحدها علم كبير موضوع على سارية عالية بحيث يعلو العلم الإسرائيلى ذا النجمة السداسية.

‎كان هناك أيضا بعض المحتجين على العدوان يقفون على الرصيف المقابل للسفارة ويحملون عبارات احتجاجية مختلفة ضد العدوان الإسرائيلى، وإحداها تقول: كم حجم الدماء الفلسطينية التى تريدونها أن تسيل حتى يتوقف العدوان؟!

‎وبمناسبة العدوان الإسرائيلى، وخلال ذهابنا إلى المركز الصحفى لمتابعة أعمال قمة حلف شمال الأطلنطى التى عقدت فى واشنطن فى الفترة من ٩ – ١١ يوليو الحالى، فقد كان هناك أحد الشوارع المغلقة المؤدية إلى المكان الذى عقدت فيه القمة، وتقف فيه سيارات شرطة وعدد كبير من أفرادها، فى هذه اللحظة جاء حوالى عشرة محتجين رافعين عبارات ضد العدوان الإسرائيلى. حاولنا أن نلتقط صورا لهم، فاحتجوا بشدة على ذلك، وحينما أخبرناهم أننا إعلاميون، سألونا: وهل أنتم مع أو ضد العدوان؟ فقلنا لهم نحن مصريون، وبالطبع ضد العدوان، فسمحوا لنا بالتقاط الصور.

‎المهم دخلنا السفارة المصرية ووجدنا عددا هائلا من المصريين والضيوف المختلفين يحتفلون بالعيد الوطنى المصرى.

‎كانت فرصة طيبة لمقابلة وجوه مصرية ناجحة ومتألقة ومشرفة فى الولايات المتحدة، وعلى رأسهم بطبيعة الحال الدكتور محمود محيى الدين المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى، ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لتطبيق أهداف الألفية. وكنت زرته فى مقر مكتبه بالصندوق.

‎كانت فرصة طيبة أيضا لمقابلة الصديق الكاتب الصحفى المتميز بـ«الشروق» محمد المنشاوى، وهو واحد من أفضل من يكتبون فى الشئون الأمريكية، خصوصا العلاقات الأمريكية العربية.

‎قابلت أيضا الكاتب الصحفى المعروف توماس جورجسيان والزميلة الإعلامية جيهان الحسينى وزوجها اللواء محمود الفيشاوى، والدكتور خالد إبراهيم صقر الذى عمل فى صندوق النقد الدولى لمدة ثلاثين عاما، وكذلك الملحق العسكرى المصرى ومساعديه فى واشنطن.

‎قابلت أيضا شابا مصريا من سمالوط بمحافظة المنيا يدعى جون، هاجر منذ سنوات وعمل فى مهن كثيرة مختلفة حتى صار مديرا لواحد من أكبر مطاعم الستيك فى ولاية ميرلاند التى يفصلها جسر صغير على نهر البوتوموك، وحينما سمعت تفاصيل رحلته منذ قدومه من مصر، أدركت كيف تكون قصص النجاح.

‎قابلت كثيرين فى هذه الليلة، والجميع لا يحكى إلا عن مصر. البعض يتحدث عن الشئون السياسية اليومية والبعض عن علاقة مصر بصندوق النقد الدولى ولماذا تم تأجيل المراجعة التى كان يفترض أن تتم قبل أيام، والبعض عن مباريات الدورى المصرى وبطولة أوروبا، والبعض عن حنينه لمصر والمشاكل المتعلقة بالأولاد والحيرة ما بين القيم المصرية والأمريكية. وأزمات الجيلين الثانى والثالث.

سفيرنا معتز زهران ألقى كلمة قوية أكد خلالها أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة.

وأن هذه الشراكة، التى تجاوزت علامة المائة عام، لعبت دورا حاسما فى تعزيز مصالح كلا البلدين، وأن الشرق الأوسط يواجه حاليا محنا خطيرة وأخطارا تهدد بالتوسع وابتلاع المنطقة فى عاصفة مميتة، وأن الحرب المستمرة فى غزة لأكثر من 9 أشهر، تهدد بشكل مباشر القيم العالمية لحقوق الإنسان وكرامة الإنسان وتقرير المصير.

وأكد أن مصر عازمة على اتخاذ إجراءات حاسمة نحو وقف فورى لإطلاق النار وتسوية شاملة. وأن معالجة الأسباب الجذرية للظلم السائد هى السبيل الوحيد لتحقيق السلام.

زهران قال إن قضية فلسطين ليست هامشية، ودعا إلى معالجة هذه القضية بجدية، وضمان أن الطريق إلى الأمام لا يتأثر بالمعايير المزدوجة أو العدالة الانتقائية، بل بالقيم العالمية.

‎ كانت أمسية ممتعة خلاصتها أن الجميع يحب مصر ويتمنى أن تكون فى أفضل حال، لكن بالطبع فانهم يختلفون فى كيفية تحقيق ذلك.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى