رأي

تعطيل التشكيل طرح علامات استفهام حول الموقف الفرنسي
ومدى التوافق مع أميركا حول تفاصيل الملف اللبناني

كتب ميشال نصر في “الديار”:

إلى نادي المكلّفين للمرة الرابعة، انضمّ الرئيس نجيب ميقاتي، عاقداً العزم على إتمام التشكيل، متسلّحاً بوهم الدعم الخارجي، وحلم التفاف «البوطة الحاكمة» خلفه. صحيح أن تكليفه لم يكن مفاجئاً حتى لمن امتهن التبصير والتنجيم، إلاّ أن مصير تأليفه وشعبيته محسومان دون الحاجة إلى «كثير من الفلسفة»، لن يغيّر من حقيقتهما حملات «تبييض الصفحات»، في مواجهة الحملات العونية الشعواء التي «ما خلّت ستر مغطّى واخدت بطريقها» تشكيل الحكومة.

تعطيل التشكيل طرح علامات استفهام جدية حول الموقف الفرنسي تحديداً، ومدى التوافق مع الولايات المتحدة الاميركية حول تفاصيل الملف اللبناني . فهل تكفي معرفة رئيس المخابرات ليكون رئيس حكومة في لبنان؟ وهل أوقع برنار إيمييه، الرئيس إيمانويل ماكرون في فخه، فدفع الثمن عنه؟ في كل الأحوال، إن كانت باريس لا تعلم فمصيبة، وإن كانت تعلم فكارثة، يوم لم تحسن اختيار افضل النماذج لمحاربة الفساد ومفاوضة صندوق النقد.

فالحارة حاولت ونجحت في بيع الفرنسيين من كيسهم في الشكل، نافضةً يدها من المضمون مع قول رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة « النائب محمد رعد:» ما منعرف بتظبط أو ما بتزبط»، فرضت إيقاعها على الإستشارات الجارية، حيث تشدد مصادر الضاحية على ضرورة التشكيل ولو بقي يوم واحد مع عمر العهد، كون ذلك يجنب البلاد خلافا دستوريا لا يعرف احد كيف ينتهي، علما ان هناك سابقات مماثلة انتهت الى احداث مؤسفة على الارض، وهو ما يدركه حزب الله ويدفع باتجاه التأليف الحكومي لتلافيه والحؤول دون الوصول اليه والوقوع في محاذيره .

واضح أن طرفي التشكيل ليسا مرتاحين لبعضهما البعض، ومن يشاهد «الأو.تي.في» يدرك حقيقةً أن بعبدا وجنرالها لا زالا عند منطلقهما الأساسي في عملية التشكيل وفقاً للقواعد الدستورية «من وجهة نظرهما»، أمّا ميقاتي فمتّكل على الضمانات الخارجية، التي «ما بتطعمي خبز»، بحسب مصدر مقرب من السراي ما دأب يؤكد على ان اجتماع القادة العرب في مصر خلص في مداولاته على ضرورة قيام حكومة جديدة في لبنان، وان «عا آخر نفس»، بعد استنفاذ الاطراف لكل اسلحتها.

الا ان مصدرا ديبلوماسيا بارزا في بيروت يشير في معرض تعليقه على الاوضاع، ان وهم الموافقة الاميركية – الخليجية المبطنة انتهت صلاحيته، متحديا ان كان يمكن ايجاد اي بيان اميركي منذ التكليف يدعو الى الاستعجال في تشكيل الحكومة، فـ»بارومتر» الخارج و»ريختره» الأدق حالياً النائب البيروتي الذي غرّد حاسماً قبل أن يصرّح، متسائلاً دون أن يسأل «عا شو متّكل بكبّ هالإيجابيات كلها والضحك عالناس بالحكي عن دعم»؟ مصرا على ان لا تشكيل، لان موضوع الانتخابات في موعدها امر محسوم، وان صدق المنجمون.

أمام هذه المعطيات المتناقضة، من المُبكر الجزم بمصير التكليف، ما دامت الأطراف على مواقفها الضمنية وشروطها التشكيلية التي باتت معروفة، وطالما أن واشنطن اعادت تفعيل خطتها في «سحق» كل شيئ لاعادة البناء من جديد، بعيدا عن حسابات فيينا واتفاقها، وهو ما يتقاطع عمليا مع ما اعلنه امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في اطلالته الاخيرة.

«كما حنا كما حنين «، من استشارات التكليف إلى استشارات التأليف، «كلو ماشي حسب الخطة»… والنسخة الأولى التي وصلت إلى بعبدا « انقرا مكتوبها من عنوانو»… فالتلميذ نجيب لا يحب تضييع الفرص أو الوقت، لذلك أنجز فروضه مسبقاً، مبدياً استعداده «لتكييل الطريق من فردان إلى بعبدا إلى ما شاء الله»… فهل يفسر «أرنب بعبدا» المنتظر القطبة المخفية من وراء التريّث الرئاسي؟ 

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى