رأي

(رفح) مجزرة العصر

كتب موسى بهبهاني, في “الراي” :

صُعقنا وفُجعنا بسبب تلك المجزرة (مجزرة رفح) قبل أيام والتي نفّذتها قوات الاحتلال بشن غارات كثيفة راح ضحيتها المئات من المدنيين الأبرياء، فاستشهد النساء والأطفال وكبار السن، فكانت مشاهد مؤلمة تدمي القلوب قبل العيون، أجساد مقطعة ومحترقة، أشلاء متناثرة، الصور تشير إلى أبشع جريمة وقعت في العصر الحديث، أسر آمنة هربت من المنازل واحتمت بالخيام والتي اعتقدت بأنها الملاذ الآمن، وأفرادها نائمون تتساقط عليهم القذائف والصواريخ، تفجر الموقع واندلعت النيران في الخيام بمَنْ فيها!

المنظمات الدولية تُحذر من خطر الإبادة الجماعية بسبب انعدام فرص توافر ملجأ آمن للمدنيين، وللأسف يستمر هذا القتل الجماعي والعلني المبرمج يومياً منذ سبعة أشهر ولايزال وأمام أعين العالم أجمع!


لا رادع ولا خوف من المجتمع الدولي فهؤلاء الصهاينة في حماية بعض الدول العظمى التي تقف بجانبهم في المنظمات الدولية وتمدهم بمختلف وأحدث أنواع الأسلحة الفتاكة!

أين أمة المليار مسلم؟

أيعقل أن يُباد شعب مدني أعزل ويُقتل يومياً بدم بارد من جانب هؤلاء القتلة الخنازير، وتقف أمة الإسلام عاجزة أمام هذه الكارثة دون رد؟

ازدواجية المعايير:

ومن المستغرب أنه عندما يتم أسر أو قتل أحدٍ من هؤلاء (الصهاينة) القتلة فإن ردة الفعل تكون من جانبهم هي استباحة الأرض والدماء فى سبيل حفنة من الأفراد، وكأن هذا حق مشروع لهم ويعتبرونه عدالة حسب منطقهم الوحشي، وعندما تُستباح دماء عشرات الآلاف من العرب والمسلمين يكون الأمر عادياً ولا يحق لهم الرد.

قتلُ امرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تُغتفر

‏وقتلُ شعبٍ آمنٍ مسألةٌ فيها نظر

مواقف مشرّفة

نشاهد مواقف مشرّفة من المنظمات الشعبية وبعض الأحزاب السياسية في الدول الغربية من غير المسلمين، مواقف داعمة ومؤيدة للقضية الفلسطينية مخالفة بذلك المواقف الرسمية والتوجهات السياسية لبلدانها، المتراوحة بين الدعم العلني والمباشر للاحتلال الإسرائيلي وسياسة التغاضي عن الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني.

وبسبب مواقفهم المشرّفة يتعرّض هؤلاء المعارضون لسياسة بلدانهم للاعتداء والتوقيف والزج بالسجون من قبل القوات الأمنية.

وما يؤلمنا حقاً بأن هناك بعض المتصهينين العرب وفي ظل تلك الاعتداءات السافرة يقفون مع الجانب المعتدي (الصهاينة) الذي لا يحترم أمة الإسلام.

عجباً لهؤلاء الظالمين الذين لا يتحملون نصرة المظلومين أصحاب الأرض، بل يريدون أن يكمموا كل الأفواه التي تُناصر الحق، لا يريدون أن يشاهد العالم أو يسمع أي كلمة تدعو لنصرة المظلومين، لا يريدون أن ترى الأعين ما جناه جنودهم الطغاة، بل يريدون محو ذاكرة كل إنسان كي ينسى جميع ضحايا العدوان، فهؤلاء الأوغاد يتلذذون بالقتل والتنكيل والتشريد وبث الرعب فى قلوب المدنيين الآمنين من أطفال وكهول، حتى وصل الأمر إلى قصف المستشفيات بمَنْ فيها، لعنهم الله.

كم تألمنا ولانزال، وتساقطت أدمعنا عندما سمعنا أذان الفجر في غزة والمؤذن يبكي على قوافل الشهداء جراء القصف البربري، يالله رحمتك وعفوك ورضاك ونصرُ من عندك لأهلنا في غزة المحاصرة.

ومع كل ذلك لم يتمكن الغزاة من نيل مرادهم، نشاهد صبر أخوتنا في غزة محتسبين المولى عز وجل، يقدمون قوافل الشهداء في كل لحظة لم يركعوا للغزاة، صامدين في أرضهم المحترقة راجين من الله عز وجل الشهادة والنصر.

تلك الأمة نقف احتراماً وإجلالاً لها.

اخواننا أبناء الشعب الفلسطيني:

سامحونا على التقصير فالشعب الكويتي عانى من الاحتلال خلال فترة الغزو، ولذلك نشعر بآلامكم ومعاناتكم تحت الاحتلال، ولله الحمد فإن الموقف الرسمي للدولة والموقف الشعبي متوافقان معاً برفض كل تلك الممارسات النتنة من قوات الاحتلال، وكذلك المواقف السياسية للكويت في المحافل الدولية ثابتة مع الحق الفلسطيني، والمنح والمساعدات الإنسانية وإرسال الطواقم الطبية الكويتية لتقديم الرعاية الطبية لأهالينا في غزة لاتزال مستمرة في ظل استباحتها بالغارات المكثفة للعدو الصهيوني.

ختاماً،

مَنْ سيوقف نزيف الدم والإبادة الجماعية والوحشية واستباحة تلك الدماء الزكية المتدفقة المستمرة على أرض غزة للشهر السابع على التوالي ؟

هل الإنسانية والقيم والتعاطف مع نظرائنا في الخلق ستكون هي الدافع والسبب الذي سيوقف هذه الحرب البربرية ؟

هل مواقفنا الإسلامية والعربية ستوقف الحرب؟

ويا ترى مُنْ يملك قرار إيقاف هذه الإبادة الجماعية؟

فهؤلاء الصهاينة القتلة لم يدّخروا سلاحاً فتاكاً مدمراً إلا واستخدموه في قتل الأبرياء، ولكم أن تتخيلوا صاروخاً أو قنبلةً تدمر دائرة تمتد لكيلومترات عدة، فحقاً إنها مجزرة العصر.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى