رأي

دور لبنان “المدمر” في عملية الإنقاذ

هزت الأرض قرب عنتاب بزلزال ضرب إدلب وحلب وحماه ومعظم الساحل السوري وهز لبنان شمالا الى بقية المدن ووصلت أصداؤه إلى فلسطين والأردن والعراق وكذلك بريطانيا في القارة الاوروبية وصولا الى جزيرة غرينلاند الواقعة بين القطب الشمالي والمحيط الأطلسي ومنها الى نيويورك. سبع درجات فاصلة ثمانية على مقياس ريختر أسقطت الأبنية والبيوت على السوريين والأتراك وذهب ضحيته آلاف الأرواح ومصابين ومشردين.

ثاني أكبر زلزال كارثي لم تشهده القارة منذ زلزال “مرمرة” المدمر عام 1999. وبدأت المشاعر تتدفق وعلاقات الحب مع تركيا وسوريا تشكل دواء والتزاما في علاقاتها معهم، ورقيت سوريا وتركيا إلى مكانة “أولوية العالم” بأكمله، بفضل القوات الطبية والقدرات الاستراتيجية في تنفيذ خطة الطوارئ في ظل وجود ضحايا تحت الركام استنفرت عليها الشعوب مستنجدة حكامها.

من يصدق “لبنان الإنقاذي”؟

عاش اللبنانيون من جراء ارتدادات الزلزال لحظات هلع، ربطتها أذهانهم بحروب مضت وانفجارات من دون أن بخسائر في الأرواح، لكن تدمرت بعض الممتلكات، ومن مضاعفاتها إعلان وزارة التربية عن إقفال المدارس والثانويات والمهنيات ومؤسسات التعليم العالي الرسمية والخاصة كافة، اليوم  وغدا الأربعاء، ما يعني أن الإقفال سيمتد من غد إلى الخميس الذي يصادف عيد مار مارون.

ومن بين الدول المساعدة، كلفت حكومة تصريف الأعمال البارحة بعد إجتماع دام ساعات وزير الاشغال علي حمية التواصل مع الحكومة السورية ووضع ما أمكن من قدرات لبنانية في تصرفهم، كما كلف وزير البيئة ناصر ياسين التواصل مع الحكومة التركية وإرسال فريق لبناني للمساعدة بعمليات البحث عن المفقودين ورفع الانقاض.

هل سينتعش القطاع التربوي؟

 وتربويا، تباحث المجلس إقرار مساعدات مالية بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككل على أن يكون هناك مبلغ مماثل لوزارة التربية لتعويض الخسائر على الاساتذة المستمرين في الإضراب للأسبوع الخامس على التوالي، وبعد مؤتمر لوزير التربية طرح فيه عدة تساؤلات ضمنها الأموال المخصصة للأساتذة. وفيما جرى إرجاء البحث في بند الإنتخابات البلدية، تم إقرار سلفة خزينة لتسعير الأدوية على سعر صرف 1500 ليرة وأكد وزير الصحة بعد الجلسة ألا رفع للدعم عن أدوية السرطان.

مصرفيا، أعلنت جمعية المصارف مساء أمس الإضراب العام، مطالبة  تأمين المعالجة السريعة للأزمة النظامية والوجودية لها ولمودعيها وللاقتصاد الوطني، على خلفية القرارات القضائية الاخيرة.

في حين كانت الأنظار كلها تتجه نحو لبنان في أسبوع حافل بالمعارك الطاحنة، تم تأجيل جلستي استجواب كل من زعيتر والمشنوق، ولم يصل اجتماع باريس الخماسي إلى أعذار أخرى لتبرير أي توغل لا يمكن التنبؤ به كما يفترض.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى