أبرزرأي

“رأي سياسي” يضيء على حركة الأسواق التجارية و”البلاك فرايدي”

كتبت لينا الحصري زيلع- خاص رأي سياسي

على الرغم من الأزمات المتتالية التي تضرب لبنان على كافة المستويات وارتفاع منسوب القلق والخوف على المستقبل لا سيما مع تدهور الأوضاع الأمنية جنوباً، تبقى فسحة الأمل لدى الشعب اللبناني بغد أفضل لعلى الله يحدث بعد ذلك امراً يسيراً، فحب الحياة والعيش هي من صفات اللبنانيين الذين يجهدون لإكمال حياتهم و محاولتهم المحافظة على عاداتهم الاجتماعية لا سيما عشية عيدي الميلاد والراس السنة .
واللافت كان نهاية هذا الاسبوع الأعداد المرتفعة للرسائل النصية على مواقع التواصل الإجتماعي عن عروضات واغراءات مقدمة من قبل المؤسسات التجارية، وذلك لمناسبة ما يعرف “بالبلاك فرايدي””Black Friday”، ولكن يبدو ان الاقبال على التسوق كان متفاوتا بين المناطق.

وللإطلاع على حركة الاسواق التجارية في بيروت خلال هذه المناسبة سأل موقع “رأي سياسي” نائب رئيس جمعية تجار بيروت جهاد التنير عن هذا الموضوع فقال: “بما ان حركة الاسواق مشلولة نوعاً ما بسبب الظروف الاقتصادية والمالية التي يعاني منها لبنان، جاء ما يعرف ب”البلاك فرايدي” ليكون فرصة للتجار كي يستفيدوا منه من أجل تصريف البضائع الموجودة لديهم باسعار مخفضة جداً، حتى ان الحسومات وصلت احياناً الى نسبة 80% اي بحدود سعر الكلفة، خصوصاً على “ستوك” البضائع الموجود لدى التجار في كافة القطاعات، لا سيما الألبسة والاحذية والادوات الكهربائية، كذلك شاركت بعض مؤسسات التجميل في العروضات، مما أتاح لاصحاب المؤسسات التجارية فرصة لإدخال مبالغ نقدية الى رصيدهم.”
وأشار التنير الى ان ظاهرة ” Black Friday ” انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية حيث يكون موعده في اول يوم جمعة يلي عيد الشكر، وذلك تحضيراً لموسم الاعياد ويكون عادة ليوم واحد لاعطاء فرصة للناس للتسوق بأسعار مخفضة، وبعد نجاح الفكرة، تم نقلها الى عدد كبير من الدول بما فيها لبنان، وحاول بعض التجارفي بيروت استغلال هذه المناسبة وامتداد العروضات طيلة نهاية الاسبوع، ليستفيد منها المواطنين والسماح لهم بالتسوق طيلة “الويك اند”، لافتاً الى ان من ايجابيات المناسبة موعدها، الذي يسبق موسم الأعياد بحيث تكون فرصة للمواطن وللتجار للإستفادة منها.
واذ كشف عن ان الاسواق في بيروت شهدت حركة بيع ناشطة خلال نهاية الاسبوع نتيجة وفرة العروضات، اكد ان السوق اللبناني بات من الأسواق الرخيصة مقارنة بعدد كبير من الدول العربية والدول الاجنبية نظراً لتدهور سعر صرف الليرة مقابل الدولار الاميركي.
ولكن في المقابل، اعتبر التنير ان الأوضاع التجارية في لبنان تشهد بشكل عام شللاً نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وغياب المشاريع الجدية، مشيراً الى ان الاوضاع الأمنية وحرب غزة والاوضاع في المنطقة ادت الى إلغاء عدد كبير من المواطنين حجوزاتهم الى لبنان، وذلك خوفاً من تطور الأوضاع واغلاق المطار او توسع الحرب، مما سينعكس مزيداً من الازمات.

الشريف

اما رئيس جمعية تجار صيدا علي الشريف قال عن حركة الأسواق في المدينة لموقعنا:” كما هو معروف فإن صيدا تعاني من اوضاع اقتصادية صعبة جداً وغير مسبوقة، حيث باتت القدرة الإقتصادية لدى اهالي المدينة منخفضة جداً بسبب عوامل مختلفة ومن بينها العامل الأمني، وما جرى من معارك في مخيم عين الحلوة خلال فصل الصيف كان لها تأثيراً مباشراً على الحركة الاقتصادية، إضافة الى ان الحرب على غزة ادت الى تداعيات كارثية على الاوضاع الاقتصادية في المدينة بشكل عام، لا سيما فيما يتعلق بالكماليات من ادوات منزلية والبسة واحذية وغيرها من الامور، فالأولية لدى المواطن الصيداوي اليوم هي تأمين المأكل والمشرب والدواء، ودفع اقساط المدارس وفواتير الكهرباء والماء، لذلك هناك ضغط يتعرض له المواطن.”
واعتبر ان هناك تراجعاً كبيراً في حركة الاسواق بحدود 90% مقارنة بشهر تشرين الثاني من العام الماضي، لافتاً الى ان هناك محلات، الحركة باتت معدومة فيها بشكل تام، مما يؤكد ان حجم المشكلة اصبح كبيراً جداً، وهذا الامر خطير ومعالجته باتت صعبة، خصوصاً ان الازمة تطال معظم الشعب اللبناني، مشيراً الى ان اسواق صيدا غير معنية بما يعرف “بالبلاك فرايدي”.

حسامي
من ناحيته يقول امين سر جمعية تجار طرابلس غسان حسامي لموقعنا عن “البلاك فرايدي”: “للأسف نحن في طرابلس نعيش “بلاك دايز” “​Black Days”، اي “ايام سوداء” بشكل مستمر نتيجة تراجع حركة البيع والشراء في اسواق طرابلس، كما ان ليس لدينا امكانية للمشاركة في ما يعرف “بالبلاك فرايدي” رغم انه يعتبر مناسبة للتنافس بين الشركات والوكالات المستوردة، لانه يكون محصوراً في معظم الأحيان بالمجمعات والشركات التجارية الكبيرة، التي لديها بضائع كثيرة وامكانية لدى التجار بتصريف البضائع الموجودة لديهم”.
وأشار الى ان حركة الأسواق في طرابلس محدودة جداً، خصوصاً منذ اندلاع حرب غزه وانعكاسها على الواطنين نفسياً واقتصاًديا ومعيشياً، وبات هم المواطن الاساسي في الشمال هو تأمين وشراء الحاجات الأساسية من مواد غذائية وادوية، خوفاً من تطور الأوضاع الأمنية وتوسع مسار الحرب، لافتاً الى ان العديد من المواطنين عمدوا الى الإستغناء عن شراء الحاجات الشخصية الاساسية لصالح الامور الأساسية.
وأكد حسامي في الختام ان طرابلس تعاني من أوضاع اقتصادية واجتماعية سيئة جداً، خصوصا بعد اندلاع حرب غزة ، بحيث اصبح الوضع اكثر من مأساوي، وباتت المحلات تفتح وتُغلق دون اي حركة تُذكر، واقتصر الشراء على ما هو ضروري في ظل إنكماش إقتصادي متراكم.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى