حكومة نتنياهو تشكل خطرا على مستقبل إسرائيل

كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” : الحكومة اليمينية المتطرفة التي ستتولى السلطة قريبا، بقيادة بنيامين نتنياهو، تمثل اختلافا نوعيا ومثيرا للقلق عن جميع الحكومات الأخرى في تاريخ إسرائيل”. في حين أن نتنياهو يحظى بوضوح بدعم الناخبين الإسرائيليين، إلا أن انتصار ائتلافه كان ضيقا ولا يمكن اعتباره تفويضا واسعا لتقديم تنازلات للأحزاب الدينية المتطرفة والقومية”، محذرة من أن “حكومة نتنياهو تشكل تهديدا كبيرا لمستقبل إسرائيل وتوجهها وأمنها وحتى لفكرة موطن يهودي”.
فوضع الحكومة الإسرائيلية المقبلة يجعل من المستحيل عسكريا وسياسيا، الوصول إلى حل الدولتين، داعية الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن إلى فعل كل ما في وسعها للتعبير عن دعمها لمجتمع تحكمه حقوق متساوية وسيادة القانون في إسرائيل.
وعودة نتنياهو كرئيس للوزراء، بعد عام ونصف من إطاحته من منصبه، لا يمكن فصله عن قضايا الفساد التي تلاحقه، لافتة إلى أنه يفعل الآن كل ما في وسعه للبقاء في السلطة من خلال تلبية مطالب العناصر الأكثر تطرفا في السياسة الإسرائيلية.
فالحكومة المقبلة التي ستتشكل من الأحزاب اليمينية المتطرفة، تدعو إلى توسيع وشرعنة المستوطنات بطريقة تجعل قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية أمرا مستحيلا، كما تدعو إلى تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف، وهو عمل ينذر بإثارة جولة جديدة من العنف والتصعيد، إلى جانب تقويض سلطة المحكمة العليا الإسرائيلية، ومنح الكنيست إمكانية فعل ما يشاء مع تهميش للقضاء.
هذه التحركات مقلقة، وعلى قادة أمريكا أن يقولوا ذلك. كان الرد الرئيسي لإدارة بايدن حتى الآن هو خطاب حذر من وزير الخارجية أنطوني بلينكين الذي أعلن فيه أن الولايات المتحدة سوف تتعامل مع السياسات الإسرائيلية، وليس الأفراد”.
فالحكومة التي توشك على تولي المسؤولية، ليست مجرد تكرار آخر للتحالفات غير المستقرة والمتغيرة التي أعقبت الانتخابات الأربعة الماضية غير الحاسمة. هذه الائتلافات، مثل العديد من قبلها، غالبا ما تضمنت أحزابا دينية أو قومية هامشية، لكنها عادة ما كانت تحت المراقبة من قبل الأحزاب السياسية الأكثر اعتدالا أو حتى من قبل نتنياهو على مدى السنوات الخمس عشرة التي شغل فيها منصب رئيس الوزراء”.
كل هذا مهدد الآن. تتمتع الأحزاب اليمينية بأغلبية مطلقة في الكنيست، ونتنياهو، الذي يأمل في أن تنقذه الحكومة الجديدة من المحاكمة ومن السجن المحتمل، تحت سلطتهم”.
وهذا ليس مجرد تحول مخيب للآمال لحليف قديم. لطالما كانت العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة علاقة تتجاوز التعريفات التقليدية للتحالف العسكري أو الصداقة الدبلوماسية. لقد صاغت مجموعة من القيم المشتركة الراسخة روابط قوية ومتشعبة.. يعكس دعم أمريكا لإسرائيل احترام بلدينا للمثل الديمقراطية. ويجب على الرئيس بايدن والسيد نتنياهو بذل كل ما في وسعهما لإعادة تأكيد هذا الالتزام”.