رأي

زيارة لها ما بعدها

عندما يلتقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، فإن اللقاء يكون استثنائياً ويتجاوز اللقاءات العادية بين أي زعيمين، ذلك أنّ سموه يحمل أجندة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية التي تحتاج إلى مواقف عملية لأنها ذات أبعاد لها علاقة مباشرة بالأمن والسلم العالميين، وبمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيق بالعالم مثل الصراعات العسكرية والاقتصادية، والتغير المناخي والطاقة النظيفة، والتطرف وارتفاع منسوب العنصرية والكراهية، إضافة إلى توسيع الشراكات وتعزيز التعاون وبناء علاقات صحية تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل بما يخدم الأهداف المشتركة التي تحقق الاستقرار والازدهار.

والإمارات إذ تؤدي هذا الدور المحوري فلأنها باتت دولة ذات حضور فاعل ومهم على الساحة الدولية، وتحظى بالتقدير والاحترام والكلمة المسموعة، ما جعلها تتبوأ المراكز المتقدمة في مختلف المؤشرات الدولية، وذلك لم يكن ليتحقق لولا وجود قيادة رشيدة تتطلع إلى المستقبل برؤية ثاقبة وقادرة على استنباط أفضل ما يمكن للإنسان أن يحققه من إنجازات تصب في مصلحته ومصلحة الوطن، وفي الاستثمار في الإنسان وفي البنى الوطنية والعلمية.
في اللقاء بين صاحب السمو رئيس الدولة والرئيس الأمريكي جرى البحث في مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك، ومناقشة سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين لما فيه مصلحة الشعبين الإماراتي والأمريكي وأوجه التنسيق الثنائي المختلفة، السياسية والاقتصادية والعلمية، إضافة إلى الجهد الإنساني للتخفيف من الجوع والفقر والأمراض في المناطق التي تعاني صراعات وحروباً حيث تلعب دولة الإمارات دوراً ريادياً في تقديم الدعم الإنساني على مستوى العالم.
وكان للعلاقات الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية بين البلدين مساحة واسعة من النقاش بهدف الارتقاء بها وتعزيزها، بما يخدم مصالح دولة الإمارات ويتواءم مع سياستها الخارجية ويعزز قدراتها التنافسية من خلال التعاون والاستثمار، باعتبارها واحدة من أفضل وجهات الاستثمار في المنطقة لرجال الأعمال والشركات.
وبالطبع لم تغب القضايا العالمية الراهنة وفي مقدمتها قضايا المنطقة عن المحادثات، والتأكيد على أهمية بذل المزيد من الجهود من أجل التخفيف من حدة الصراعات والعمل المشترك لتعزيز دور الدبلوماسية والحوار باعتبارهما الوسيلة الوحيدة لدرء المخاطر وتحقيق الأمن والسلام والتوصل إلى حلول عادلة ودائمة وفقاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
لا شك أن هذه الزيارة لصاحب السمو رئيس الدولة لها ما بعدها، إذ تتوج جهداً من العمل المتواصل من أجل عالم أكثر إنسانية وعدلاً وأمناً واستقراراً، وهي تأتي في وقتها وسط عالم مضطرب يحتاج إلى قيادة فذة ومقتدرة وصاحبة رؤية مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

المصدر: الخليج

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى