بيان أوروبي يدعم الحكومة اليمنية ويتجاهل هجمات الحوثيين
تجاهل بيان لسفراء الاتحاد الأوروبي لدى اليمن تصعيد الحوثيين وهجماتهم البحرية، وجدَّد دعمه للحكومة اليمنية ولعملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، وذلك بالتزامن مع إعلان الجيش الأميركي قيام الجماعة المدعومة من إيران بإطلاق صاروخين إلى البحر الأحمر، في أحدث هجوم يستهدف السفن.
وأشار البيان الأوروبي إلى اختتام زيارة مشتركة إلى عدن، قام بها كل من سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، غابرييل مونويرا فينيالس، وسفيرة فرنسا، كاثرين كورم – كمون، وسفيرة هولندا، جانيت سيبن، وسفير ألمانيا، هيوبرت ياغر، في سياق الدعم للحكومة اليمنية.
وأوضح البيان أن السفراء التقوا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزبيدي، وأكدوا على الدعم لمجلس القيادة والحكومة اليمنية، كما حثوا على تضافر الجهود لمعالجة التحديات الاقتصادية، وتحسين تقديم الخدمات في ظل ظروف بالغة الصعوبة.
ودعا السفراء (بحسب البيان) إلى مواصلة الانخراط البنَّاء في جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، والتي تقدم أفضل السبل نحو مستقبل أفضل لليمن، مشيرين إلى أنهم التقوا وزير التخطيط والتعاون الدولي في الحكومة اليمنية واعد باذيب، ووزير المالية سالم بن بريك، ووزير الكهرباء مانع بن يمين، ومحافظ البنك المركزي أحمد غالب المعبقي.
وفي حين تجاهل البيان أي إشارة إلى الحوثيين وهجماتهم البحرية ضد السفن، وتصعيدهم عند خطوط التماس، قال إن السفراء شجعوا العمل المتواصل من أجل استقرار الاقتصاد اليمني وتعزيز الإيرادات العامة وتحسين إدارة النفقات وتقديم الخدمات الأساسية. كما شددوا على أهمية ضمان احترام الحقوق الأساسية وبيئة العمل المواتية للفاعلين الإنسانيين والتنمويين الذين يساعدون اليمنيين.
صاروخان ولا أضرار
أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، قيام الجماعة الحوثية بإطلاق صاروخَين باليستيين مضادين للسفن إلى البحر الأحمر دون أضرار، في سياق الهجمات التي تشنها الجماعة للشهر السابع على التوالي ضد السفن.
وأوضحت القيادة المركزية الأميركية، أن الحوثيين أطلقوا، خلال 24 ساعة، صاروخين باليستيين مضادين للسفن من المناطق التي يسيطرون عليها إلى البحر الأحمر، وأنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار من قبل السفن الأميركية أو التحالف أو السفن التجارية.
وقال البيان الأميركي المنشور على منصة «إكس» إن هذا السلوك الخبيث والمتهور المستمر من قبل الحوثيين المدعومين من إيران يهدد الاستقرار الإقليمي، ويعرِّض حياة البحارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن للخطر.
ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشن الجماعة هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، حيث تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، بغض النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت أخيراً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط.
ونفذت واشنطن ومعها لندن، الخميس الماضي، 13 غارة على أهداف حوثية في صنعاء ومحيطها والحديدة وتعز، وأقرت الجماعة بمقتل 16 عنصراً، وإصابة 42 آخرين في الضربات.
وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، نحو 470 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 56 عنصراً، وجرح 77 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.
وفي خطبته الأسبوعية، كان زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، قد ادعى، الخميس، مهاجمة 129 سفينة منذ بداية الهجمات، وهدد باستمرار العمليات الهجومية «كمّاً وكيفاً» ضمن ما وصفها بـ«المرحلة الرابعة» من التصعيد.
وأطلقت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشن ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن. كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.
وأصابت الهجمات الحوثية نحو 19 سفينة منذ بدء التصعيد، وتسببت إحداها، في 18 فبراير (شباط) الماضي، بغرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر بالتدريج.
كما أدى هجوم صاروخي حوثي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس».
وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها قبل أكثر من 6 أشهر، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف شمال الحديدة، وحولتها إلى مزار لأتباعها.