شؤون لبنانية

فضل الله: النظام الطائفي والجهات السياسية المستفيدة منه أقفلت الطريق على التغيير المنشود

 أكد العلامة السيد علي فضل الله في تصريح، أن “المحطة الأساسية التي ننتظرها في لبنان ليست في المواعيد السياسية والانتخابية، بل في تغيير الذهنية على مستوى القيادة والقاعدة”.
 
وقال: “لعل الكثير ممن يشعرون بثقل المسؤولية في لبنان يتصورون أن المحطات المقبلة بما فيها المحطة الانتخابية تحمل عنوان التغيير نحو الأفضل، ونحن نرى أن هذا التصور يدخل في التمنيات والأحلام أكثر مما يدخل في الحسابات الواقعية، لأن الانتخابات – إن حصلت في مواعيدها – قد تحمل شيئا من التغيير على مستوى السطح، ولكنها لن تكون مؤثرة على مستوى المضمون، وقد يقتصر التغيير على بعض الأسماء فيما تبقى القوى السياسية المتحكمة بالمسار العام للبلد على قوتها وتأثيرها مع بعض التعديلات غير المؤثرة”.
 
أضاف: “إننا نعرف أن هذا الكلام قد يصيب الكثيرين بالإحباط، ولا سيما أولئك الذين يتطلعون إلى لبنان جديد ينهض من فوق كل هذا الركام من الفساد والفشل الإداري والسياسي، ولكن النظام الطائفي المتحكم بالبلد، والذي يسد نوافذ الخلاص من جهة، والجهات السياسية المستفيدة من هذا النظام والتي توظفه لحساب مصالحها من جهة ثانية، أقفلوا الطريق على التغيير المنشود”.
 
وتابع: “لذلك، فإننا لا ننظر إلى المحطات التي يعول عليها الكثيرون أن تكون محطات تغيير جذري بأنها ستحقق للبنانيين آمالهم وطموحاتهم، ولا نرى أننا يمكن أن ننام على أحلام وردية، لمجرد أن هناك استحقاقات على الأبواب، أو أن ثمة ضغوطا خارجية مستمرة للوصول إلى تغيير حقيقي في المشهد، هذا مع علمنا بأن الآخرين أيضا يتطلعون للتغيير لحساب مصالحهم وغاياتهم ونفوذهم في لبنان والمنطقة”.
 
وختم: “إننا نرى أن المحطة الأساسية التي يمكن أن ينتظر اللبنانيون من خلالها تغييرا حقيقيا، هي اللحظة التي تتغير فيها الذهنية في البلد على مستوى القيادة والقاعدة، بأن لا ينظر من هم في مواقع المسؤولية للبلد وكأنه بقرة حلوب لحساب مصالحهم، وألا يسكت الناس عن المساءلة والملاحقة بعيدا من الحسابات الطائفية والحزبية وغيرها، وعندما تتغير هذه الذهنية نطل على لبنان الجديد، وإلا فسوف نبقى في حال انتظار دون جدوى حتى لو كانت أحلامنا كبيرة، وهذا ما ينبغي للناس أن يعرفوه وأن تبدأ بالعمل الجدي لتغيير المشهد الصعب الذي تتراكم أزماته أمامنا في شكل مخيف”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى