كتب يفغيني بوزنياكوف وميخائيل موشكين، في “فزغلياد”، عن تعزيز روسيا وجودها في إفريقيا.
وجاء في المقال: في العام 2022، تلقى الغرب درسًا مزعجًا من مستعمراته السابقة، فقد امتنعت الدول الإفريقية عن الالتزام بالعقوبات ضد روسيا. بل تمكنت موسكو من الحصول على موطئ قدم في تلك البلدان التي كانت تعد تقليديًا منطقة نفوذ فرنسية.
وأما التعاون بين روسيا ودول القارة في مسألة صادرات الأسلحة، فيحظى باهتمام خاص.
وفي حين أن مكانة روسيا وأمريكا في سوق الأسلحة الإفريقية متقاربة الآن، فستعتمد دول القارة في المستقبل على المعدات الروسية، بما في ذلك طائرات الجيل الجديد والدبابات الحديثة وأنظمة الدفاع الجوي.
في الوقت نفسه، على روسيا التنافس في إفريقيا ليس فقط مع الغرب، بل ومع الصين، بما في ذلك في سوق الأسلحة. “لدينا شيء نعمل عليه: لا يمكننا منافسة الصين في العديد من المجالات. فلا مجال لمقارنة حجم التجارة بيننا”، كما يقول الباحث في الشؤون الإفريقية، ألكسندر زدانيفيتش.
من ناحية أخرى، قد تتفوق روسيا على الصين في تطوير المعادن، ما يعني ضمناً توريد الشاحنات.
هناك مجال آخر من التعاون، ينجم عن إعادة تقاسم السوق الإفريقية، بتنفيذ “صفقة الحبوب”.
وفي مسائل التعاون العسكري والتقني وخامات المعادن، تعلق آمال كبيرة على نتائج القمة الروسية الإفريقية في العام 2023.
وبحسب الباحث في الشؤون الإفريقية، أندريه إسيبوف، لروسيا الآن تمثيل جيد في وسط إفريقيا، وهناك فرص جيدة لكسب موطئ قدم في دول غرب إفريقيا. يجري التعاون مع واحدة من أكثر الدول تقدمًا في القارة، جنوب إفريقيا، التي تترأس مجموعة بريكس منذ يناير. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن تطوير العلاقات مع هذه الدولة في مجال الطاقة النووية. وبالنظر إلى المنافسة الشرسة من الصين والغرب، يمكن لروسيا تعزيز موقعها في المنطقة من خلال وجودها العسكري. فمثلما احتلت الصين موطئ قدم في القارة السمراء من خلال إنشاء قاعدة في جيبوتي على البحر الأحمر، يمكن لروسيا أن تفعل الشيء نفسه.
في الوقت نفسه، ينبغي لروسيا أن تبذل جهودًا لتسوية النزاعات في القارة، حيث تدور عدة حروب بدرجات مختلفة من السخونة، كما يقول إسيبوف، مستشهدا بإثيوبيا وجنوب السودان.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب.