بعد غياب ٥ أشهر: عودة السفير السعودي تحمل رسائل و دلالات هامة

كتب المحلل السياسي
بعد 5 شهور من سحبه، عاد السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت، و قد كانت هذه العودة بمثابة اعلان عودة العلاقات اللبنانية الخليجية الى وضعها الطبيعي بعد تأزم العلاقات بين الجانبين اثر تصريح وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي حول الحرب في اليمن اضافة الى تصريحات مسيئة للمملكة.
و تصب هذه العودة في اطار دعم لبنان وعدم تركه وحيدا و هي عبارة عن دعم سياسي أخوي سعودي خليجي ستكون له تبعات إيجابية على مختلف مناحي الحياة في لبنان، في الظروف السيئة التي يواجهها.
ويأتي القرار السعودي في وقت يعاني فيه لبنان أزمات متفاقمة، اقتصادية واجتماعية وسياسية.
كما ان عودة البخاري جاءت في ظل الاستعدادات لإجراء الانتخابات النيابية في 15أيار المقبل و التي ستجرى بغياب العديد من وجوه الطائفة السنية البارزين كرؤساء الحكومات: تمام سلام ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة.
وقد أعلنت وزارة الخارجية السعودية عودة سفيرها إلى لبنان “استجابةً لنداءات ومناشدات القوى السياسية الوطنية المعتدلة في لبنان، وتأكيدًا لما ذكره رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي من التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة لتعزيز التعاون مع المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ووقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية التي تمس المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي”.
وأكدت السعودية على “أهمية عودة لبنان إلى عمقه العربي، وأن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى شعبه بالاستقرار والأمان في وطنه.”
و كان، في أواخر شباط الماضي، قد اتّفق وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره الفرنسي جان إيف لودريان على أن تقدّم المملكة وفرنسا دعمًا ماليًا طارئًا لتنفيذ سلسلة من المشاريع الإنسانية المكرّسة لدعم الشعب اللبناني، وذلك تنفيذًا للقرار الذي اتّخذه ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، في مطلع كانون الأول الماضي.
وستُنشأُ في هذا الصدد آلية دعم مشتركة مخصصة للمنظمات غير الحكومية الناشطة ميدانيًا بغية تلبية احتياجات الشعب اللبناني.
و بعد عودته نجح السفير وليد البخاري بجذب الأنظار إلى حركته حيث استهلها بزيارات شملت القيادات الروحية ، كما أقام سلسلة من الإفطارات في دار السفارة السعودية في بيروت، محاطاً بعدد من السفراء من بينهم السفيرتين الفرنسية والأميركية، وممثلة الأمين العام للأمم المتحدة يوانا فرونتيسكا وسفراء بريطانيا، ألمانيا، وقطر و الكويت.
و أطلق البخاري سلسلة مواقف أشار فيها إلى أن “العلاقات السعودية لم تكن مقطوعة مع لبنان بل استمرت، ولكن عملية سحب السفراء كانت تعبيراً عن موقف اعتراضي، وهو موقف ديبلوماسي للتعبير عن موقف كان مسيئاً للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي، وفيما بعد تعهد لبنان بالالتزام بالشروط المطلوبة للحفاظ على العلاقات الأخوية واستعادة دوره ومكانته”.
و تأتي حركة البخاري على مشارف الانتخابات النيابية، فقد أكد ان “مرتكزات السعودية لا تسمح لها بالتدخل في الأمور السيادية، ونحترم الإجراءات والاستحقاقات النيابية والرئاسية، ونتمنى على الجميع خوضها وفق الكفاءة. ويهم المملكة الاهتمام باللبنانيين والانسان في لبنان”. وأضاف البخاري: “المملكة لا تتدخل في الشؤون الداخلية، إنما العودة إلى لبنان أتت وفق مشاريع مشتركة مع فرنسا لتقديم الدعم الإنساني وحفظ الاستقرار. وهناك لجنة تحضيرية مشتركة لتنفيذ المشاريع، لأن لبنان وشعبه يستحقان”.
وقد اقام البخاري سلسلة من الافطارات الرمضانية كان ابرزها الافطار الذي شارك فيه: الرؤساء نجيب ميقاتي وميشال سليمان وأمين الجميل وفؤاد السنيورة وتمام سلام، والوزير عباس الحاج حسن ممثلاً الرئيس نبيه برّي، والنائب بهية الحريري ورئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والنائب سامي الجميل.
و كان لافتا الخلوة بين البخاري و جعجع و التي استغرقت حوالي ثلاثة أرباع الساعة، و أشارت وسائل اعلامية الى ان اللقاء تطرق الى مسائل تتعلق بالانتخابات النيابية اضافة الى الاوضاع العامة و العلاقات بين الطرفين.