أبرزرأي

رؤية 2030 في دافوس

كتب خالد الربيش في صحيفة الرياض.

بكل ثقة وثبات تحرص المملكة على المشاركة في المنتديات واللقاءات العالمية، التي تعنى بالاقتصاد، ساعية من وراء ذلك إلى تحقيق أهداف عدة، أبرزها التعرف على مسارات الاقتصاد الدولي وآليات نموه، ومشاركة الدول الاقتصادية الكبرى والمنظمات الدولية في تحديد بوصلة الاقتصاد الدولي، ومن هنا جاءت مشاركة المملكة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري.

وكما هو معروف، يعقد المنتدى هذا العام تحت شعار “إعادة الثقة”، في إشارة إلى رغبة العالم في تلافي سلبيات الفترة السابقة، وما شهدته من تراجع اقتصادي، جراء جائحة كورونا تارة والحروب التي مزقت العالم تارة أخرى، وأربكت اقتصادات كوكب الأرض، وهو ما أسفر عن ظاهرة ارتفاع الأسعار، ووصولها إلى مستويات غير مسبوقة، ولذلك يتوافد على المنتدى قادة دول وحكومات ومسؤولو الشركات العملاقة وممثلو القطاعين العام والخاص، والجميع يبحث ويرسم السياسات الاقتصادية العالمية، للخروج برؤية شاملة، لما ينبغي أن تقوم به دول العالم لحماية اقتصاداتها من أي سلبيات أو مؤثرات.

المشاركة السعودية في “دافوس” تركز على إظهار ملامح تجربة المملكة في إعادة كتابة تاريخها الحديث، وما حققته البلاد من إنجازات عديدة، في كل المجالات، وذلك بشهادة المنظمات والمؤسسات الدولية، التي رأت أن المملكة، تحت مظلة رؤية 2030 حققت كل ما سعت إليه ووعدت به، معتمدة على سواعد أبنائها، ورغبتهم الصادقة في التغيير والتحديث والتطوير الشامل.

وفي المنتدى أيضاً، يحق للمملكة أن تتباهى أمام دول العالم، وهي تتحدث عن تأثير الرؤية المباشر على المشهد العام في البلاد خاصة المشهد الاقتصادي، ودورها في إعادة صياغة الاقتصاد السعودي من جديد على مرتكزات صلبة تعتمد على عزيمة ولاة الأمر، وتفعيل العلم في كل الأمور، وتحفيز أفراد الشعب السعوي، من أجل تحقيق التطوير والتحديث، وكان طبيعياً أن يثمر ذلك عن إيجاد اقتصاد وطني قوي، تتنوع فيه مصادر الدخل، ويحظى بإقبال المستثمر الأجنبي على ضخ استثماراته في مشاريع داخل المملكة.

في المقابل سيكون لدى المشاركين في منتدى دافوس فضول كبير للتعرف على تفاصيل التجربة السعودية، والخطوات التي سلكتها لإعادة بناء الاقتصاد الوطني، وتحديداً آليات تقليل الاعتماد على النفط، الذي ظل لعقود طويلة المصدر الرئيس لدخل المملكة، وكيف استحدثت الرؤية مجالات اقتصادية أخرى، لم تحظ بالاهتمام في وقت سابق، مثل السياحة غير الدينية، والترفيه، والصناعات الحربية، والتقنيات الحديثة، لتعلب دور الحصان الأسود في رحلة النهوض بالاقتصاد.

ما يلفت الأنظار إلى إنجازات الرؤية أنها تحققت في وقت يمر به العالم بأزمات سياسية طاحنة، أربكت الاقتصادات الدولية، وأثرت فيها سلباً، كل هذا يؤكد ويرسخ ما تتمتع به رؤية 2030 من إمكانات وقدرات استثنائية، يجعلها بمثابة خطة عالمية ناجحة بكل المقاييس، ويمكن استنساخها في الدول الراغبة في إعادة بناء نفسها من جديد.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى