كتب سيرغي مانوكوف، في “إكسبرت رو”، حول هدوء الصين المنذر بالخطر حيال تطورات الوضع في سوق الغاز.
وجاء في المقال: المفاجأة الرئيسية للوضع في سوق الغاز العالمية الآن هي سلوك بكين الغريب. فبينما يتدافع الجميع للعثور على ناقلات للغاز الطبيعي المسال، تتحلى الصين، التي كانت أكبر مستورد للغاز الطبيعي المسال في العالم العام الماضي، بهدوء غريب. ومع ذلك، فإن “الشذوذ الصيني” له تفسير بسيط. قرر التجار الصينيون المخاطرة وعدم شراء الغاز المسال بأسعار فلكية. فهم يتوقعون أن تواصل بكين سياسة عدم التسامح مطلقا تجاه Covid-19، والتي تحد بشكل كبير من نمو الطلب على الوقود والطاقة في البلاد. بطبيعة الحال، لا يرغب التجار في شراء الغاز الطبيعي المسال بأسعار مرتفعة للغاية لاستخدامه في المستقبل، وهو أمر لا تحتاجه المصافي الصينية الآن.
بالطبع، يخاطر التجار الصينيون مخاطرة كبيرة بعدم شراء الغاز الطبيعي المسال الآن. فإذا ما انخفضت درجات الحرارة بشكل حاد في الخريف أو الشتاء، أو عاد الاقتصاد الصيني إلى نموه الطبيعي بمجرد مرور الوباء وتخفيف القيود، سيجدون أنفسهم في مأزق. في هذه الحالة، سيتعين عليهم العودة إلى السوق بشكل عاجل مع كل العواقب المترتبة على ذلك. الأهم بالنسبة للسوق والمشاركين فيها هو أن عودة المشترين الصينيين ستفاقم نقص الغاز الطبيعي المسال وترفع أسعاره. استرخاء التجار الصينيين في سوق الغاز الفوري، حاليا، يوفر للمشترين من أماكن أخرى في آسيا وأوروبا فرصة لملء مرافق تخزين الغاز. لقد وصلت الأمور إلى نقطة تقوم عندها الشركات الصينية بإعادة بيع فائض الغاز الطبيعي المسال للأوروبيين.