شؤون لبنانية

حزب الله… هل يستطيع جمع الحلفاء؟

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: يهدف “حزب الله” للوصول الى تسوية سياسية تجمع الحلفاء وتقرّب وجهات النظر في ما بينهم، لكونهم فريقاً سياسياً واحداً، لكن هناك نزاعات كثيرة أهمها الصراع على رئاسة الجمهورية بين باسيل ورئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، وبين بري وباسيل والذي أثّر على كثير من الملفات. على “حزب الله” ان يبذل جهداً مضنياً خصوصاً ان محاولاته السابقة لجمع باسيل وفرنجية باءت بالفشل، ومثلها انتهت مساعي التوفيق بين بري وباسيل مع فارق ان التواصل بين الاخيرين لم ينقطع. وتكشف المعلومات ان باسيل فاتح في الآونة الاخيرة “حزب الله” برغبته في اجراء مراجعة انطلاقاً من كونه أكثر المستهدفين في الساحة المسيحية. “لاقوا لي حلّاً”، قال باسيل لـ”حزب الله” الذي تلقف الرسالة وهو بصدد مفاتحة بري للوقوف على رأيه بالامر. يحاذر “حزب الله” في مساعيه خشية الفشل ولذا لن يقوم بأي خطوة قبل اخضاعها لدراسة معمقة والتأكد مسبقاً من انها ستلاقي قبول الاطراف المعنية، متكلاً في ذلك على حاجة الطرفين واستعدادهما للحوار علماً ان العلاقة بينهما غير مقطوعة لكنها متوترة، وهو بانتظار تبريد الاجواء قبل مباشرة مسعاه لضمان النتائج. ينفي “حزب الله” وفق المطلعين على اجوائه ما تردد عن مقايضة بين “أمل” و”التيار” والربط بين تشكيل هيئة نيابية لمحاكمة الرؤساء والنواب والوزراء، وبين قرار المجلس الدستوري بشأن الطعن بقانون الانتخاب. مثل هذا الكلام ليس وارداً. تصحيح العلاقة بين “أمل” و”التيار” له منحى مختلف بعيداً من المقايضات.ويقع على خريطة الخلافات الخلاف الذي تمت معالجته مؤخراً بين بري ورئيس “الحزب الديمقراطي” طلال ارسلان والذي يعود الى سنة مضت، فيما لا يزال الوئام غائباً عن علاقة بري مع رئيس “حزب التوحيد العربي” وئام وهاب، اما اللقاء التشاوري فكان لـ”حزب الله” اليد الطولى في عودته الى الاجتماع بعد ان كانت الخلافات على أشدها. ويبقى الخلاف بين الحليفين الاساسيين اي “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”. رفضُ الطرفين الدخول في تفاصيله لا يلغي وجوده، وإن تم حصره بخلاف على وجهات النظر حول كثير من القضايا أهمها المحقق العدلي طارق البيطار الذي يرفض “التيار” إقالته، ومكافحة الفساد وبناء الدولة ونظرية “ما خلّونا”. لغاية اليوم لم يجد “التيار” مبرراً لمخاوف “حزب الله” من التحقيق. في مقاربة الكثير من القضايا، فشل “حزب الله” في اقناع “التيار” بوجهة نظره فيما لم يقتنع بمقاربة. ورغم ذلك فالمصادر تؤكد ان الموضوعات المختلف عليها لا تزال قيد النقاش والأهم هو ان التفاهم المشترك لم يزل العمود الفقري والاساسي، بدليل طلب “التيار” من “حزب الله” السعي باتجاه عين التينة.أكثر ما يخشاه احد حلفاء “حزب الله” الاساسيين ان يأتي يوم يضيق فيه “حزب الله” ذرعاً بخلافات حلفائه فيغادرهم، وهو صاحب القوة الفائضة ويجعلهم في حيرة من امرهم. توحيد قوى الثامن من آذار قد يكون بالنسبة لـ”حزب الله” ضرباً من المستحيل، بما يجعله يتمنى في سره وفق سياسي عريق الّا تحصل الانتخابات. ذلك ان مهمته المستحيلة تجاه الحلفاء تجعل تركيزه الأكبر ينصب على تحصين ساحته الشيعية الداخلية، لا سيما وان حكم الاكثرية لم يعد يفي غرضه بينما يمكن لأي بلوك طائفي ان يعطل البلد.

المصدر
لبنان24

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى