فرقة “أمجاد العين” في القرية العالمية بدبي.. دبكات بعلبكية ولوحات فنية مبهرة
اشار سمير السعدي في مقال نشره بصحيفة “الوحدة” الاماراتية الى ان “لبنان بلد المسرح التليد بكل نجومه وفنانيه.. لبنان بلد الدراما والتراجيديا بكل فنانيها.. لبنان الجميل في كل شيء.. لبنان وطن عبق التراث الفني العريق بكل ما فيه وكل ما يحوي.. لبنان باريس وعروس الشرق.. لبنان بلد الجمال والفن والدبكة والأوووف والميجانا.. لبنان بلد أباطرة الفن وعظمائه.. لبنان وطن فيروز ونصري شمس الدين وعلي حليحل ووديع الصافي وصباح.. لبنان بلد كل صوت جميل.. لبنان الذي يمثله بالقرية العالمية جناحه الذي استقدم فرقة أمجاد العين لتنثر تراثه الفني التليد بالقرية العالمية.. وتقدمه لضيوفها وتعرضه عليهم وتعرفهم بهذا التراث المليء بالفن والغناء والموسيقى.. وتقدم لوحات فنية رائعة ومبهرة على أنغام كل هؤلاء.. وتقدم الدبكة اللبنانية العريقة التي يعرف لبنان بها عند كل شعوب العالم.. الدبكة التي هي اليد في اليد والكتف بالكتف وتعني تشابك وتوحد الناس مع بعضهم البعض ليكونوا عائلة واحدة بل أسرة واحدة.. الدبكة التي تتصارع الفرق الفنية العربية على تقديمها باسمها خلال عروضها الفنية.. الدبكة ذات الستة أنواع دبكة العرجا, ودبكة الزينو, والدبكة الشمالية, ودبكة التراويه, ودبكة الحنجلة, ودبكة البداوية.. ودبكة بعلبك هي الأساس لكل الدبكات والتي تسكن كل فرد في بعلبك من صغارهم لكبارهم فالكل يدبك الدبكة اللبنانية الأصيلة, والكل يقوم بتعليمها لغير أهل بعلبك وتتنقل بين الأجيال من جيل الى جيل وكل جيل حريص كحرصه على نفسة على الحفاظ على هذه الدبكة ونقلها لما يليه من أجيال.
كما وتقدم لوحات استعراضية تمثل تراث كل مناطق لبنان المليء بالفن والطرب الذي يطرب له كل العرب, ويحب أن يسمعه ويراه كل من لديه حاسة فنية, وكل مهتم بفنون لبنان لأن الفن اللبناني معروف منذ القدم ويهتم به الكثير.. وهذه الفرقة تتكون من 65 فناناً وفنانة, ونقترب من الفرقة لنعرف حكايتها وحكاية فنانيها وحكاية كل ما تقدمه لتترك عند ضيوف القرية العالمية عالم مليء بالذكريات التي تبقى وندوم في ذاكرتهم وبالهم طويلا.
تأسست الفرقة كما قال قائدها محمد السليمي عام 2010 بلبنان وبلغ عدد أعضاؤها 65 فناناً وفنانة وقام هو بتدريبهم وتعليمهم فنون الدبكة بأنواعها وكيفية أدائها حتى أتقنوها, وشاركت الفرقة في العديد من المهرجانات والإحتفالات بلبنان, وحلقت وطافت وطارت إلى السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وبض الدول المجاورة للبنان مشركة في مهرجاناتها واحتفالاتها, والآن هي في القرية العالمية بدبي في موسمها السادس والعشرون وللمرة الأولى بخمس فنانين هم الفنانتان سنا غنام ونرجس طي, وثلاثة فنانين محمد السليمي ويوسف السليمي وأيمن إسماعيل ويرافقهم عازف الإيقاع على الطبل الفنان علي الطفيلي.. ونقترب من المسرح أكثر لنتعرف على فنانات وفناني الفرقة ونعرف حكاياتهم مع الفن وكيف ومتى وأين مارسوا الفن.
= الفنانة نرجس طي.. مارست الفن وعمرها 16 عاماً, ومنذ ستة أعوام انضمت الى الفرقة وأشبعت هوايتها بالتدريب الجاد في الفرقة وأصبحت عضوا محترفا بها وتشارك في كل ما تقدمه.
= والفنانة سنا غنام.. مارست الفن وعمرها 10 أعوام على خشبة مسرح المدرسة كهاوية للفن, وفي عام 2016 وعمرها 15 عاماً انضمت للفرقة وأصبحت من أعضاءها عندما اتقنت الفن واحترفته.
= والفنان محمد سليمي.. قائد الفرقة ومؤسسها مارس الفن هاويا منذ الصغر وعمره خمسة أعوام حيث ورث الفن من أسرته, وعندما كبر في العمر أراد احتراف الفن الذي أحبه وعشقه فأسس الفرقة في عام 2010 وضم اليها العديد والعديد من الهواة وقام بتدريبهن حتى أتقنوا الفن بأنواعه.
= والفنان يوسف سليمي.. هو شقيق قائد الفرقة مارس الفن كهواية وعمرة 10 أعوام, ولما أحب الفن أكثر وأراد الاحتراف انضم للفرقة بعد تأسيسها مباشرة وتعلم أصول الفن بالقرقة وأصبح فناناً محترفاً.
= وأخيرا الفنان أيمن إسماعيل.. الذي مارس الفن صغيراً وعمره 10 أعوام, وعندما كبر وقرر الاحتراف انضم للفرقة وتعلم الفن على أصوله وأصبح فناناً محترفاً.
هؤلاء هم أعضاء الفرقة العاملين فيها يقدمون الفن اللبناني الأصيل الجميل وخاصة الدبكة البعلبكية بكل أنواعها, وكانوا قد طافوا مع الفرقة منذ التحاقهم بها في كل رحلاتها الخارجية وشاركوا في كل مهرجان شاركت فيه الفرقة, والآن هم مع الفرقة بالقرية العالمية بدبي يقدمون اللوحات والرقصات والفولكلور اللبناني على مسرح الجناح اللبناني ومسرح القرية الرئيسي لإسعاد ضيوفها بالفن اللبناني العريق الأصيل.. والضيوف حول المسرح هنا أوهناك مستمتعون بما يقدمونه لهم ويتفاعلون مع الفرقة ويشاركونها رقصاتها ويصورون كل ما تقدمه الفرقة من لوحات فنية للدبكة البعلبكية على أنغام فيروز وعاصي الحلاني وطوني حنا وفارس كرم وعلي حليحل ووليد سركيس وملحم زين ومعين شريف وغيرهم من فناني بلد الفن والجمال لبنان..
عازف الإيقاع علي الطفيلي
والآن جاء دور عازف وضابط الإيقاع علي الطفيلي الذي تعاقد مع القرقة وأحضرها للجناح, والذي يشارك الفرقة في كل ما تقدمه قارعاً طبلته الكبيرة, والذي يقوم باختيار وتشغيل الموسيقى أو الآغنية التي ستدبك عليها الفرقة, والذي يحترف الموسيقى والإيقاع بلبنان وخارجه منذ عشرون عاما.. عزف الإيقاع مع معظم مطربي لبنان الكبار من الدرجة الأولى والثانية والثالثة.. هو من بعلبك بلد الدبكة اللبنانية المتميزة, مدينة الشمس, المدينة التي جمعت الكثير والكثير ممن يقدمون دبكتها المشهورة والتي تتميز عن دبكة أي مدينة أو أي دولة أخرى.. ومارس الفنان المتميز علي الطفيلي فن الإيقاع على الطبل منذ نعومة أظفاره, تعلم الإيقاع بنفسه ممن كان يشاهدهم يقرعون الطبل أثناء أداء الدبكة.. تعلق بالطبل وأصبح هواه وعشقه ورفيق دربة يجعله يشعر بكيانه ووجوده وهو يعتلي المسرح قارعاً هذا الطبل الذي يعتبر أساس الدبكة ويحرك مشاعر الدابكين والمطربين بل والجمهور نفسه وكل الحضور فتجد كل من يراه وهو فوق المسرح يشعر بالحماس ويتراقص على قرع الطبل ويتمايل من الطرب والانبهار بهذا الأداء الرائع, وهذا ما رأيته بأم عيني حول مسرح جناح لبنان فالكل شابات وشبان ورجال وسيدات كبار السن وحتى الأطفال يتمايلون ويرقصون على أنغام إيقاعه مع ما تقدمه الفرقة من فنون الدبكة.
شارك الفنان علي الطفيلي في الكثير من المهرجانات الفنية بدءاً من مهرجانات بعلبك التي كان وما زال يحييها كبار فناني لبنان والعالم العربي وفي مقدمهم فيروز وأم كلثوم, كما شارك في مهرجانات بيروت ومهرجانات الأرز وصور والجنوب والشمال, وكان الفنان علي هو جذوة الدبكة مع المطربين في هذه المهرجانات فالدبكة لا تحلو إلا على قرع طبلته حتى أن حضوره في أي مهرجان يطغى ببصمته الغنية على هذا المهرجان مهما كان يضم من فنانين أو راقصي الدبكة.. وهو لا ينسى عازف الإيقاع الفنان جورج شقر الذي كان يرافق الفنانين وخصوصا الفنانة العملاقة سميرة توفيق فقد تأثر علي به كثيراً وصمم على أن يكون خليفته في هذا المجال مما جعله يسير على دربه ومنهجه.. والأن وفي القرية العالمية بدبي يقوم بأداء الإيقاع على الطبل للفرقة التي تقدم فنونها وتقدم لوحات فنية للدبكة البعلبكية.
هذه هي فرقة أمجاد العين التي شاركت في الكثير من المناسبات الحلوة بلبنان, والتي تشارك للمرة الأولى في القرية العالمية وتقدم الفن الفولكلوري اللبناني الأصيل, يدبكون والضيوف دائماً حولهم متحلقون ويتمايلون ومتحمسون ويرقصون مع الفرقة ويشاركونهم الأداء الرائع.