أبرزرأي

 حراك بخاري يُزخّم بعد القمة…والعين على “الاعتدال الوطني”

 حسين زلغوط.

خاص رأي سياسي…

 على مسافة أربعة ايام من انعقاد القمة العربية في الرياض، التي اكتمل عقدها بعودة سوريا الى الجامعة العربية ، بقي الاستحقاق الرئاسي في مهب التأويلات والاجتهادات من دون ان يملك اي طرف من الاطراف السياسية القدرة على تحديد الاتجاه الذي يسلكه هذا الاستحقاق الذي يختلط فيه الحابل المحلي ، بالنابل الاقليمي والدولي ، بفعل الملفات الشائكة والغامضة التي تعصف بالمنطقة ، بالتوازي مع الارباك الداخلي الذي تتحكم فيه التوازنات السياسية الموجودة تحت قبة البرلمان والتي كانت السبب الاساسي في عدم حسم هذا الموضوع على الرغم من تجاوز الشغور الرئاسي الشهر الخامس .

 ولولا الحراك الذي يقوم به السفير السعودي وليد بخاري منذ ان عاد من المملكة بعد عيد الفطر ، لكان الاستحقاق الرئاسي الان نائم في سبات عميق بفعل سياسة الابواب المقفلة التي ينتهجها البعض من القوى السياسية وهو ما يزيد الامور تشابكا وتعقيداً.

 وبغض النظر عن النتائج التي أفضت اليها حركة السفير بخاري الى الان بعد ان التقى غالبية القوى السياسية ، والتي من الممكن ان تبدأ بالترجمة على ارض الواقع في الربع الاخير من الشهر الحالي، فان كل المعطيات تفيد بأن المملكة تأخذ في عين الاعتبار المتغيرات التي طرأت على المشهد في المنطقة ان من خلال تفاهمها مع ايران ، او من خلال انفتاحها على سوريا في طريقة تعاطيها مع ملف انتخاب الرئيس في لبنان ، وهي اخذت قرارها بأن لا تكون طرفاً مع اي فريق في الكباش الحاصل ، بل ناصحة بضرورة مقاربة الملف الرئاسي على قاعدة التفاهم والتوافق، كونها تقرأ جيدا تفاصيل الحياة السياسية في لبنان وهي متيقنة بانه لا يستطيع اي فريق سياسي الاستئثار في عملية انتخاب الرئيس، وان ذلك لن يحصل ولو امتد الفراغ اعواما وليس اشهرا ما لم يركن اهل السياسة في لبنان الى لغة الحوار.

ووفق المعلومات فان السفير بخاري سيواصل لقاءاته الاسبوع المقبل بعد توقف قسري ستفرضه اعمال القمة العربية يوم الجمعة، وستكون الجولة الثانية من لقاءاته اكثر وضوحا بعد انتهاء القمة التي سيحضر الملف اللبناني بقوة في قاعة الاجتماع وفي الاروقة من خلال العديد من اللقاءات التي ستحصل بين اكثر من مسؤول عربي والتي سيكون من بين اطباقها الرئيسية الوضع في لبنان.  

وتؤكد مصادر وزارية ان الاسبوع الفائت لم يحمل اي جديد ، “فالثنائي الشيعي” ثابت على موقفه من ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ، وان كلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله كان واضحا لجهة استحالة الرجوع عن هذا القرار قيد انملة. اما على الضفة الساسية المقابلة فان كل المشاورات التي جرت الى الان لم تثمر بعد تفاهما على اسم موحّد بين معارضي فرنجية، وان كان البعض يتوقع حصول هذا التفاهم في غضون ايام قليلة، من دون الاشارة الى ما سيكون عليه موقف “التيار الوطني الحر” الذي ما زال الى الان يغرد خارج السرب  ، مع كلام عن امكانية عودة وصل ما انقطع بين “التيار” و”حزب الله” ، وهذا في حال حصوله سيحدث خرقا واضحا في جدار الازمة الرئاسية، خصوصا وان هناك من يعمل على استمالة النواب السنة ليكونوا في جبهة واحدة مع داعمي فرنجية، وفي حال تحقق ذلك سنكون امام انتخاب رئيس الشهر المقبل كون ان العامل الخارجي ينتظر العامل الداخلي لاتمام عملية الانتخاب على عكس ما كان يحصل في استحقاقات سابقة، اما في حال “عصلجت” الامور ولم تجري الرياح وفق ما تشتيه سفن الساعين لذلك فإن المراوحة ستستمر.

وتوقفت المصادر في هذا السياق امام الموقف الذي اطلقه النائب سجيع عطية، والذي قال فيه انه “حتى اللحظة تكتل “الاعتدال الوطني” هو في نقاش داخلي ويهمه برنامج المرشح ونحن على مسافة وفي حال ترقب تام بانتظار الشخصية التي سيتفق عليها المسيحيون ليبنى على الشيء مقتضاه”، معتبرا ان “مرونة فرنجية جيدة لكنها غير كافية ويتعين على حزب الله ان يقدم لفرنجية ما لم يقدمه لغيره، ويجب ان يكون لديه جدية بالمبادرة اذ لم يعد لديه حرج للحديث عن سلاحه لانه لم يعد هناك من حاجة له في اليمن أو سوريا”.

ورأت المصادر في كلام عطية بداية انعطافة ستصب بلا شك في مصلحة فرنجية ، وهي ستزيد من ارباك المعارضين لترشحه، خصوصا وان “التيار الوطني الحر” لم يبعث لهم باشارات واضحة عما سيكون عليه موقفه النهائي من ملف الاستحقاق الرئاسي.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى