رأي

انتظار قلق لزيارة بايدن كمحطة مفصلية

روزانا بو منصف- النهار

قد تكون زيارة الرئيس الاميركي #جو بايدن الى المنطقة ولقائه في جدة دول مجلس التعاون الخليجي الى جانب #مصر والاردن و#العراق من اكثر الزيارات الاميركية على هذا المستوى اثارة للتساؤلات غيرها في اي مرة سابقة ازاء ما يمكن ان تخرج به هذه الزيارة على مستوى العلاقات الاميركية مع المملكة السعودية كما مع دول مجلس التعاون والدول الاخرى كذلك . فجميع هذه الدول او غالبيتها تشكو من عدم تفهم واستيعاب اميركي لاوضاعها وعدم تعامل ندي وفق المستوى المطلوب على نحو يذكر الى حد كبير بالتعاطي مع الادارة الديموقراطية السابقة برئاسة باراك اوباما. اذ انه حتى لو ان التواصل الاميركي العربي استمر دائما ولكن لا يمكن القول انه كان دوما في احسن احواله تحت شعار كبير ان التعاطي مع الادارات الاميركية ” شر لا بد منه ” كمقياس لعدم الرضى عموما عن مسار العلاقات.

طارت حتى الان جملة توقعات او سيناريوهات رسمت لهذه الزيارة تراوحت بين دفع العلاقات بين المملكة السعودية واسرائيل قدما من خلال التشجيع على تطبيع العلاقات بين البلدين وصولا الى الكلام على احتمال نشوء ناتو عربي على غرار الناتو لدول حلف شمال الاطلسي يجمع بين دول المنطقة واسرائيل في وجه ايران التي برعت في دفع الدول العربية بعيدا من علاقات طبيعية وثيقة معها لمصلحة اسرائيل في ظل ما تتهدد به الدول العربية التي يقول مسؤولوها انهم باتوا يسيطرون على عواصم اربع دول منها . هذان السيناريوان تم دحضهما بطريقة او باخرى نتيجة طبيعية لعدم نضوج الامور في المنطقة الى هذا الحد من جهة وابقاء #الولايات المتحدة على خط تواصل ايجابي مع طهران بالحد الادنى بحيث لا يقع في مصلحتها دفع الامور الى حد تصعيدي او تهديدي الى هذه الدرجة ، وذلك على رغم اعلان واشنطن فشل المفاوضات مع ايران التي جرت اخيرا في الدوحة .ولكن يراد طبعا لزيارة بايدن ان تكون محطة مفصلية تحقق مكاسب للادارة الديموقراطية. وثمة دفع اميركي واضح مشجع على زيارة بايدن الى المملكة السعودية نظرا الى رفضه السابق ابان حملاته الانتخابية وحتى في الاشهر ١٨ الاولى من ولايته الانفتاح بايجابية على خلفية جملة اعتبارات في مقدمها الحاجة الماسة للادارة الديموقراطية الى تأمين رفع الانتاج النفطي من المملكة السعودية ودول الخليج تحت وطأة العقوبات الغربية على روسيا ما ادى الى رفع مستوى التضخم في اميركا وغالبية الدول الاوروبية . وهذا التحدي الاميركي الداخلي يتهدد الادارة الديموقراطية في انتخابات الكونغرس النصفية التي ستجرى في مطلع تشرين الثاني المقبل، ومن هنا المصلحة الاميركية المباشرة في تغيير المقاربة التي اعتمدتها الادارة منذ بدء ولاية بايدن . يضاف الى ذلك توسيع المملكة ودول المنطقة مروحة علاقاتها الدولية مع روسيا والصين وعدم قصرها على الولايات المتحدة كحليف موثوق اعلن عدم رغبته في الاستمرار في الانخراط في المنطقة ومشاكلها . اضف الى ذلك الحاجة الى اجماع ليس متوافرا في الواقع في التعامل مع الحرب الروسية ، وهو امر يواجه الولايات المتحدة حتى في اجتماعات مجموعة العشرين في اندونيسيا راهنا والتي يحضرها وزراء الدول المعنية . اذ انه وعلى رغم من العقوبات الغربية والجهود المبذولة لعزل موسكو ، يتوقع على نطاق دولي واسع أن تزداد أرباح روسيا من صادرات الوقود الأحفوري هذه السنة نتيجة لارتفاع قياسي للاسعار وزيادة التجارة مع الهند ودول آسيوية أخرى. وفقًا لتقرير صدر في 13 حزيران عن مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف ، قام العديد من أعضاء مجلس الامن الدولي ، بما في ذلك الصين وفرنسا والهند والإمارات العربية المتحدة ، بزيادة واردات الوقود الروسي المخفض في المائة يوم الأولى من الحرب. وتقول مصادر ديبلوماسية معتمدة في موسكو ان لا تأثيرات ظاهرية مهمة للعقوبات على روسيا التي تتمتع بموارد القمح من جهة والطاقة من جهة اخرى من دون ان يعني ذلك عدم تعثرها في الحرب على اوكرانيا او خسائرها الدولية . ولكن التحديات لادارة بايدن في هذه المرحلة باتت تشمل التغيير المرقب في القيادة الاسرائيلية فيما انه ليس معروفا عن بايدن صداقته مع رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو الطامح الى السلطة مجددا وكذلك انهيار الحكومة البريطانية في هذه الظروف في الوقت الذي يعتبر بوريس جونسون من اشد المعبرين بقسوة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والداعمين لاوكرانيا.وهذا لا يعني تغيرا في السياسة البريطانية بل واقع الحكومة الانتقالية والازمة السياسية .

هناك انتظار قلق لما ستسفر عنه زيارة بايدن من نتائج انطلاقا من انه حتى لو لم يكن لبنان احد المواضيع على اي هامش ما، فان الدينامية التي ستطلقها هذه النتائج يرجح ان تتردد اصداؤها في لبنان في المرحلة المقبلة لا سيما ان الاخير يتأثر باي نسمة هواء تهب في المنطقة في الوقت الذي ثمة تلاق عربي اميركي الى حد كبير على الحؤول دون المزيد من انهيار الوضع اللبناني وانزلاقه تهديدا لاستقرار المنطقة. وينقل عن احد المسؤولين في هذا الاطار ان هناك خلطا جاريا للاوراق في المنطقة ولم يتم توزيعها بعد ما يثير التساؤل اذا كان يمكن الذهاب الى حكومة جديدة في هذه المرحلة قبل اي شيء اخر قبل اتضاح الرؤية الى حد ما .

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى