رأي

باريس:انسحاب الحريري يجب الا يؤثر على الانتخابات

كتبت رندة تقي الدين في صحيفة “النهار” : “تردد ان وزير الخارجية الفرنسي جان_إيف لودريان سيزور بيروت في شباط (فبراير) الحالي، ولكن الناطقة الرسمية باسم الخارجية الفرنسية آن كلير لوجاندر قالت في تصريح خاص الى “النهار العربي” ان ليس هناك من موعد محدد بعد، وتناولت موضوع لبنان الذي رغم انشغال الرئيس الفرنسي بالتصعيد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا فانه يتابعه عن كثب.

وآن كلير لوجاندر المستشرقة التي عملت كسفيرة لفرنسا في الكويت لمدة قصيرة ردت على أسئلة “النهار العريي”. وعن تأثير تخلي الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل عن خوض المعركة الانتخابية المقبلة في لبنان قالت “لعب سعد الحريري دورا محوريا في الحياة السياسية اللبنانية وكنا على اتصال معه خلال سنوات عدة وكان دائماً صديقاً لفرنسا وقد ساهم عبر مختلف مهماته في تعزيز العلاقة الفرنسية اللبنانية. قرار تخليه عن الترشح هو شخصي ونحترمه و ليس لنا أن نعلق عليه. ولكن هذا القرار يجب الا يؤثر على ضرورة اجراء الانتخابات المحددة في 15 أيار (مايو)على أن تجري بشفافية وحياد وهي الظروف التي توصي بها الاسرة الدولية، وما نلاحظه ان عددا من المسوؤلين الدينيين السنة اعربوا عن ذلك” .

وعن سبب عدول لودريان عن زيارة لبنان قالت إنه مستعد لزيارة لبنان مجددا لتقديم الدعم للشعب اللبناني ومواكبة الحكومة اللبنانية في جهودها لانجاز الإصلاحات وتنظيم الانتخابات، و”لكن حتى الآن ليس هنالك موعد للزيارة”.

و عن كيفية دفع المسؤولين في لبنان الى تطبيق قرارات مجلس الامن 1559 و1701 اللذين نص عليهما البيان السعودي الفرنسي وكيفية حث “حزب الله” على تسليم السلاح غير الشرعي الى الجيش اللبناني كما تنص هذه القرارات، اجابت لوجاندر: “فرنسا ملتزمة سيادة واستقلال لبنان وأيضاً انفتاح لبنان على بيئته العربية والمتوسطة، كما هي ملتزمة بحرصها على نأي لبنان عن الازمات الإقليمية طبقاً لقرارت مجلس الامن حيث لعبت فيها فرنسا دوراً أساسياً. وفي هذا الاطار نتوقع من “حزب الله” أن يتخلى عن الإرهاب وعن المكافحة المسلحة وان يتصرف كحزب لبناني يحترم السيادة اللبنانية وسيادة الدول الأخرى في المنطقة. فرنسا تدين بقوة نشاطات الذراع العسكري لحزب الله كما نعيد تذكيره باستمرار. وفرنسا تدعم مع حلفائها الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي وقد نظمت في تموز (يوليو) الماضي مؤتمرا لدعم الجيش اللبناني ترأسته وزيرة الدفاع فلورانس بارلي. وفرنسا تساهم في دعم هذا الجيش للقيام بمهماته على كل الأراضي اللبنانية بما فيها منطقة انتشار قوات اليونيفيل حيث على الجيش اللبناني ان يتسلم تدريجيا كامل المهمات التي تتحملها حاليا اليونيفيل بحسب القرار 1701 وفرنسا تبقى ملتزمة هذا القرار. وهي تستمر وشركاؤها في الخليج في بذل هذا الجهد لدعم الجيش وتقويته ودفعه الى الانتشار على كل الأراضي اللبنانية. اذ ان كلا من الشركاء ينبغي ان يقوم بدوره لاخراج لبنان من الازمة. وهذا الدور يعود بشكل أساسي الى شركاء لبنان التقليديين في المنطقة “.

وعن سبب عدم بلورة القرار السعودي- الفرنسي بعد زيارة ماكرون الى السعودية ولقائه ولي العهد لانشاء الصندوق الفرنسي السعودي وعودة اهتمام السعودية بلبنان قالت: “ما نراه أن لبنان يواجه ازمة عميقة خطيرة وانه بحاجة الى جميع شركائه الدوليين والاقليميين لمواجهة هذه الازمة وعندما زار الرئيس ماكرون شركاءه في الخليج أجرى تعبئة القيادات في السعودية والامارات وقطر لدعم الشعب اللبناني والاتصال الهاتفي الذي جرى من ولي العهد السعودي والرئيس ماكرون برئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي كان بمثابة رسالة تدعو وتطالب الرئيس ميقاتي باجراء الإصلاحات المطلوبة . والرئيس الفرنسي وولي العهد قررا انشاء هذا الصندوق لتقديم الدعم المباشر لمشاريع يتم تحديدها بدقة عبر آلية شفافة وفاعلة وهناك ضرورة ملحة لذلك “.

وعن تأخير انشاء هذا الصندوق قالت: “نحن مستمرون في العمل لهذا الصندوق مع شركائنا السعوديين لانشاء وتنفيذ ذلك بسرعة لوضع آلية شفافة لتحديد المشاريع التي ينبغي دعمها . ونحن بحاجة ان تقوم السلطات اللبنانية بالإصلاحات التي تقع على عاتقها. وعاودت حكومة ميقاتي اجتماعاتها وينبغي ان تعمل بسرعة لتنفيذ الإصلاحات وانشاء اطارمن اجل الحصول على الثقة الدولية لتلقي الدعم وهذا يتطلب التقدم في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي .”

وعن انطباع البعض في لبنان ان الرئيس ماكرون حريص على تجنيب الانتقادات لـ”حزب الله” عبر التحاور معه، قالت: “نحن نتحاور مع الجميع في لبنان وفي المنطقة. وقد اظهرنا ذلك خصوصا عندما زار الرئيس الفرنسي دول الخليج وتمكن من تسهيل عودة الحوار بين دول الخليج ولبنان فهذا لم يكن حاصلا قبل ذلك. ولدينا حوار أيضا مع ايران فعندما اتصل الرئيس ماكرون بنظيره الإيراني إبراهيم رئيسي في مطلع هذا الأسبوع تحدث معه عن لبنان ومضمون الحديث يبقى خاصا للرئيسين. أما عن حزب الله فيمثل قوة سياسية لبنانية ممثلة في البرلمان ولفرنسا حوار مع شقه السياسي يرتكز على مبادئ ومتطلبات واضحة من جانبنا معروفة من الجميع ومن الاسرة الدولية وحوارنا مع الحزب دون أي تهاون .لقد قمنا بادانة عرقلتهم لعمل القضاء في التحقيق حول المرفأ وعرقلة العمل الحكومي ونحن نعرف ان هذا التعطيل كان مرتبطا باعتبارات سياسة داخلية .”
وعن قصف الحوثيين الامارات وهم شركاء للحزب قالت: “لقد أدنا بقوة قصف الطائرات دون الطيار للامارات فهذا الهجوم يجب ان يتوقف فورا وهو غير مقبول ونحن متضامنون كليا مع شريكتنا الامارات ونقف الى جانبها وندعو الى تخفيف التصعيد في المنطقة”.

وعن نتيجة زيارة بيار دوكان المنسق الفرنسي للمساعدات الدولية لبنان، قالت: ليس للبنان أي حل الا التوصل الى اتفاق مع صندوق النقد الدولي وما نلاحظ ان التحاور بين المسوؤلين اللبنانيين وصندوق النقد يأخذ الاتجاه الصحيح وينبغي ان يستمر ويتم الإسراع به. ودوكان ممثل فرنسا ولكن ليس هو البديل للمفاوضين اللبنانيين ولصندوق النقد الدولي بل هو يلعب دورا كاملا لدفع اللبنانيين الى تنفيذ الإصلاحات الأولى قبل انتخابات أيار لتستجيب الحكومة لحاجات اللبنانيين الضرورية وإعادة بعض الخدمات العامة للبنانيين ومكافحة الفساد فهذا هدف عمل بيار دوكان مع السلطات اللبنانية .”

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى