شؤون دولية

امير مغربي ينتقد بايدن بشدة: الزيارة الأخيرة لم تغير شيئا في السياسة الأميركية في المنطقة والقضية الفلسطينية تبقى متجذرة في الواقع الإقليمي

اعتبر الأمير المغربي مولاي هشام العلوي، أن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط في تموز/يوليو الماضي/ لم تغير شيئا في السياسة الأميركية في المنطقة.
وفي مقالة له، قال إنّ القضية الفلسطينية تبقى متجذرة في الواقع الإقليمي وفي ذاكرة الشعوب، وذلك ان رُغم غيابها عن جدول أعمال الدبلوماسيتين الغربية والعربية، مشددا على أنه لا يمكن القضاء بسهولة على تطلّعات الشعوب للتحرّر.
وقال ان زيارة الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، كانت تهدف بالأساس إلى خفض أسعار الطاقة في أعقاب الحرب في أوكرانيا التي تتهدد الاقتصاد العالمي، ولذلك تجاهل بايدن المسألة الفلسطينية، تاركاً الشعب الفلسطيني مهمّشاً أكثر من أيّ وقت مضى.
ووجه الأمير المغربي في مقاله على موقع “أوريون 21” الفرنسي، انتقادات قوية الى زيارة الرئيس الأميركي، مشددا على أن بايدن لم يضع تنازلات سلفه دونالد ترامب لإسرائيل موضع تساؤل، ولم تلقَ المستوطنات الإسرائيلية أيّ إدانة رسمية، مضيفا أنه ما زالت القنصلية الأميركية في القدس ]الشرقية[ مغلقةً، بما يؤيد المطالبة الإسرائيلية بهذه المدينة المتنازع عليها. كما لا يزال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن مغلقاً. ورغم أنّ الولايات المتحدة ملتزمة بدعم حلّ الدولتين، لكنّها لم تعرض إطاراً لمفاوضات جديدة. أعاد بايدن بالطبع المساعدات إلى الفلسطينيين، بيد أنّ ذلك سيتيح فقط البقاء للسلطة الفلسطينية الفاسدة وعديمة الفعالية.
واعتبر في مقالته انه لطالما كانت هذه اللامبالاة جزءاً من السياسة الخارجية الأميركية في المنطقة، إلا أنّها تعكس اليوم التراجع الكبير لفلسطين في العالم العربي. إذ تغيّر إدراك المسألة الفلسطينية على مدار العقد الأخير، بينما كان النظام الإقليمي في العالم العربي يتغيّر. لكن الرأي العام في كامل المنطقة يبقى مؤيداً للفلسطينيين بقوّة، ويبدو تأييده لاتفاقات أبراهام والتطبيع مع إسرائيل فاتراً على أقلّ تقدير. لكن التضامن لا يعني دوماً التعبئة.
ونبه الى أن القضية الفلسطينية، لم يعد لها القدر نفسه من التأثير على السياسات الوطنية مقارنةً بالذي كان في الماضي. إيديولوجياً، تكبّد الفلسطينيون ثمن تراجع الأيديولوجيات الوحدوية عربياً، سواء بما يخص القومية العربية أو الإسلام السياسي، والتي كانت تحثّ على دعم تقرير الفلسطينيين لمصيرهم. بالإضافة إلى ذلك، على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، فإنّ عدّة دول عانت منذ بدء الربيع العربي من نزاعات أو عمليات انتقال سياسي مضطربة. وصارت مجتمعات الدول العربية تصبّ اهتمامها أكثر على النزاعات المحلية لأجل الكرامة والعدالة، بدلاً من الشواغل الإقليمية على غرار فلسطين.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى