شؤون لبنانية

فضل الله: معالجة الازمات لا تتم بالمسكنات

ألقى العلامة السيد علي فضل الله، خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور عددٍ من الشخصيّات العلمائيّة والسياسيّة والاجتماعيّة، وحشدٍ من المؤمنين.

وقال “البداية من لبنان الذي تستمر فيه المراوحة على صعيد الاستحقاق الرئاسي من دون أن تبدو في الأفق أي بوادر لحل قريب ينهي هذا الجمود القاتل في ظل عدم استعداد أي من الأفرقاء للتنازل عن خياره على هذا الصعيد، فيما الخارج الذي بات هو محط الأنظار، يشهد في هذه الأيام حراكاً لا يبدو أن نتائجه ستكون قريبة في ظل الانقسام الحاصل بين أفرقاء الخارج وتعقيدات الداخل.في هذا الوقت تستمر معاناة اللبنانيين على الصعيد المعيشي والحياتي رغم الانخفاض الذي بتنا نشهده على صعيد صرف الدولار الأمريكي، لكن هذا لم ينعكس كما كان متوقعاً على أسعار السلع والمواد الغذائية، حيث يستمر ارتفاعها والذي يعود لعدم الثقة باستمرار هذا الانخفاض لكونه جاء في إطار الهدنة التي فرضها الواقع السياسي في هذا الشهر، إضافة إلى جشع التجار الذي يستغلون حاجة المواطنين ولانعدام الرقابة من قبل وزارة الاقتصاد والبلديات ما يجعل المواطنين عاجزين عن تأمين أبسط احتياجاتهم ومقومات حياتهم، وقد بات العبء الصحي والاستشفائي يثقل كاهل اللبنانيين بعدما كف الضمان الصحي ووزارة الصحة عن القيام بدورهما سوى بالنزر اليسير. وقد انعكس ذلك إضرابات واحتجاجات أدت إلى الشلل الذي نشهده على صعيد المؤسسات العامة والمدارس الرسمية والجامعات والتي لم تجد حتى الآن لها حلولاً لعدم قدرة العاملين لديها على أداء عملها في ظل التدني في الرواتب التي قد لا تكفي حتى للانتقال إلى عملهم، ويخشى أن يمتد ذلك إلى المؤسسات الأمنية”.

وتابع: “إننا أمام هذا الانحدار المريع الذي وصل إليه البلد، نجدد دعوتنا للقوى السياسية للقيام بالمسؤولية التي تحملتها والعمل سريعاً ولحل الأزمات التي يعاني منها إنسانه، وهذا لا يتم بالمسكنات بل بعلاج جذري يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية على مستوى المرحلة وحكومة كفوءة مكتملة الصلاحيات قادرة على القيام بدورها وبورشة إصلاحات يتعاون الجميع لبلوغها وتفتح الطريق لما يعيد ثقة العالم بهذا البلد ويجعله يمد يد العون إليه. ونبقى على هذا الصعيد لننبه إلى خطورة الاستهداف الذي يمارسه العدو الصهيوني على أمن هذا البلد من خلال سعيه الدؤوب لتجنيد عملاء له مستغلاً في ذلك الواقع المعيشي الصعب الذي يعاني منه اللبنانيون والانقسام الداخلي، ما يستدعي العمل الدؤوب لمواجهة هذا الخطر باستنفار الأجهزة الأمنية والرقابة المجتمعية وبالعقوبات الرادعة”.

وقال: “أما على صعيد الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت لبنان وغزة والمسجد الأقصى، فقد أشارت الردود عليها إلى التراجع المذل للعدو حين اتخذ قرار منع المستوطنين من دخول الحرم القدسي إلى آخر شهر رمضان، كما رسخت هذه الردود مدى قدرة الردع اللبنانية والفلسطينية على تكبيل يد العدو ومنعه من العدوان والتحرك بحرية كما كان سابقاً. ولكن هذا لا يدعو إلى أن ننام على حرير، بل إلى إبقاء الاستعداد لمواجهة أي مغامرة قد يقدم عليها هذا العدو لإعادة الاعتبار لكيانه وقوة الردع لديه والتي أشارت إلى اهتزازها وتآكلها تصريحات قادة هذا الكيان. وفي هذا الإطار، نتوقف عند يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان والذي أراد منه إبقاء هذه القضية حاضرة في وجدان كل المسلمين، ودفعهم للتضامن فيما بينهم شعوباً ودولاً من أجل رفع نير الاحتلال عن هذه المدينة المقدسة التي تحوي أولى القبلتين وثالث الحرمين وكنيسة القيامة وكل المعالم الأخرى الموجودة فيها… والأيام كفيلة بإثبات أنهم قادرون على ذلك عندما تتوحد جهودهم وطاقاتهم وقدراتهم، ليجعلوا وجهتهم القدس وفلسطين لا أي شيء آخر، وها هم يثبتون في هذه الأيام أنهم أخذوا يصنعون فجراً جديداً على هذا الصعيد بدأت معالمه تظهر”.

وختم فضل الله: “نحن في هذه المناسبة الكريمة نحيي الشعب الفلسطيني الذي أثبت جدارته في حمل قضيته ولأجلها يقدم التضحيات الجسام، ومعه كل الذين حملوا خيار القدس وفلسطين ويعملون لأجله بكل جد ومسؤولية في الليل والنهار.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى