اقتصاد ومال

سنة شارفت على الانتهاء..ما الذي ينتظر اللبنانيين

قليل من الأيام وتنتهي سنة ٢٠٢١؛ السنة التي كانت كابوس اللبنانيين؛ كانت سنة المشكلات والهموم.
أصبح من المعروف لدى الجميع أنها كانت أصعب سنة تمرّ على لبنان، على كلّ الأصعدة.
كلّ هذه الأحداث أجبرت اللبناني على خوض الكثير من التجارب لكي يكمل عيشه.
دعونا نتذكّر أحداث هذه السنة العجيبة:
١.الأزمة المالية والاقتصادية:
لطالما اعتمد الاقتصاد اللبناني على تدفّق منتظم للدولار الأميركي، وبذلك ربط البنك المركزي الليرة بالدولار الأميركي، لكن خلال السنوات العشر الأخيرة تباطأ النموّ الاقتصادي، وظهرت مفاعيل هذه الأزمة في ٢٠١٩، حين توقع البنك الدولي أن ترتفع نسبة اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط #الفقر إلى ما يُقارب الـ٥٠٪ من السكّان. لكن بعض الاقتصاديين في سنة ٢٠٢١ قالوا إن النسبة أكبر من ذلك. تدنّت قيمة الليرة اللبنانية فوصلت مقابل الدولار الواحد إلى ما يقارب الـ٢٥٠٠٠ ليرة لبنانية؛ بهذا ارتفعت أسعار السلع الأساسية المستوردة، وأصبح السكّان عاجزين عن تأمين الأكل اليومي.
٢.تفاقم الوضع الصحي:
فاقم وباء كورونا الفقر والصعوبات الاقتصادية التي يواجهها الكثيرون، وأثّر بطريقة غير متناسبة على الفئات المهمشة، مثل الأسر منخفضة الدخل، والأشخاص ذوي الإعاقات، والمهاجرين، واللاجئين؛ ولم تضع الحكومة أيّ خطة دعم منسّقة أو قويّة في الوقت المناسب.
الأزمة سبّبت أزمة في القطاع الصحي في لبنان؛ فالمستشفيات تكافح لتقديم الرعاية الصحية الضرورية والملحّة المنقذة للحياة. علاوة على ذلك، أدّى نقص الدولار إلى تقييد استيراد الأجهزة الطبية، ما هدّد قدرة لبنان على التعامل مع الوباء، خصوصاً أن وباء كورونا ينتشر، بالاضافة إلى زيادة نسبة الوفيات لعدم قدرتهم على تأمين تكلفة العلاج أو الدواء.
٣.البيئة:
بدأت تلوح في الأفق أزمة النفايات من جديد، إذ أصبح المطمران الأساسيّان ممتلئين بشكل كامل.هذا ما تشهده على الطرق، حيث النفايات متراكمة في كلّ مكان، وكلّ شارع، وزاوية.
غير هذا، هناك الحرائق التي جعلت من لبنان الأخضر لبنان الأسود؛ فقد اندلعت الحرائق في عكار وضواحيها (هذه المنطقة التي تتميّز بالأشجار الكثيفة والخضراء) لكن السؤال إن كانت الحرائق مفتعلة لتدمير واقع لبنان الأخضر الجميل؟!
٤.التعليم:
أدّى وباء كورونا والانتقال إلى التعليم من بعد إلى مفاقمة انعدام المساواة، وزاد خطر عودة بعض الطلاب إلى المدارس، بعد إعادة فتحها، فقد شهدنا انتقال الكثير من الطلاب من مدارسهم الاعتيادية إلى مدارس أقلّ تكلفة، وأقرب إلى منازلهم بسبب تكلفة البنزين الباهظة والتسجيل، بالاضافة إلى إضراب المعلمين كلّ فترة، والثانية بسبب عدم تأمين الحدّ الأدنى لهم.
٥. ارتفاع في معدّلي الفقر والبطالة:
إن هذا التدهور أدّى إلى إغلاق الكثير من المؤسسات، منها الحلاب الذي صمد كثيراً. وفي سنة ٢٠٢١، أقفل أبوابه، وخسر الكثير من الموظفين أعمالهم، ما يعني فقدان المزيد من فرص العمل وارتفاعاً في معدّل البطالة، وارتفاعاً في معدل الفقر.
وحسب البنك الدولي، فإن معدل الفقر زاد بنسبة كبيرة جداً ليطال أكثر من نصف عدد السكّان خلال العام ٢٠٢١، فيما أشارت إحصائيّات أعدّتها “الدوليّة للمعلومات” إلى لجوء المؤسّسات، التي استمرّت في عملها إلى تخفيض رواتب موظفيها بنسبة تتراوح بين ٢٠ و٨٠٪، ومن المرجّح أن تصل النسبة إلى أكثر من ذلك.
٦. الهجرة
الهجرة هي سمة بارزة في الواقع اللبناني منذ آلاف السنين، وهو ما يتوقّع استمراره نتيجة الأوضاع الراهنة. ويقول المرصد إن هذه الهجرة بمعظمها من القطاع الصحي، إذ يهاجر العديد من الأطباء والممرضين، فينعكس ذلك سلباً على المواطنين.
هذه الهجرة يرافقها ارتفاع في هجرة الأدمغة والشباب تاركين بلادهم غصباً عنهم، راكضين إلى مستقبلهم لتأمين لقمة عيشهم بعيداً عن أهلهم ووطنهم.
٧. زيادة العنف ومعدّلات الجريمة:
مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية، تشتدّ الأوضاع الأمنية في لبنان سوءاً؛ فوفقاً للإحصاءات الصادرة عن مديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، ارتفعت نسبة السرقات في العام ٢٠٢١ إلى ١٦٢٪ في الربع الأول من هذا العام.
أما جرائم القتل فارتفعت بنسبة ٩١٪ في العام ٢٠١٩، ثم ازدادت بنسبة ٢.٤٪ في الربع الأول من العام ٢٠٢١ .
إلى ذلك سجل ارتفاع حالات العنف ضد النساء والفتيات. وأشار مسح أجرته مجموعة العمل المُشترك بين الوكالات المعنية بالعنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي التابعة للأمم المتّحدة إلى أن 54% من النساء والفتيات اللواتي شاركن في المسح لاحظن زيادة في العنف ضدّ نساء وفتيات أخريات، ضمن أسرهن أو مجتمعاتهن المحلّية، فيما شهد الربع الأول من العام 2020، أي قبل إعلان التعبئة العامّة للحدّ من تفشّي جائحة كوفيد-19، ارتفاعاً مُقلقاً في حالات العنف الأسري التي وصلت إلى 69% وفق نظام الرصد الدولي للعنف القائم على النوع الاجتماعي.
كلّ هذه الأزمات وأكثر سببها طبقة سياسية حملت شعباً كان يثق بها كلّ الحمل، وأجبرته على تحمّل ذلك دون أي اعتراض.

المصدر
النهار - غفران عبد الكريم جنيد

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى