صدى المجتمع

على أمل.. تعيش ثاني أكبر مدينة

لبنى دالاتي لـ”رأي سياسي “

مدينة طرابلس التي تحتضن المتعلمين، الأطباء، المؤثرين البارزين ودعاة السلام والعدالة والتي تضم عددا كبيرا من العائلات الأصيلة، فيها الاغنياء و الفقراء، فيها المساجد و الكنائس، المقاهي و المنتديات الثقافية، تعيش اليوم ومنذ أكثر من عشرات السنين حالة من الانهيار الاقتصادي، الأمني والاجتماعي.

وجاء انتشار فيروس كورونا الأخير ليشترك مع هذه الأزمات الخانقة ويزيد الحالة العامة سوءا. فمنذ اندلاع الحرب الأهلية والأزمات تتوالى عليها

اذا أردنا أن نعرف أكثر عن وضع طرابلس، فما علينا الا القاء نظرة على منطقة باب التبانة التي يعتبرها الكثيرون بأنها بوصلة الأحداث بين لبنان وسوريا، وعلى محيطها الممتد من جبل محسن إلى سوق الخضار والحارة البرانية وعلى مختلف مسارب نهرأبو علي وعلى الزاهرية… وسنرى مأساة حقيقية.

عدة كوارث حصلت في هذه الرقعة الجغرافية المنكوبة الراسخة في جذور التاريخ منذ أيام الحرب الأهلية وبداية عام 1975 وما سبقها، مع ما تبعها من أحداث دامية وقعت في الثمانينات من القرن الماضي والتي رافقت الاحتلال السوري، وجولات القتال البربرية بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة، وانفجار مسجدَي التقوى والسلام، وتوقيفات واعتقالات وبروز لقادة المحاور، واستثمار مدمر بالسياسة والأمن، وصراع الانتماء والهوية..

لا يحتاج الزائر لهذه المدينة الى كثير من الوقت حتى يشخّص ظاهرة الفقر المدقع الذي يعانيه أبناؤها، فلا بنايات تناطح السحاب ولا مشاريع عمرانية كبيرة… أما ندرة التخصيصات المالية مع ما رافقها من انعدام لوجود موانئ ومنافذ حدودية وحيلولة دون الاستفادة من مختلف الموارد الاقتصادية، وغياب مشاريع الدولة التنموية المتوازنة وما توفّره من فرض عمل كريمة وتأمين بنى تحتية ملائمة لجذب رؤوس الأموال والاستثمارات، هو أمر واضح بشكل كبير.

ففي الوقت الذي تحتدم فيه الأزمة المعيشية، ولا تبدو هناك أية دلائل على إمكانية وقف التدهور، يتبادل الفرقاء السياسيون والشارع الاتهامات، بشأن من هو المسؤول عن هذا الانكشاف الكبير لحالة البلاد الاقتصادية، وتدهور معيشة الناس إلى مستويات غير مسبوقة، حتى وصل الوضع الى الفلتان الأمني والانهيار الاقتصادي الدراماتيكي، وانعكس سلبا على كل نواحي الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

وفي اتصال مباشر أجراه رأي سياسي مع النائب الدكتور” علي درويش” حول أزمة طرابلس يقول” لا شك أن وطأة الأزمة الاقتصادية تلقي بثقلها على كل لبنان وبشكل خاص على طرابلس ومناطقها الشعبية التي تقع ما بين باب التبانة، جبل محسن، البقار والمنكوبين .. فهذه المناطق تشهد زحمة سكانية وتعاني من كافة الأزمات، ومعظم سكانها هم مياومون

ويتابع درويش” لا شك أن أهل طرابلس هم على وعي كبير وبامكانهم انتخاب مرشحين جيدين والتصويت لمن وقف معهم، الى حد ما، في هذه المحنة التي أصابت البلاد“.

في ظل الأزمات المفتوحة على مختلف الجبهات في البلاد، وعلى رأسها الأزمة الاقتصاديّة، يرى المجتمع الدولي أنّ انتخابات 2022 هي أمر جوهري وركن أساسي لنجاح أجندة الإصلاح، وإعادة بناء الثّقة بين الدولة والمواطنين. وعلى أمل أن تحصل الانتخابات في موعدها يقبع الطرابلسيون بين مترقب وفاقد الأمل، ولكن يبقى الخيار الأنسب لأهل الفيحاء شد الكباش، والدخول في الاستحقاق الانتخابي، كي لا يضطروا من بعدها الى الارتماء بشكل كلي في أحضان أنظمة فاسدة

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى