أبرزرأي

بيوت الضيافة.. استثمار انمائي جديد في المناطق اللبنانية.

لينا الحصري زيلع

خاص رأي سياسي

ظاهرة سياحية جديدة انتشرت بشكل واسع في السنوات الأخيرة، وباتت وجهة أساسية للسياحة الداخلية وهي بيوت الضيافة، هذه المنازل التي لكل منها قصة وتاريخ وهندسة، اراد معظم أصحابها المحافظة على ارثهم وذكرياتهم، وفي الوقت نفسه ايجاد مصدر استثماري اقتصادي يؤمن لهم مدخول مادي، وبما ان الفنادق تعتبر وجهة أساسية لإقامة السياح ورجال الاعمال، فان بيوت الضيافة باتت اليوم أماكن تجذب اللبناني المقيم والمغترب على حد سواء، لما يمكن ان يعيشه من تجربة جديدة واكتشاف الطبيعة المميزة في لبنان والفائقة الجمال.
وفي هذا الاطار، وبعد ارتفاع اعداد بيوت الضيافة اصدر وزير السياحة وليد نصار مؤخرا قرارا قضى بانشاء نقابة لبيوت الضيافة لمتابعة اوضاع هذا القطاع الجديد ومطالبه.
موقع “رأي سياسي” كان له حديث خاص مع اول نقيب لبيوت الضيافة وهو رمزي سلمان الذي قال:”بدأت ظاهرة اقامة بيوت الضيافة من خلال فكرة عفوية انطلقت بشكل واسع في السنوات الاخيرة، بعدما كانت هذه الظاهرة محصورة في عدد محدود من المناطق، وانتشار هذه الظاهرة يعود لاسباب عدة، ومنها انه مع بدء الازمة الاقتصادية الحالية بات هناك العديد من الاشخاص من دون عمل، مما دفعهم للعودة الى قراهم وبلداتهم، فقرر عدد من هؤلاء اجراء عمليات ترميم لأملاكهم ومنازلهم للاستفادة منها والاستثمار بها، كذلك هناك اشخاص أرادوا المحافظة على قيمة ارثهم في مناطقهم، وبسبب تعلقهم بهذا الإرث ورفضهم بيعه فقاموا بتحويل هذا الإرث الى عقار منتج، كما ان الملاحظ هو اقبال عدد كبير من اللبنانيين على هذه البيوت، حيث ان 90% من النزلاء ينقسمون ما بين مقيمين ومغتربين.”


واشار سلمان الى التطور الذي شهده هذا القطاع خلال السنوات الماضية بشكل كبير، حيث باتت اعداد هذه البيوت بالمئات، لافتا الى ان هذه الظاهرة خلقت بديل للقطاع التقليدي الفندقي، معتبرا ان هذه البيوت تتميز عن الفنادق بخبرة وضيافة شخصية اكثر من كونها ضيافة محترفة، كاشفا ان معظم الذين يعملون فيها هم من الهواة المتحمسين، ورغم ذلك استطاعوا ممارسة هذا العمل بشكل متميّيز.
وعن تصنيف فئات هذه البيوت، اعلن النقيب سلمان ان هناك أنواع عدة من التصنيف تبدأ من الحجم، والموقع ان كان على البحر او بالجبل او في المدينة، كما ان هناك ايضا تصنيف حول الجودة والنوعية ، من خلال تعليقات الضيوف و تقييمهم لكافة الخدمات من طعام ومنامة وامان بشكل مفصل.
ويكشف سلمان بان هذه البيوت باتت منتشرة على كافة الأراضي اللبنانية، من اقصى عكار الى صور والجنوب والجبل والبقاع، خصوصا اننا لدى لبنان أماكن مميزة طبيعية ساحلا وجبلا وداخلا.
واعلن عن انتشار لافت لهذه الظاهرة في منطقة عكار لما لديها من مواصفات مختلفة من حيث جمال الطبيعة مما يجذب الكثير من المواطنين للتوجه اليها خصوصا الى الأماكن النائية لخوض تجربة جديدة على المستويات كافة والهروب من ضوضاء المدينة، مشيرا الى ان انتشار هذه الظاهرة أدت الى خلق حركة كثيفة في القرى والمدن والمناطق وساهمت في تحريك عجلة الاقتصاد وتوفير فرص عمل للبنانيين.
واذ اشار الى ان مدة الإقامة عادة تترواح ما بين ليلة وثلاثة ليالي، أوضح ان الأسعار هي ما
ما بين 30$ الى 100% في الليلة، كما ان هناك فئة ثانية من هذه البيوت يتراوح بدل الليلة
ما بين 100$ الى 200$، وهناك فئة ثالثة من 200$ الى 300$ ومن 300$ وما فوق.
وكشف ان مستوى الاشغال خلال شهري تموز واب كان بحدود 100% ولفت الى ان الاقبال أيضا يكون كثيف في شهري حزيران وأيلول، حتى انه خلال فصلي الخريف والربيع يكون الاقبال متوسط.، لدينا 3 مواسم الموسم الأول الذي اول ثلاثة اشهر من العام يكون اضعف موسم، اما الأشهر الربيع والخريف تكون من المواسم الوسطية.

إدغار نعمه


وحول هذا الموضوع كان “لرأي سياسي” لقاء مع السيد إدغار نعمه وهو احد أصحاب المشاريع في منطقة قنات في قضاء بشري، حيث تحدث عن مشروعه الذي كانت بمثابة حلم راوده منذ خمس سنوات، وتم تحقيقه هذا العام من خلال إقامة خمسة غرف عبارة عن” Dome” وهي تعد مميزة من حيث الشكل الهندسي، ولكنها في الداخل لا تختلف عن غرف الفنادق حسب ما يقول، مشيرا الى ان المشروع يضم مسبح مشترك، إضافة الى “جاكوزي” خارجي خاص لكل غرفة، كما يضم أيضا مطعما للمقيمين وللزوار وهو يقدم مأكولات بلدية تقليدية.
ولفت ان المشروع اتى نتيجة شغف لديه للتعرف على المناطق اللبنانية، وهو اراد خوض تجربة جديدة مميزة باستضافة اشخاص ليعيشوا اختبار فريد من نوعه مشيرا الى ان الاقبال كبير على مشروعه رغم انه حديث الولادة، واعلن ان الضيوف هم من اللبنانيين والمغتربين وحتى من الأجانب، ولفت الى إمكانية ممارسة الضيف خلال وجوده في المشروع عدد من النشاطات ، فهناك برامج خاصة لمحبي ممارسة رياضة المشي “هايكنغ”، “ATV” والسباحة كما يمكن زيارة الأماكن سياحية في المنطقة، من اديرة وغيرها من المعالم.
وختم متمنيا تحقيق حلمه من خلال العمل على توسيع مشروعه وتطويره، مؤكدا الاستمرار في تقديم كافة الخدمات خلال موسم الشتاء.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى