تمارين بسيطة تحمي الأعصاب أثناء علاج السرطان
وجدت دراسة سويسرية أن التمارين البسيطة يمكن أن تمنع تلف الأعصاب، الناجم عن علاجات السرطان.
وأوضح الباحثون بجامعة بازل أنه ثبت عدم فاعلية الأدوية التقليدية لعلاج الاعتلال العصبي الناتج عن العلاج الكيميائي، ونشرت النتائج، الاثنين، بدورية (JAMA Internal Medicine).
وتهاجم العديد من أدوية السرطان، بداية من العلاج الكيميائي إلى العلاجات المناعية، الأعصاب، مما يؤدي إلى أعراض مؤلمة مثل فقدان التوازن والشعور بالخدر أو الوخز.
ويتعرض مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الكيميائي مثل «أوكساليبلاتين» و«فينورلبين» لتلف الأعصاب، وهذا الضرر يمكن أن يصبح مزمناً لدى نحو 50 في المائة من المرضى، وهو ما يعرف بالاعتلال العصبي المحيطي الناتج عن العلاج الكيميائي.
وخلال الدراسة، راقب الباحثون 158 مريضاً بالسرطان، من الذكور والإناث، الذين كانوا يتلقون العلاج إما بـ«أوكساليبلاتين» المستخدم لعلاج سرطان القولون والمستقيم أو «فينورلبين» المستخدم لعلاج بعض أنواع السرطان، كسرطاني الثدي والرئة.
وقُسّم المشاركون إلى 3 مجموعات؛ الأولى مجموعة تحكم، تلقت الرعاية التقليدية، ومجموعتان أكملتا جلسات تمرين مرتين أسبوعياً لمدة 15 – 30 دقيقة خلال فترة العلاج الكيميائي. وأدت إحدى المجموعات تمارين تركز على التوازن، بينما تدربت المجموعة الأخرى على لوحة اهتزازية.
وأظهرت النتائج أن عدد المرضى الذين أصيبوا بالاعتلال العصبي في مجموعة التحكم كان ضعف عدد المرضى في مجموعتي التمارين. وبعبارة أخرى، تمكنت التمارين من تقليل حالات تلف الأعصاب بنسبة 50 – 70 في المائة.
إضافة لذلك، حسّنت التمارين من جودة حياة المرضى بشكل ملحوظ، وقللت من الحاجة إلى تقليل جرعات الأدوية، وخفّضت معدلات الوفيات خلال 5 سنوات بعد العلاج الكيميائي.
وحصل المرضى الذين تلقوا دواء «فينورلبين» وأجروا تدريبات حسية – حركية على الفائدة الكبرى.
ورغم الاستثمارات الكبيرة في محاولة تقليل الإصابة بالاعتلال العصبي الناتج عن العلاج الكيميائي، فإنه لا يوجد حتى الآن علاج دوائي فعال لهذه الحالة. وتنفق الولايات المتحدة نحو 17 ألف دولار سنوياً لكل مريض لعلاج تلف الأعصاب المتعلق بالعلاج الكيميائي.
وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة بجامعة بازل الدكتورة فيونا ستريكمان، إن تأثير التمارين الإيجابي موثق جيداً ويعد علاجاً منخفض التكلفة لمواجهة تلف الأعصاب، الناجم عن علاجات السرطان.
وأضافت عبر موقع الجامعة: «إمكانات النشاط البدني يتم التقليل من شأنها بشكل كبير، ونأمل أن تؤدي نتائج دراستنا إلى توظيف المزيد من المعالجين الرياضيين في المستشفيات، من أجل استغلال هذه الإمكانات بشكل أفضل».
ويعمل الفريق حالياً على تطوير إرشادات لدمج التمارين بوصفه علاجاً داعماً لمرضى السرطان في المستشفيات. ومنذ عام 2023، تُجرى دراسة في 6 مستشفيات للأطفال في ألمانيا وسويسرا لاختبار فاعلية التمارين الرياضية لمنع الاضطرابات الحسية والحركية لدى الأطفال الذين يتلقون العلاج الكيميائي.