حزب الله يدعم فرنجية للرئاسة.. ماذا تعني هذه الخطوة وأهميتها في إنهاء الشغور بلبنان؟
في خطوة جديدة، يراها مراقبون بـ”المهمة” في طريق انتخاب رئيس الجمهورية وإنهاء فترة الشغور الرئاسي، أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، دعم رئيس تيار “المردة”، سليمان فرنجية، كمرشح للانتخابات الرئاسية في لبنان.
ولفت نصر الله، في كلمة له، خلال إحدى الفعاليات التي ينظمها الحزب، إلى أنه التقى مع رئيس التيار الوطني الحر، جبران باسيل، مؤكدا: “قلت له بما أنك لا تريد الترشّح، فإن مرشح حزب الله الذي يدعمه هو فرنجية”.
وأضاف نصر الله: “دعمنا ترشيح الرئيس ميشال عون في الانتخابات الرئاسية الماضية، لم يكن بسبب بند موجود في تفاهم “مار مخايل” وليس من لوازم التفاهم، ولذلك دعمنا لترشيح الوزير سليمان فرنجية لا يعني التخلي عن التفاهم أو الانسحاب منه”.
ويرى مراقبون أن هذا الإعلان يفرض معطيات جديدة في طريق انتخاب الرئيس، ويخلي مسؤولية الحزب عن مسألة التعطيل، ويرمي الكرة في ملعب الأطراف السياسية الأخرى لتحمل مسؤولية استمرار الفراغ.
معطيات جديدة
بدوره اعتبر سركيس أبو زيد، المحلل السياسي اللبناني، أن إعلان حزب الله اللبناني دعم سليمان فرنجية، هي خطوة جديدة، طرحت معطيات أخرى ومنافسة جديدة، مشيرًا إلى وجود محاولات من أجل تأمين العدد المطلوب لانتخاب فرنجية لرئاسة لبنان.
وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك”، ميز حزب الله بين دعم هذا الاسم وأن يكون مرشحًا له، حيث أراد أن يعطيه فرصة ليؤمن نوعا من الإجماع والتوافق والتأييد مع أطراف أخرى حوله؛ لذلك هو يقوم منذ مدة باتصالات داخلية وخارجية مع أطراف دولية وعربية من أجل تأمين هذا الإجماع للوصول لهذه النقطة.
وأكد أن فرنجية أجرى اتصالات مع فرنسا والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وأطراف أخرى، من أجل محاولة إقامة تحالفات تؤدي في النهاية إلى تأييد وصوله لسدة الرئاسة، بيد أن نتائج هذه الاتصالات لم تظهر بعد، معتبرًا أن إعلان حزب الله يعطي لفرنجية الفرصة للحصول على مؤيدين من خارج هذا المحور.
وتابع: “هناك صيغة سياسية في أن يكون فرنجية رئيسا للجمهورية، واختيار رئيس حكومة من أقطاب قوى 14 آذار ومن مؤيدي المملكة العربية السعودية، لعل هذا الحل يرضي الجميع، والمحاولات جارية من أجل التوافق حول تشكيل الحكومة وباقي الإجراءات”.
وفيما يتعلق بإمكانية فشل هذه المحاولة، قال إن البلاد ستدخل بعدها في سيناريو جديد، مرحلة البحث عن رئيس جمهورية من قوى التكنوقراط أو من غير السياسيين، ودونها صعوبات، مؤكدا أن هناك من يراهن على وجود تسوية سياسية إقليمية قد تساعد بوصول فرنجية، واتصالات سرية غير واضحة ما بين سوريا والسعودية، وفي حال نجحت ستؤثر على انتخابات الرئاسة في لبنان.
ويعتقد أبو زيد أن الأمور لا تزال مفتوحة، ولا يوجد قرار سياسي بانتخاب الرئيس بعد، مع وجود فرص قوية لسليمان فرنجية، لكنها ليست نهائية، وبانتظار التسويات والحوارات التي تحدث إقليميًا ودوليا لعلها تصل لتفاهم ينعكس إيجابا على الساحة اللبنانية.
إخلاء المسؤولية
في السياق، اعتبر ميخائيل عوض، المحلل السياسي اللبناني، أن بيان حزب الله اللبناني عن دعم سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، أعلن خلاله المعلن والمعروف، لكن على لسانه وبطريقته الخاصة.
وبحسب حديثه لـ”سبوتنيك”، حزب الله أعلن صراحه أن فرنجية ليس مرشحا لحزب الله، بل مرشح يؤكده ويدعمه ويؤيده الحزب لتولي سدة الرئاسة في الانتخابات الجارية، نافيًا أن يكون هناك خطة من وراء هذا الإعلان، لكن التأكيد على ضرورة انتخابه أو الاستسلام للفراغ الطويل، والذي يعني الفوضى المتوحشة.
وعن السبب وراء هذا الإعلان، قال عوض إن حزب الله رمى الكرة في ملعب الفريق الآخر، وأخلى مسؤوليته من هذه الإشكالية، وبات على الآخرين استقبال نتيجة الفراغ الرئاسي، وتداعيات حرمان لبنان من جلسة دستورية كاملة النصاب تجرى فيها الانتخابات على قاعدة النصاب لمدة جولتين، الأولى تحتاج إلى الثلثين لانتخاب الرئيس، والجولة الثانية تحتاج إلى تصويت النصف إضافة إلى عضو.
ويرى عوض أن سليمان فرنجية كمرشح للانتخابات الرئاسية في لبنان، يمكنه تأمين أصوات الجولة الثانية من التصويت.
وكان الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني أكد، أمس الإثنين، عدم القبول بأي “فيتو” يُفرض من الخارج على المرشحين لانتخابات الرئاسة في لبنان.
وقال نصر الله: “لا نقبل أن يفرض “فيتو” من الخارج لا على مرشحينا أو على المرشحين الآخرين وفقط نقبل المساعدة”.
وأضاف: “نحن نعمل في الليل والنهار ليكون انتخاب الرئيس غدا ولا ننتظر أحدا، ولا ننتظر تسويات ومن ينتظر تسوية أمريكية إيرانية أو سعودية إيرانية نقول له ستنتظر… لا علاقة للملف النووي بأي شيء آخر في المنطقة”.
ويعاني لبنان من فراغ رئاسي منذ 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2022، حيث فشل البرلمان بانتخاب رئيس جديد للبلاد في 11 جلسة، وتقوم حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي بإدارة شؤون البلاد.
وتزامنت الأزمة السياسية مع أخرى اقتصادية خانقة أنهكت اللبنانيين الذين بات 80% منهم تحت خط الفقر، ووصلت نسبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية 1200%، وفقدت الليرة المحلية أكثر من 95% من قيمتها أمام الدولار.
المصدر: سبوتنيك عربي
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبر بالضرورة عن “رأي سياسي” وإنما تعبر عن رأي صاحبها حصرا