رأي

رسائل محمد بن سلمان.

كتب أسامة يماني في صحيفة عكاظ.

اتصل بي أخي وصديقي الأستاذ هاني أحمد زكي يماني الذي يعيش حالياً أغلب وقته خارج السعودية، ودون مقدمات قال لي هل شاهدت مقابلة الأمير محمد بن سلمان، فقلت نعم ولم ينتظر إجابتي فأكمل قائلاً في كل جواب كان الأمير يحقق الدرجة الكاملة، إنه حقاً زعيم وقائد لا يشق له غبار. الحقيقة أنني سررت بهذا التعليق وخاصة أنه صادر من رجل تربى على يد والده وزير البترول السعودي السابق يرحمه الله، وهو على معرفة دقيقة بالإعلام الغربي والعالمي ودهاليز السياسة.


إن مقابلة الأمير محمد بن سلمان أرسلت رسائل مهمة على ثلاثة محاور أساسية: ١- سياسية ٢- اقتصادية ٣- اجتماعية.

الرسالة السياسية:

جاء في مقابلة الأمير محمد عدة رسائل سياسية. بشكل هادئ وواضح لا لبس فيه. مستند إلى تجربة حديثة في تعامل السعودية مع القوى الكبرى مقابل دخول السعودية في مجموعة السبع الكبرى «نحن السعوديون لا أحد يملي علينا ما نفعله». وإن انضمام السعودية مجموعة البريكس اقتصادي بالأساس.

كما تحدث الأمير عن أهمية توازن القوى الإقليمية وعن السلاح النووي قائلاً: «توازن القوى يتطلب حصولنا على سلاح نووي»، وإلى أهمية القضية وأنها عنصر من عناصر استقرار المنطقة والتنمية، لقد لخص وشخص المشكل وأعطى الحل الناجع في نقاط بشكل لم يألفه الخطاب السياسي العربي، حيث قال ولي العهد: «القضية الفلسطينية مهمة في ملف التطبيع… القضية الفلسطينية مهمة جداً ولا بد من حلها… أريد أن أرى حياة جيدة للشعب الفلسطيني».

الرسالة الاقتصادية:

السعودية يحكم سياساتها النفطية العرض والطلب. وإن السياحة إحدى الركائز المهمة التي تعمل عليها السعودية؛ لأنها ترتبط بالعديد من العناصر الاقتصادية والصناعية وتطوير البنية التحتية والرياضة وغير ذلك من قطاعات اقتصادية، حيث قال سموه: «السياحة السعودية جذبت 40 مليون سائح… نستهدف أكثر من 150 مليون زائر في 2030»، كما صرح سموه بأن السعودية «سوف تكون من أقوى اقتصادات العالم».

الرسالة الاجتماعية:

التغيير لم يكن في يوم من الأيام قراراً فوقياً وإنما استجابة لرغبات وتطلعات الشعب السعودي، حيث صرح الأمير قائلاً: «السعوديون يدفعونني للتغيير وأنا واحد منهم»، وإن التغيير يجب أن يكون «بما يتوافق معنا كسعوديين». كما أوضح سموه بأن التطوير المجتمعي عملية مستمرة وقائمة، فمجتمع السعودية شاب وحيوي، لهذا فإن القيادة «تعمل على إصلاح بعض القوانين باستمرار»، وتظهر المقابلة رصانة العمل المؤسسي والمستوى المتقدم لآليات الحكم واستقرارها.

هذه الرسائل التي جاءت في مقابلة سمو ولي العهد تدل على وجود إستراتيجية مدروسة وعقلانية وعمل مؤسسي وأهداف وغايات تنموية يستفيد منها الداخل والخارج والفرصة متاحة للجميع لاغتنامها والفائدة منها. رسائل قوية هادئة تقوم على مصلحة الوطن وتنميته وازدهاره ورفاهيته وكذلك شعوب المنطقة والعالم والفرصة متاحة للجميع للمشاركة لأن بدائل السعودية متوفرة.

لقد أعاد سموه العقلانية للخطاب السياسي العربي، وربطه بالعمل المؤسسي والنظرة الشمولية السياسية القائمة على التنمية والازدهار للوطن ولجميع دول الشرق الأوسط والعالم.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى