رأي

جرس إنذار… والاستعداد واجب.

كتب عبد العزيز الكندري في صحيفة الراي.

«إذا كنت تنفق على القهوة أكثر مما تنفقه على أمن تكنولوجيا المعلومات، فسوف تتعرّض للاختراق. وعلاوة على ذلك، أنت تستحق أن تتعرّض للاختراق».
ريتشارد كلارك
تقدّم النائبان عبدالوهاب العيسى ود. عبدالعزيز الصقعبي باقتراح لإجراء المركز الوطني للأمن السيبراني مسابقة «هاكاثون» لاستقطاب المحترفين في البرمجة وعمليات «الهاكرز» والعمل على توظيف المتميزين منهم، واستثنائهم من شروط الشهادة والعمر وغير ذلك من الشروط النمطية للجهات الحكومية.
وقام النائب الأول، وزير الداخلية الشيخ طلال الخالد، بتبني ورعاية المقترح «هاكاثون الكويت»، ويهدف المقترح تطوير آلية التوظيف في جهاز الأمن السيبراني واختبار كفاءة الأنظمة الحكومية بطرق ابتكارية وحديثة. ولا شك أنّ الاستجابة السريعة تحسب لمعالي الوزير، فالموضوع لا يحتمل التأخير.
والأمن السيبراني يمثل حماية للأنظمة والشبكات ضد البرامج الرقمية، وتهدف الهجمات السيبرانية الوصول إلى معلومات ذات أهمية للاستيلاء عليها أو تدميرها، وذلك للحصول على مقابل مالي من خلال ابتزاز الآخرين، وقد خسر الناس في الولايات المتحدة الأميركية 7 مليارات دولار تقريباً بسبب جرائم الإنترنت في عام 2021، وذلك حسب تقرير مكتب التحقيقات الفيديرالي (FBI).
والمقترح المقدم من النائبين والاستجابة عليه من معالي وزير الداخلية أعتقد بأنه جاء في الوقت المناسب، خاصة بعد قيام مجموعة هاكرز اختراقهم موقع وزارة المالية، وقيامهم بنسخ مستندات لأملاك الدولة كعقود إيجار الشاليهات وصور بطاقات مدنية، وهذا جرس إنذار يجعلنا نستعد لحروب المستقبل السيبرانية ولاشك أن مخاطرها ستكون كبيرة ما لم نحذر ونستعد.
لماذا يجب علينا أن نستعد جيداً؟
تخيل لو قام الهاكرز بالتحكم واختراق شبكة الكهرباء والحسابات المصرفية، أو لو استطاع الحصول على معلومات أمنية خاصة، أو عطل حركة الطيران في المطار، أو أي وزارة أو مؤسسة حيوية في البلاد… ماذا سيحدث؟ لذلك ألا ننتظر حدوث ذلك ونستعد لهذا الوقت من خلال شباب الكويت.
يجب أن يترجم هذا الأمر في برنامج عمل الحكومة، ويتم ابتعاث الطلاب إلى أفضل جامعات العالم في هذا المجال، والتوقف عن التخصصات غير المطلوبة، فالأمن السيبراني أصبح أولوية دفاعية تفوق أهمية أي أسلحة.
المسؤولية كبيرة على الحكومة والنواب، وإيقاف المهاترات وتوزيع الاتهامات مطلب مهم وعاجل والاتفاق على خارطة تشريعية يكون من بينها الأمن السيبراني، إضافة إلى المواضيع المتفق عليها مسبقاً وتم الإعلان عنها من خلال اللجنة التنسيقية بين الحكومة ومجلس الأمة.
بصراحة الجميع يعيش في قلق بسبب كثرة الصراعات والمعارك الهامشية التي تعطل مصالح البلاد والعباد.
نحن أمام تحديات كبيرة لن تصمد أمامها أكبر جيوش العالم، إنها جيوش العلم والتقدم والتكنولوجيا، إن لم نستعد جيداً لهذا التغيير ونكون على قدر من المسؤولية ونعيش في حدود الزمن، ونترك التفكير في الماضي وصراعاته ونبحث عن البطولات الزائفة أو المقولات التي تؤيد كلامنا لكي نلغي الآخر الذي يشبهنا إلى حد التطابق… فمصيرنا سيكون التقاعد المبكر والعيش على هامش الحياة، وهناك دول كثيرة في العالم العربي ستتقاعد مبكراً وهناك مؤشرات ومجسات تبين هذه الحقيقة ولعل من أهمها هو الفشل الاقتصادي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى