النصف الأجمل في هذا الكون!
كتبت صحيفة “اللواء”:
هي الأم، الأخت، الزوجة، البنت، الزميلة، الحبيبة، العاملة، المناضلة، وبإختصار هي النصف الأجمل للمكوّن الإنساني في هذا الكون.
هي حاضرة في كل يوم، وفي كل ساعة، وفي كل دقيقة، بل وفي نبض كل شرايين الحياة.
وهي موجودة على إمتداد الجغرافيا الإنسانية، شرقاً وغرباً، شمالاً وجنوباً، وفي كل بقاع الأرض، وصولاً إلى الفضاء.
هي سر الحياة البشرية، ومنبع الحنان والمحبة، وشلال العطف والتضحية، ومصدر الأمن والأمان للأجيال الجديدة. بلاها لا وجود لإستدامة الحياة على الأرض، مهما بلغت تقنيات العصر التكنولوجي.
هي الأنثى شريكة الوجود الإنساني إلى جانب الذكر، ولكن الطغيان الذكوري سلبها حقوق المشاركة الطبيعية، وتعامل معها وكأنها إنسان درجة ثانية، وعند البعض درجة عاشرة.
لا ضرورة ليوم ٨ آذار حتى نتذكر الهوان التي تعيشه المرأة في مجتمعاتنا العربية، وخاصة في لبنان، سواء على صعيد العنف الأسري، أو الحرمان من بعض الوظائف القيادية، أم التنكر لحقها في خدمة وطنها في المناصب النيابية أو الوزارية، أو حتى في حرمانها من حق الحضانة لأطفالها، فضلاً عن التمييز الأسري في التعامل مع الصبي والبنت، وكأن الأول مزيج من ذهب، والبنت تتكون من تنك!
لا لزوم لإستحضار الإحصاءات والدراسات الدولية والوطنية لإثبات حجم الظلامة اللاحقة بالمرأة اللبنانية، التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى ما يشبه الديكور في الحكومات اللبنانية، أو حتى في اللوائح الإنتخابية، وصولاً إلى مجلس النواب حيث لا يتعدى عدد النواب الأناث أصابع اليد الواحدة، ويتم الإكتفاء بوزيرة واحدة في تشكيلات معظم الحكومات اللبنانية. وفي كل الحالات يتم التعامل مع المكون الأنثوي من باب رفع العتب من قبل المنظومة السياسية الذكورية بإمتياز.
حاول الرئيس ميشال سليمان في خضم وضع قانون إنتخابي عصري في عهده، أن يُدخِل نظام الكوتا النسائية في صلب القانون الإنتخابي، ولكن الرفض المستميت من أكثرية الطبقة السياسية أجهض المحاولة الإصلاحية والحضارية بإمتياز. وبقيت حصة المرأة أشبه بالفُتات الذي يجود به الزعيم، أو رئيس الحزب!
صبراً يا نساء بلادي.. لا بد لهذا الليل من آخر!