حارس طرد من السفارة يتهم الإمارات بمحاولة التأثير على وزراء بريطانيين ومراقبة جيرمي كوربن وتشويه الجزيرة
نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا من إعداد ستيف بيرد جاء فيه أن الإمارات العربية المتحدة حاولت “التأثير” على وزراء في حزب المحافظين لـ”تضليل” الرأي العام حول الشؤون الدولية المهمة. وورد ذلك في محاكمة لحارس طرد من عمله في السفارة الإماراتية.
وقالت الصحيفة إن أسماء كل من وزيري الدفاع الحالي والسابق بن والاس وغافين ويليامسون، وليو دوخرتي وزير المحاربين السابقين، ووزير شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية أليستر بيرت، وردت كأهداف للدولة الخليجية في أوراق محكمة اطلعت عليها “تلغراف”. وزعم لي هيرفورد، ضابط الحماية المرافق للسفير الإماراتي السابق في لندن، سليمان المزروعي، أيضا أن الإمارات “دفعت” لشركة كي “تراقب” زعيم حزب العمال السابق جيرمي كوربن.
وزعم أن الدولة الخليجية حاولت “تشويه” ونزع المصداقية عن قناة الجزيرة التي تبث على مدار الساعة و”تقويض” حملة “حرروا الأميرة لطيفة“، وهي مجموعة من الناشطين الذين حاولوا مساعدة ابنة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي حاولت الفرار من عائلتها وألقي القبض عليها وأعيدت إلى دبي قبل أربعة أعوام.
وتقول الصحيفة إن الاتهامات التي قدمها الحارس الأمني هي جزء من الدفاع الذي حضره المحامون عنه بعدما اتهم بأنه حاول ابتزاز السفير السابق. وفي الوقت الذي اعترف فيه هيرفورد، وهو جندي سابق في البحرية البريطانية، بسرقة وثائق وأموال من السفارة عام 2018 إلا أنه ينكر أنه خطط لابتزاز السفير. وتم إسقاط تهمة الابتزاز وأبقي على التهم بالملف للاستماع لها بالمحكمة هذا الشهر. إلا أن المزاعم التي قدمها فريق الدفاع عن هيرفورد في بيانه جاءت بعد أيام من اتهام الإمارات بأنها وراء محاولة للتجسس على مقر الحكومة البريطانية، داونينغ ستريت، ووزارة الخارجية في الفترة ما بين 2020 و2021.
واتصل “ستيزن لاب” في جامعة تورنتو الكندية مع الحكومة البريطانية وحذرها من أنه “اكتشف عدة حالات من اختراق برنامج التجسس بيغاسوس” لمؤسساتها. والبرنامج التجسسي تصنعه شركة إسرائيلية ويخترق الهواتف النقالة سرا ويسحب منها البيانات والصور ويسيطر على الميكرفون بحيث يتحول الهاتف إلى جاسوس على صاحبه.
وبحسب “ستيزن لاب” فإن مشغلا مرتبطا بالإمارات كان واحدا من بين جهات مسؤولة. وفي العام الماضي وجد قاض بمحكمة بريطانية أن الشيخ محمد أمر باستخدام بيغاسوس للتجسس على زوجته السابقة الأميرة هيا الحسين وفريقها القانوني خلال المعركة القضائية المرة بينهما. ونفى الشيخ محمد راشد آل مكتوم والذي يتولى منصب رئيس الوزراء في الإمارات الاتهامات.
وبحسب مجموعة الملفات التي حضرها فريق هيرفورد فإنه سمع أثناء عمله كمرافق للسفير “حوارات في اللقاءات وشاهد مراسلات” جعلته “يشعر بالقلق من سلوك الإمارات”. وبحسب الوثائق “كانت حكومة الإمارات تبحث عن تأثير على الساسة في الحكومة البريطانية، بمن فيهم بن والاس، ليو دوختري، غافين ويليامسون وأليستر بيرت (من بين آخرين) بطريقة شعر فيها المتهم بأنها قد تقود إلى تضليل الرأي العام البريطاني في الشؤون الدولية”. و”تم دفع أموال لشركة كي تراقب زعيم المعارضة جيرمي كوربن”، بالإضافة للزعم بأن الإمارات حاولت تقويض حملة حرروا الأميرة لطيفة.
وزعم هيرفورد أنه سمع حديثا عن “جهود لتشويه سمعة الجزيرة” ومحاولات لـ “التكتم” على أخبار تتعلق بمسجد في غرب لندن مولته الإمارات. وفي الوقت الذي لم يقدم فيه فريق هيرفورد إثباتات إن كانت لدى هيرفورد (49 عاما) أي منها، حول الكيفية التي ستقوم بها الإمارات بالتأثير على وزراء الحكومة البريطانية أو تحديد الموضوعات التي تريد طرحها معهم، إلا أنه يخطط لإخبار المحكمة بما سمعه لو طلبت منه الشهادة. ولم يتم التوصل إليه للتعليق ورفضت الإمارات التعليق أيضا. وينتظر صدور حكم ضد هيرفورد في قضية السرقة من السفارة في حزيران/يونيو بمحكمة ساذرك.