شؤون دولية

روسيا تستهدف خزانات وقود أوكرانية عبر صواريخ مُوجّهة وقواتها تغادر محطة تشيرنوبيل..

 أعلنت وزارة الدفاع الروسية امس استهداف قواتها خزانات وقود في أوكرانيا بصواريخ موجهة عالية الدقة.
وأوضح الناطق باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، في تصريح صحفي، أن الجيش الروسي استطاع تدمير 52 آلية ومقرا عسكريا لأوكرانيا، خلال الليلة الماضية.
وأضاف أن القوات الروسية استهدفت عبر صواريخ موجهة عالية الدقة، أمس الأربعاء، خزانات كانت تزود القوات الأوكرانية في دونباس بالوقود.
وذكر أن قوات بلاده دمرت أيضاً منذ بدء العملية العسكرية، 124 مقاتلة و77 مروحية و216 نظام دفاع جوي و341 طائرة مسيرة و1815 دبابة أوكرانية.
وأوضح أن القوات الروسية دمرت أيضاً 195 منظومة صواريخ، و762 مدفعية و1689 مركبة عسكرية.
وفي 24 شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي “ناتو”، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا في سيادتها”.

الى ذلك اعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الخميس أن الحلف لا يرى انسحابًا للقوات الروسية من أوكرانيا وأنه يتوقع “هجمات إضافية” في أوكرانيا.

وقال خلال مؤتمر صحافي “بحسب استخباراتنا، الوحدات الروسية ليست بصدد الانسحاب بل تعيد تموضعها. وتحاول روسيا إعادة تجميع صفوفها … وتعزيز هجومها في منطقة دونباس” في شرق أوكرانيا.

وأضاف “في الوقت نفسه، تواصل روسيا الضغط على كييف ومدن أخرى. لذا، يمكننا أن نتوقع هجمات إضافية ستتسبب بمعاناة أكثر”.

ويتناقض تقييم الناتو مع إعلان المفاوضين الروس بعد محادثات في تركيا هذا الأسبوع عن “تقليص جذري” للنشاط العسكري لموسكو في شمال أوكرانيا، بما في ذلك قرب العاصمة كييف.

وتابع “سمعنا التصريحات الأخيرة بأن روسيا ستقلص العمليات العسكرية حول كييف وفي شمال أوكرانيا. لكن روسيا كذبت مرارا بشأن نواياها. لذلك يمكننا فقط الحكم على روسيا بناء على أفعالها وليس أقوالها”.

وقال أيضًا “من الواضح أننا رأينا إرادة قليلة من الجانب الروسي لايجاد حلّ سياسي”.

وأضاف “نرى قصفا متواصلا على مدن ونرى أن روسيا تعيد تموضع بعض القوات، وتحرك بعضها، لتعزيز جهودها في منطقة دونباس على الأرجح”.

وتابع “هناك علاقة وثيقة بين ما يجري في الميدان وما يجري حول طاولة المفاوضات، وهم يسمحون لنا بتزويد أوكرانيا بالدعم من أجل تعزيز موقفهم على طاولة المفاوضات”.

من جهته دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس بلجيكا إلى تسليم بلاده أسلحة للمساعدة في دحر القوات الروسية، لا سيما في ماريوبول، مشددا على أن السلام أهم من التجارة مع روسيا.

وأشار زيلينسكي إلى تجارة الألماس التي تعتبر مدينة أنتويرب البلجيكية عاصمة لها في أوروبا. وقال أمام البرلمان البلجيكي “أعتقد أن السلام أعلى قيمة بكثير من الألماس، من الاتفاقات مع روسيا، من السفن الروسية في الموانئ، أكثر من النفط والغاز الروسيين، لذا ساعدونا!”.

وسلط الرئيس الأوكراني الضوء على المصير المأساوي لسكان مدينة ماريوبول المحاصرة في جنوب البلاد حيث علق آلاف المدنيين في غياب “كل شيء ضروري للبقاء على قيد الحياة”.

وقال “اليوم (في هذه المدينة) جحيم على الأرض… لكن لا أحد لديه العزم على وقف الكارثة”.

واعتبر أن ماريوبول صارت رمزا لـ”الكرامة الأوروبية”، و”إذا انهزم المدافعون عن ماريوبول، فلن يعود هناك اتحاد أوروبي قوي”.

وفي استحضار للتاريخ البلجيكي، أكد فولوديمير زيلينسكي أن ماريوبول “ربما تكون أسوأ من المعركة التي شهدتموها في إيبرس” في الإقليم الفلامندي عام 1915.

ومعركة إيبرس من كبريات معارك الحرب العالمية الأولى (1914-1918) وقاومت خلالها قوات الحلفاء، وخاصة البريطانيين، تقدم الجيش الألماني وخلّفت عشرات آلاف القتلى.

في ما يتعلق بالألماس، دعا حزب “غرون” (الخضر) البلجيكي المشارك في الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء الليبرالي ألكسندر دي كرو، إلى وقف استيراد الألماس الخام إلى بلجيكا عبر الشركات الروسية المرتبطة بنظام الرئيس فلاديمير بوتين.

وأنتويرب معقل لقطع الألماس الخام وصقله، وقد بلغت قيمة مبيعات الشركات الروسية في المدينة نحو 1,8 مليار دولار عام 2021، وفق حزب “غرون”.

من جانبها أعلنت وكالة الطاقة النووية الأوكرانية (إنرغواتوم) امس أن القوات الروسية بدأت الانسحاب من موقع تشيرنوبيل النووي الذي سيطرت عليه في اليوم الأول من الغزو في 24 شباط/فبراير.

وقالت “إنرغواتوم” عبر تلغرام إن القوات التي احتلت الموقع غادرت “في رتلين باتجاه الحدود” بين أوكرانيا وبيلاروس، مضيفة أنه لم يتبق سوى “عدد قليل” من العسكريين الروس في المكان.

وأضاف البيان الصادر عن الوكالة الأوكرانية “هناك أيضا أدلة على أن رتلا من العسكريين الروس الذين يحاصرون مدينة سلافوتيتش (حيث يقيم طاقم المنشأة) يتشكل حاليا للتوجه نحو بيلاروس”.

في تدوينة منفصلة عبر تلغرام، نشرت “إنرغواتوم” صورة لوثيقة بعنوان “تصريح نقل حماية محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية”، تحمل توقيع جنرال روسي بتاريخ 31 آذار/مارس، قدمتها على أنها تضفي طابعا رسميا على مغادرة القوات الروسية.

وكان مسؤول أميركي كبير في البنتاغون طلب عدم ذكر اسمه، قد أشار مساء الأربعاء إلى أن الجيش الروسي بدأ بالانسحاب من مطار غوستوميل شمال غرب كييف ومن تشيرنوبيل إلى بيلاروس.

وتوقفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ 9 آذار/مارس عن تلقي بيانات مباشرة من تشيرنوبيل. وأعربت عن قلقها الأحد بشأن تعطل مداورة الموظفين في المنشأة منذ 20 آذار/مارس.

وفي العام 1986 انفجر المفاعل الرقم 4 في المحطة، ما تسبب في أسوأ كارثة نووية مدنية في التاريخ. والمنشأة النووية مغطاة حالياً بغطاء حجري مزدوج، أحدهما بناه السوفيات وصار متضررا، والآخر أكثر حداثة تم وضعه عام 2019.

وأغلقت المفاعلات الثلاثة الأخرى بالمحطة تدريجياً بعد الكارثة، آخرها عام 2000.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى