أبرزرأي

بري يقنع سفراء”الخماسية” أن الحوار وحده يوصل لانتخاب رئيس

حسين زلغوط – خاص: رأي سياسي

قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون في تشرين الاول عام 2022 بحوالي شهرين واستشعاراً منه بأن انتخاب رئيس جديد للبلاد، لن يكون سهلاً في ظل الإنشطار السياسي الموجود، والتوترات الإقليمية والدولية الضاغطة، أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري أول دعوة للحوار وتمنى فيها من الفرقاء اللبنانيين التفاعل معها لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وإلا سنكون أمام شغور رئاسي في قصر بعبدا، غير أن الرياح السياسية جرت على غير ما كان يشتهي رئيس المجلس، إذ سارعت الكتل المسيحية وعدد من نواب المعارضة الى اطلاق النار على دعوته لاعتبارها محاولة للمراوغة وتضييع الوقت والقفز على الدستور.

واذا كان رئيس المجلس قد فوجئ آنذاك برفض دعوته، سيما وأن بكركي لم تكن بعيدة عن الجبهة الرافضة للحوار، عاد وكرر الدعوة من دون أن يلقى آذاناً صاغية ، الى أن تمدد الفراغ الذي بدأ خلال بضعة أشهر يزحف الى كل مفاصل الدولة، وأمام انسداد الأفق بعد 12 جلسة انتخابية فشل خلالها البرلمان في انتخاب رئيس ، على الرغم من المحاولات الاقليمية والدولية، عاود الرئيس بري محاولته الحوارية انما هذه المرة بقالب مختلف حيث وجه الدعوة لعقد حوار وطني يضم جميع الفرقاء اللبنانيين وجعلها محددة بشرطين أساسيين: الأول، أن تضم جميع الكتل البرلمانية. والثاني، أن تجري في غضون سبعة أيام متتالية على أن يعقبها جلسة برلمانية مفتوحة لانتخاب رئيس في جولات متتالية. بدت هذه الدعوة الجديدة معدلة قليلاً لكي تجذب قوى المعارضة التي سبق ورفضت الحوار وطالبت بجلسات مفتوحة لانتخاب الرئيس بدلاً من ذلك، الا أن البعض عاد وشكك في مصداقية دعوة رئيس المجلس كراعٍ للحوار من موقع المحايد كون أن الرئيس بري يؤيد المرشح سليمان فرنجية، وبالتالي فدعوته للحوار بدون فرض مرشح معين أو وضع فيتو على مرشح معين تبدو غير ذات مصداقية.

توازياً قاد المبعوث الفرنسي جان ايف لوديان الذي زار بيروت لأكثر من مرة محاولة جديدة لرسم ملامح المرشح الذي قد تتوافق عليه الكتل المختلفة ، لكن المبادرات الفرنسية المتتالية فشلت مرة بعد أخرى أمام تعنت الفرقاء اللبنانيين ورفضهم للتقارب ،وكذلك فعل الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني الذي احيطت كل تحركاته بالكتمان لكن جهوده ذهبت ايضا سدى، في وقت بقيت اجتماعات “اللجنة الخماسية” الخاصة بلبنان من دون نتائج.

منذ اسبوعين ومع عودة السفير السعودي وليد بخاري الى بيروت قادماً من المملكة قام بمروحة من الاتصالات واللقاءات مع نظرائه الممثلة دولهم في “الخماسية” وزاد عليهم السفير الإيراني وقد أوحت هذه اللقاءات بأن الفرج الرئاسي بات قاب قوسين أو أدنى سيما وان لقاءاته ترافقت مع كلام عن اجتماع للجنة الخماسية في الرياض، الى أن زار سفراء دول”الخماسية” في لبنان رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة ليظهر أن انتخاب رئيس لن يأتي من الخارج بل هناك رغبة بأن يكون صناعة لبنانية حيث أبلغ السفراء رئيس المجلس بأن لا مرشح لديهم، كما انه لا يوجد أي فيتو لهم على أي مرشح، وشددوا وبصوت واحد على ان الرئيس يتطلب توافقا أو تشاورا، وابلغوه أيضاُ أنهم على أتم الاستعداد لمساعدة اللبنانيين على انتخاب من يسمونه رئيسأً.
وفي دلالة واضحة على صعوبة انتخاب رئيس ولو بقي الفراغ مستوطنا في قصر بعبدا إلى أمد بعيد من دون توافق اللبنانيين على ذلك ، هو ما أعلنه الرئيس بري في خضم الحديث عن عودة تفعيل عمل الخماسية أنه لو عقدت خمسين جلسة متتالية لن نصل الى رئيس ما لم يحصل حوار بين القوى السياسية، وهذا الموقف ليس جديدا لرئيس المجلس فهو سبق أن كرره عدة مرات وفي أكثر من مناسبة ولم يلق التجاوب المطلوب، وهذا يعني أن حركة الموفدين الدولينن ، لن تسمن أو تغني عن جواع في ما خص انتخاب رئيس ، ما لم تفتح أبواب الحوار الداخلي، وان كان البعض يعتقد بأنه في نهاية الأمر سيتم اسقاط الرئيس في قصر بعبدا بعد التوافق الخارجي على ضرورة ملء الشغور وسوك لبنان طريق الحلول لأزماته.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى