أبرزرأي

“حزب الله” يتفهّم ميشال عون… وعلاقاتهما قابلة للترميم

كتب رضوان عقيل في “النهار”: كان من من المتوقع أن لا يدخل “حزب الله” وحركة “أمل” في ردود على كلمة الرئيس ميشال عون، تجنّباً للدخول في أيّ سجال مع فريقه السياسي المستنفر. ويقول لسان حال الحزب إنه “يتفهّم” ما أعلنه وإن لم يتلقّ ملاحظاته بكلّ رحابة صدر، ويضعها في إطار جملة من الأزمات التي يعيشها “التيار الوطني الحر” في السنة الأخيرة من العهد، ولا سيما في الاشهر الاربعة التي تسبق توجّه الجميع واستعداداتهم للانتخابات النيابية.
وليس في إمكان عون بالطبع ولا رئيس”التيار وطني الحر” جبران باسيل في إطلالته المقبلة القول إن صلاحية تفاهم “مار مخايل” قد انتهى مفعولها وتناسي كل الدعم السياسي والانتخابي الذي تلقاه الرجلان في أكثر من محطة حيث كان الحزب المساهم الاول في إيصال عون الى الرئاسة الاولى ودعمه له في إنتاج قانون الانتخاب الساري الذي كان محلّ ترحيب عند العدد الأكبر من المسيحيين والذي لم يكن محلّ طموحات “أمل” ولا الحزب التقدّمي، ووافق عليه الرئيس سعد الحريري مكرهاً ولا تزال أصوات سنّية من فريقه وخارجه تأخذ عليه سيره بهذا القانون.
وعلى الرغم من النبرة العالية التي تلقاها الحزب من عون فإنه مستمرّ في تفاهمه مع “التيار”. وفي آخر اتصال حصل لمناسبة عيد الميلاد بين باسيل والقيادي في الحزب وفيق صفا خيّم طابع المعايدة وإن لم يخلُ من تبادل بعض الملاحظات، ولا سيما من طرف العونيين الذين لم يتقبّلوا أو يهضموا بعد النكسة التي تلقوها من المجلس الدستوري لعدم توصّله الى الموافقة على الطعن في التعديلات التي أدخلت على قانون الانتخاب. وكانوا يحتاجون الى صوت واحد من العضوين الشيعيين بعد تأمين ستة أصوات مطلوبة من أصل سبعة للفوز بالطعن. ولم تتوقف الأسئلة العونية من نوع لماذا لم يتمّ السير بالتسوية التي كان يُعدّ لها، رغم إعلان باسيل براءته منها لعدم وصولها الى خواتيمها.
وكان باسيل قد سمع من الحزب بأن الأخير لا يستطيع أن يوفق بينه وبين خصومه في الخط الواحد من “أمل” الى “تيار المردة” وصولاً الى الحزب السوري القومي الاجتماعي وغيرهم من شخصيات سنّية لم تتقبّل سياسات العونيين. وعلى الرغم من ذلك يتفهّم الحزب “تمايز” العونيين في بعض الملفّات ورئيس الجمهورية الذي أطلق خطابه من موقع “الجريح”. ويأتي كلّ الغضب العوني بعد توصّل الماكينة الانتخابية الى إحصاءات ودراسات لا تبعث أرقامها على الاطمئنان في الشارع المسيحي حيث لا يخشى “التيّار” الأحزاب المسيحية التقليدية المناوئة له فضلاً عن المجتمع المدني فحسب، بل إن عونيين قدامى يتمثلون في “الخط التاريخي”سيترشّح منهم وجوه ضد “التيار” وفي مقدّم هؤلاء نعيم عون في بعبدا، الى ثلّة من قدامى”البرتقاليين” الذين سيخوضون الاستحقاق هذه المرّة من بابه الواسع.
ولا يخفي “التيّار” خشيته من الميول الإيجابية التي يلمسها من بكركي حيال “القوات” وإن كانت الكنيسة المارونية تحاول إظهار أنها على مسافة واحدة من الأفرقاء المسيحيين.
وإن كان السباق طبيعياً في البيئات المسيحية بين الصفوف الحزبية فإن التوجّه عند هؤلاء يتّجه إلى غير الحزبيين الذين يميلون أكثر بحسب متابعين نحو أهواء “القوات” وشخصيات مسيحية يُحسب لها في أكثر من دائرة مثل النائب السابق فارس سعيد في جبيل وغيرها في دوائر أخرى. ويعرف كل هؤلاء أن باسيل لن تصل به الامور الى إعلان الافتراق عن الحزب وعدم خوضهما المشوار الانتخابي المقبل، وأن علاقاتهما مهما بلغت هذه الدرجة من السخونة اليوم فهي ما زالت قابلة للترميم.
وفي اللقاءات الأخيرة بين الحزب و”التيّار” لم يخف الاول انتقاداته من صقور لدى الفريق العوني لا يضبطون انتقاداتهم فكان رد قيادتهم بأنه لا قدرة على ضبط هؤلاء، ولا سيما قبيل الانتخابات النيابية حيث لا يظهر “التيّار” فريقاً واحداً ومتماسكاً مثل سائر الاحزاب. وبعد كلام عون وانتظار الطبعة العونية الثانية من باسيل، من غير المستبعد أن تحصل اتصالات بينه وبين قيادة الحزب ولو من غير المتوقع أن يخرج عن الثوابت التي أطلقها عون. وبات من الواضح أن دعوة عون لانعقاد طاولة حوار لن تأخذ طريقها الى التطبيق من طرف “القوات” و”التقدّمي” و”المردة”حتى لو تلقت تأييداً من رئيس الحكومة نجيب #ميقاتي الذي يصف الحزب خطابه بـ”الواقعي”.
من جهته، لن يعارض برّي تلبية دعوة عون والحزب أيضاً المستعدّ للتوجّه الى قصر بعبدا والبحث في كل النقاط التي طرحها عون بدءاً من الاستراتيجية الدفاعية مع ترحيبه بمناقشة خطة التعافي الاقتصادي وعدم تقبّله الخوض في اللامركزية الإدارية والمالية التي لن تسير بها جهات سياسية عدّة في الشارع الإسلامي. ولا يزال الحزب على إيمانه بعون العسكري المخضرم بضرورة وضع كل الحسابات والاستعدادات العسكرية حيال إسرائيل وضرورة الاستعداد لأطماعها وأخطارها ضد لبنان، مع التذكير أيضاً بأن عون أيّد الحرب الاستباقية التي خاضتها المقاومة في سوريا ضدّ الجماعات الإرهابية.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى