حسين زلغوط, خاص ـ موقع” رأي سياسي”:
لا يوحي التصعيد العسكري الإسرائيلي الذي طال في اليومين الماضيين مساحة واسعة من لبنان ومنسوب الغارات المرتفع في شكل عنيف الذي شهدته الضاحية الجنوبية على وجه الخصوص ، بإمكانية الوصول في وقت قريب الى وقف لإطلاق النار على عكس ما يحاول الاعلام الإسرائيلي ضخه منذ اسبوع، لا بل إنه يؤشر إلى أن الوضع العسكري ذاهب الى التصعيد، وسط غياب أي حراك دبلوماسي جدي وفاعل للوصول إلى تسوية تضع حدا للعدوان الإسرائيلي المتفلت من أية ضوابط أخلاقية وإنسانية، بعد أن بدأ العدو الاسرائيلي باستهداف أماكن وجود نازحين قاصدا بذلك زهق أرواح المواطنين الأبرياء ، بعد أن فرغ من ضرب بنك أهدافه العسكرية من دون جدوى، حيث أثبت ارتفاع أعداد الصواريخ التي تطلق على الجبهات وعلى العمق الإسرائيلي وإدخال “حزب الله” منظومات جديدة من الصواريخ إلى أرض المعركة، فشل كل ما قامت به اسرائيل على مدى أشهر حيث زعمت أنها دمرت ثلاثة أرباع المخازن الصاروخية والمدفعية في الغارات الجوية التي شنتها طائراتها في الجنوب والبقاع وبيروت وصولا إلى بعض الأماكن في سوريا.
وفي هذا السياق يؤكد مصدر وزاري واسع الإطلاع لموقع “رأي سياسي” أننا دخلنا مرحلة جديدة من الحرب من حيث حجم الغارات الجوية التي يشنها طيران العدو في أماكن مختلفة وعلى وجه الخصوص في الضاحية الجنوبية ، وما يقابل ذلك من توسيع المقاومة لدائرة الإستهداف في عمق الكيان الإسرائيلي ، حيث بات سماع دوي انفجار الصواريخ الضخمة الخبز اليومي لسكان تل أبيب وحيفا، وهو ما لم يعتادوا على سماعه منذ أكثر من نصف قرن، واصفا ما يجري اليوم بأنه أشبه بمعركة كسر عظام.
وفي اعتقاد المصدر الوزاري أن العدو الاسرائيلي سيمضي في تكثيف الضربات الجوية في الأيام المقبلة لإعتقاده بأن ذلك يشكل بالنسبة إليه ورقة رابحة في عملية التفاوض للتوصل إلى تسوية، متجاهلا بأن ذلك سيقابله توسيع لإطار إستهدافات المقاومة أيضا وهو ما لا قدرة له على تحمله ، وسط الهجرة العكسية التى تحصل هربا من الحرب، وأيضا بفعل الوضع الإقتصادي الذي بات يقف على حافة الإنهيار.
وفي رأي المصدر الوزاري أن موازين القوى هي الآن لصالح لبنان ، لسبب واقعي ومنطقي ، فالإسرائيلي يقتل ولا يقاتل، بينما المقاوم يقاتل ولا يقتل، وهنا المقصود استهداف المدنيين ، حيث يهرب العدو الاسرائيلي من المواجهات المباشرة إلى ضرب المدنيين على عكس المقاومين الذين يثبتون في الميدان ويستهدفون الى الآن القواعد والمنشآت العسكرية.
وفي تقدير المصدر نفسه أن اسرائيل من خلال الغارات الجوية اليومية على لبنان وتحديدا الضاحية لم يعد ذي جدوى في المفهوم العسكري وهو أصبح كمن يرمي الملح في مياه هي في الأصل مالحة، بمعنى أن ما يقوم به الإسرائيلي لم يعد له هذا التأثير خصوصا في مسألة تعزيز الأوراق التفاوضية، لا بل على العكس كلما زاد من عملية الضغط ، سيواجه بالأسلوب ذاته وهو ما سبجعله يدور في حلقة مفرغة.
وينهي المصدر ليقول : إننا أمام أسابيع حاسمة ، وكما استطاع الميدان في حرب تموز أن يجعل موازين القوى تنقلب لصالح المقاومة والوصول إلى اتفاق اممي رقمه 1701 ، سيعود الميدان اليوم ليقلب الموازين لصالح المقاومة وصولا إلى تسوية تقوم على أسس القرار ذاته خاليا من أي اسقاطات للتعديلات الإسرائيلية على أي بند من مندراجته.