رأي

طاولة اللقاء … وطاولة الزهر … وطاولة الجراحة!

كتب عبد الفتاح خطاب في صحيفة “اللواء” : “هناك من يتوهم أن «مؤتمر الحوار الوطني» سوف «يشيل الزير من البير»، وأن الرئيس ميشال عون الداعي الى اللقاء يؤدي قسطه إلى العلى في حال تلاقي الأطراف المختلفة من دون اندلاع السجالات والشحن السياسي والمذهبي قبل اللقاء وبعده!

أما الناس المسحوقين الجائعين، ففي انتظارهم لنتائج «الحوار الوطني» (إذا انعقد)، يلعبون «طاولة الزهر» لأن حظهم في «قهوة القزاز» قد يكون أفضل بكثير من حظهم في «قصر بعبدا» والمؤتمِرينَ فيه.

وعلى الأرجح أن يتحول «الحوار الوطني» موديل 2022، كسابقاته من المحاولات، إلى لقاء للصراخ والخوار بدلاً من المصارحة والحوار، وإلى «طاولة بينغ بونغ» كلٌ يرمي طابة المسؤولية عن الانهيار إلى الجهة المواجهة بأسلوب «خود وجيب» الذي «لا بيودّي ولا بيجيب».

والأرجح أيضاً أن يتحوّل هدف اللقاء إلى دعاية وإشادة بعظمة ومنجزات «العهد القوي»، أسوة بما حدث بعد انعقاد سلفه «اللقاء الاقتصادي»!

لسنا بحاجة إلى «طاولة خياطة» لإعادة تفصيل القوانين وتوزيع المغانم والمكتسبات على حجم الحاضرين ومقاسهم، إنما ما نحتاج إليه بالفعل هو «طاولة جراحة» تزيل الأورام السرطانية الخبيثة والتآكل والترهل والعلل من الجسم اللبناني، وتجد حلولاً سريعة عمليّة فاعلة تُنقذنا من الوقوع الوشيك في الهاوية. ولعل وعسى أن نحظى بوطن حقيقي لأول مرة في تاريخنا المجبول بالعذاب والمآسي والأزمات والنكبات الخطيرة المتتالية.

وأخيراً نصيحة يا فخامة الرئيس «القوي» … تخلّى عن وهم «مؤتمر الحوار الوطني» فلن يفلح أسوة بجميع محاولاتك وخططك في الخمس سنوات التي انقضت من عهدك البائس … الأمر الوحيد الذي يُمكن أن تنجح فيه ويحقق هدفاً لصالح لبنان وشعبه … هو استقالتك!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى