بعد تراجع واشنطن.. من سيتولى قيادة مجموعة دعم أوكرانيا؟

كتب تيري شولتس, في صحيفة DW:
تتولى أوروبا زمام الدعم العسكري لأوكرانيا، وسط حالة من عدم اليقين تحيط بدور الولايات المتحدة المستقبلي، في ضوء عدم تقديمها تعهدات جديدة بدعم أوكرانيا واتصالاتها مع روسيا ومساعيها لإنهاء الحرب.
تنفس حلفاء أوكرانياالأوروبيون الصعداء يوم الجمعة (11 إبريل/ نيسان 2025) عندما شارك وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث عبر الفيديو في اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا الذي عُقد في بروكسل لتنسيق المساعدات العسكرية لأوكرانيا. فحتى ذلك الحين، لم يكن واضحا ما إذا كان وزير الدفاع الأمريكي سيشارك في الاجتماع.
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي عن نظيره الأمريكي “إنه مسافر، لكنه مصمم على الانضمام إلينا”، جاء ذلك أثناء دعوته إلى عقد اجتماع يضم نحو 50 دولة في مقر قيادة حلف الناتو في بروكسل.
وقد تأسست مجموعة الاتصال الدفاعية لأوكرانيا بمبادرة من سلف هيغسيث، وزير الدفاع الأمريكي السابق لويد أوستن، في عام 2022 بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وانضمت إلى المجموعة دول عديدة من خارج الناتو أيضا، تشارك في اجتماعات المجموعة وتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا في حربها ضد الغزو الروسي.
ومع تركيز إدارة ترامب الآن على دفع روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق النار، ترأست المملكة المتحدة وألمانيا اجتماع يوم الجمعة في بروكسل.
ألمانيا: تغير نهج الولايات المتحدة بشكل واضح
العديد من الأوروبيين كانوا يأملون أن يكون تولي دول أخرى قيادة المجموعة أمرا مؤقتا. وصرحت وزيرة الدفاع الهولندية السابقة كايسا أولونغرين لـ DW أن هذا الترتيب، مع تنحي الولايات المتحدة جانبا، “قد تم تقديمه، للعالم الخارجي على الأقل، كحدث عابر”. وقالت إن الأمر “يبدو الآن وكأنه انسحاب من الجانب الأمريكي من هذه المؤسسة التنسيقية”، وأضافت “لا أعرف كيف أفسر ذلك”.
لدى وصوله إلى مقر حلف الناتو يوم الجمعة، كان وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس صريحا بشأن الغموض المحيط بدور واشنطن المستقبلي. وقال للصحفيين: “من الظلم تجاهل حقيقة أن الإدارة الأمريكية قد غيرت نهجها”. وأضاف “لقد تغير بوضوح الشغف والموثوقية التي دعمت بهما الولايات المتحدة أوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية، وخاصة بقيادة لويد أوستن (وزير الدفاع الأمريكي السابق)”.
تعهدات جديدة من الحلفاء الأوروبيين
صرحت مصادر مقربة من المحادثات لـ DW أن تصريحات هيغسيث للمجموعة كانت “واقعية”، وهي تكرار لرسائل سبق أن تلقتها دول الناتو من إدارة الرئيس دونالد ترامب، ولم تتضمن أي مطالب جديدة. وأكدت المصادر عدم وجود تعهدات جديدة من الولايات المتحدة بدعم أوكرانيا، وهو ما يتماشى مع التوجه السائد منذ تولي ترامب منصبه.
مع ذلك، بدا وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف ثابتا في موقفه. وصرح للصحفيين “الولايات المتحدة تقف إلى جانبنا وتركز على السلام، ونحن نعمل معا. مهمتنا هي تحقيق ذلك”.
وكانت ألمانيا من بين عدد من الدول التي أعلنت عن مليارات اليورو كمساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، بما في ذلك تعهدات كبيرة بتوفير نظام دفاع جوي إضافي، وطائرات بدون طيار ودبابات وذخيرة.
ولكن ما كان يحدث خارج بروكسل قد يكون أكثر أهمية لمستقبل أوكرانيا. فمع اختتام مجموعة الدعم اجتماعها في مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وصل المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى روسيالإجراء محادثات جديدة بشأن إنهاء الحرب.