صدى المجتمع

رغم الصعاب … اتحاد بلديات الكورة كان الأبرز في مشاريع عدة

كتبت لبنى دالاتي  لـ”رأي سياسي”

                                                                                 

تأخذك بسهلها الساحلي نحو الجنوب من مدينة طرابلس الساحلية الواقعة على شاطئ مزدهر بمنتجعاته السياحية، تحيط بها زغرتا الزاوية وقضائي بشري والبترون، وتقع فوقها مجموعة من التلال و الهضاب،

انها الكورة الوادعة في ظلال غابات من أشجار الزيتون، ذات الطبيعة الجميلة و الآثار القديمة، المتميزة بوفرة كروم الزيتون التي تشكل جزءا من حياة سكان القضاء الاقتصادية.

واللافت أن الكورة خرجت في الحقبات السابقة أجيالا من المتعلمين والمثقفين بفضل مردودها الاقتصادي الذي اعتمد عليه الأهالي لتعليم أبنائهم الذين انطلقوا بشهاداتهم في رحاب الوطن والعالم رافعين اسم الكورة عاليا بين الأمم.

بداية، أطلق رئيس اتحاد بلديات الكورة المهندس” كريم بو كريم” شعارا للاتحاد يعتمد في كافة معاملاته الادارية والرسمية لشجرة زيتون مباركة، عند جذوعها كتاب مفتوح، في اشارة منه لأهمية هذه الشجرة لدى الكوراني ومدى افتخاره بها وحرصه على المحافظة عليها.

وفي هذا السياق، عمد بو كريم بالتنسيق مع البلديات الى تزفيت الطرقات في قضاء الكورة على صعيدين، بداية عبر وزارة الأشغال العامة والنقل وتشمل طرقات عين عكرين، بشمزين – عفصديق، دده- بو حلقة، اميون – بشمزين، وبشمزين-أميون، السرايا، كما دشن أعمال صيانة عامة لعدد من الطرقات الداخلية والرئيسية.

وقد اعتمد الاتحاد، منذ العام 2010، استراتيجية توسيع وصيانة جميع الطرقات التي تربط القرى والبلدات والمناطق ببعضها البعض، واقامة جدران الدعم عليها وشبكات لتصريف مياه الأمطار والسيول.

هذه المشاريع نفذت بمعظمها، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، مشروع طريق كفرحزير/كفرحاتا، بطرام/فيع، كوسبا/كفرصارون، أميون/خان بزيزا/داربعشتار، بزيزا/المجدل/كفتون …

ويضاف لهذه الانجازات، نقل أعمدة الكهرباء الموجودة على جوانب بعض الطرقات قبل المباشرة بتوسيع هذه الطرقات وصيانتها.

في اتصال مباشر أجراه” رأي سياسي” مع رئيس اتحاد بلديات الكورة، تقول مديرة الاتحاد أن جميع القرى التابعة للاتحاد قد استفادت من هذه المشاريع الانمائية العديدة التي تكفل الاتحاد بتغطية نفقاتها بالتنسيق والتعاون مع البلدات المعنية.

وتضيف” قمنا أيضا بأعمال وورش صيانة داخل مبنى سرايا أميون، اضافة الى التكفل بتغطية بدلات ايجار الدفاع المدني الموجود في دده، أميون وجدعبرين، ودفع بدل شهري للمتطوعين، بالاضافة الى تغطية عدة مشاريع صيانة أخرى. كذلك قام الاتحاد بتغطية عدد من المهرجانات الترفيهية والتثقيفية التي كانت تقام في قضاء الكورة”

وتشير الى أنه من الناحية البيئية تم تأسيس معمل لمعالجة المخلفات الزراعية التي تنتج عن تشحيل الزيتون والكروم والغابات، وتحويلها الى مادة ” بريكات” تستعمل للتدفئة المنزلية، بالتعاون مع جامعة البلمند وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، وتكمن أهمية المعمل بتخفيف حدة التلوث البيئي الناتج عن حرق هذه المخلفات.

وتتابع ” أما موضوع النفايات، عمد الاتحاد على تشجيع البلديات على ارسالها الى مكبات خارج القضاء وقد استمر الوضع على حاله لحين اقفال هذه المكبات، وقد حصل هذا المشروع على تمويل من الاتحاد الأوروبي، ولكن ثمة مشكلة واحهته، وكانت عدم موافقة وزارة البيئة على قطعة الأرض المقدمة لهذا المشروع، رغم كل المحاولات التي قام بها الاتحاد والبلديات”.

في لبنان، للوصول الى مرتبة التقدم والتطور، يستدعي الأمر مشاركة خلاقة من قبل جميع المواطنين، ويتطلب تكاملا تاما للقطاعين العام والخاص في وضع السياسة الانمائية وتنفيذها… ورغم كل العوائق التي واجهته، حافظ قضاء الكورة عل بقائه في مقدمة سباق الانماء، الثقافة، التاريخ والحضارة .

مغيب الشمس لم يحجب وهج الحياة ولا نورها، ولم يسدل الستار عن السيرة الطيبة والمآثر النبيلة في قضاء الكورة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى