اتتاحية رأي سياسي…
بعد يومين من الضجيج بشأن النزوح السوري شهده لبنان ، بدأ الحراك السياسي اثر زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين امير عبد اللهيان الى بيروت ، وهو التحرك الإيراني الأول باتجاه لبنان بعد الاتفاق السعودي الايراني في بكين ، والتي تختتم اليوم بعد زيارته منطقة الجنوب حيث سيقام احتفال عند نصب لقاسم سليماني في مارون الراس ،على ان يعقد مؤتمراً صحافياً عصراً. وكان عبد اللهيان شدد على اهمية هذا الاتفاق أعلن عبد اللهيان أن طهران تشجع جميع الجهات في لبنان على الإسراع في إجراء الانتخابات الرئاسية قائلا إن بلاده ستدعم اي اتفاق على انتخاب رئيس جديد من دون اي تدخل خارجي.
وبرزت دعوة السفير الايراني مجتبى أماني أمس رؤساء الكتل النيابية الى لقاء في السفارة الايرانية بحضور وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان للتشاور، حيث حضر التيار الوطني الحر وحزب الله والتنمية والتحرير الى النواب فريد الخازن، هاغوب بقرادونيان، حسن مراد، جهاد الصمد، عدنان طرابلسي، حيدر ناصر وبلال عبدالله .
وبعد إنتهاء اللقاء أكد عبدالله لموقعنا أن “عبد اللهيان إستمع لوجهات نظر القوى المشاركة. كل نائب أدلى برأيه وملاحظاته وأسئلته. وكان جواب عبد اللهيان له علاقة بالسياسة الايرانية ووجهة نظره لموضوع مساعدات لبنان والاتفاق النووي والحديث بالعموميات، اما فيما يتعلق بالشق الرئاسي فلم يسمّ عبد اللهيان او أماني أي إسم ولا حتى سليمان فرنجية وتم الاشارة لضرورة إجراء هذا الاستحقاق بتوافق داخلي والاستفادة من المناخ الخارجي، وأنهم سيدعمون أي توافق لبناني.أما بالنسبة للنقطة الاخيرة فارتبطت بطلب مساعدة ايران والنظام السوري لتسهيل عودة النازحين السوريين، ولم نتلقَّ أي إجابة من الجانب الايراني على النقاط التي تحدثنا بها”.
مراقبون أشاروا الى ان الزيارة تأتي في اطار محاولة طهران توجيه رسالة بأن ثمة تغييرا ما طرأ بعد تفاهم بكين، أكثر انفتاحاً على كل الداخل اللبناني وأطرافه ، وأن عبداللهيان الذي يتوجّه اليوم الى الحدود الجنوبية مع الأراضي المحتلة وبعد جولة الصواريخ التي اطلقت اخيراً، يسعى إلى تكريس الوقائع بأن بلاده ستبقى داعمة للمقاومة. ويرى هؤلاء ايضاً تزخيما للحراك الدولي حول لبنان ومحاولة بقاء ايران في الداخل اللبناني .وفي المقابل ترقب لما سيحمله السفير السعودي وليد البخاري العائد من الرياض الى بيروت لا سيما لجهة أجوبة الرياض على أسئلة باريس حول ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية التي على أساسها يدعو الرئيس بري المجلس لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية.
يأتي ذلك فيما أفادت معلومات لرأي سياسي ، أن “وفداً فرنسياً سيصل الى لبنان وسيلتقي 19 نائباً من مختلف الكتل والأحزاب داخل المجلس النيابي”. وسيجتمع هؤلاء النواب مع نائبة الاغتراب الفرنسي أميليا لاكرافي لمناقشة حل الملفات الأساسية بين لبنان وفرنسا وتحديداً الواقع الرئاسي، وسيوضّح الوفد مقصده من مبادرته الأخيرة وستبرر فرنسا موقفها. وسيشارك في اللقاء النواب: “ميشال موسى، سيمون أبي رميا، آلان عون، حسين الحاج حسن، فريد الخازن، نعمة افرام (اعتذر لانه مسافر)، تيمور جنبلاط، أحمد الخير، قاسم هاشم، هاغوب بقرادونيان، ابراهيم كنعان، طوني فرنجية، بيار بوعاصي، سليم عون، عناية عز الدين، نجاة عون، مارك ضو (اعتذر لانه مسافر)، نبيل بدر والياس حنكش”.
في هذا الوقت تردد ان إجتماعا ل” اللجنة الخماسية الدولية” التي تضم فرنسا والولايات المتحدة والسعودية وقطر ومصر ستجتمع الشهر المقبل في الدوحة، وسط معلومات بأن وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد عبد العزيز الخليفي أرجأ زيارته الى لبنان .
خارج هذا الاطار لا زالت قضية النزوح السوري تتفاعل في الاوساط اللبنانية وفي هذا الإطار كلف رئيس حكومة تصريف الاعمال مدير عام الأمن العام بالإنابة العميد الياس البيسري، متابعة موضوع إعادة النازحين السوريين. فيما قالت مفوضة شؤون اللاجئين في لبنان إن غالبية اللاجئين السوريين قالوا للمفوضية إنهم يريدون العودة إلى سوريا، لكن السؤال ليس ما إذا كانوا يرغبون بالعودة، ولكن “متى” يعودون، ولا تزال نوايا اللاجئين مرتبطة بالوضع داخل سوريا.