خاص “رأي سياسي”
في ظل اجواء اقليمية ودولية ملبدة وفي ظل واقع محلي مزري، يزرو الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش لبنان حاملا في جعبته كلاما اعتاد ان يسمعه أهل الحكم في لبنان مفاده أن الدول تقف الى جاب اللبنانيين وتستغرب عدم مضي الحكومة بالاصلاحات اللازمة وتصر على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها.
غوتريش الذي يواصل جولته اللبنانية محاولا الوقف على اوجاع الناس وهمومهم عبر زيارته طرابلس وعبر سلسلة لقاءات سيعقدها مع ممثلين عن المجتمع المدني، كان قد التقى رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي معلنا ان “لبنان أولوية في الاستراتجيات والتوجهات الدولية ولا احد يرغب في سقوط هذا البلد الذي نحزن جدا لمعاناة شعبه من الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتلاحقة”.
وفي الغضون والى جانب حراك الزائر الأممي، ظهر الى العلن في الأمس الخلاف او الاختلاف بين الرئيسن نبيه بري وميقاتي، اذ بعد لقاء جمعهما في عين التينة خرج الأخير مسرعا ومهرولا محاولا اخفاء عصبيته التي بانت على وجهه والتي تظهرت من خلال الأخبار المسربة عن امكانية اعلان ميقاتي استقالة الحكومة.
في هذا الاطار يقول عضو كتلة “الوسط النيابية” النائب علي درويش لـ”رأي سياسي” أن “زيارة غوتيريش للبنان تؤكد حرص الدول على بلدنا، لا بل تشير الى ان لبنان مازال نقطة تقاطع واهتمام دولي، ففي الشكل بدت الزيارة موفقة جدا من حيث التوقيت ومن حيث الجولة التي قام وما زال يقوم بها الامين العام.
أما في المضمون فالمهم هو المواضيع التي تم طرحها والتي يمكن تلخيصها في 3 عناوين اساسية: ترسيم الحدود والتنقيب عن النفط بالاضافة الى الانتخابات النيابية والاتفاق مع صندوق النقد الدولي، واننا نرى في العنوانين المطروحة نوعا من خارطة طريق لبداية وضع لبنان على سكة الحلول الممكنة”.
وعن لقاء الرئيسين بري وميقاتي أكد درويش أن “هناك من حاول بث الكثير من السلبية وطرح الأمور كأنها وصلت الى حائط مسدود، لكن الحقيقة انه وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة والسوداوية المستمرة، ما زالت قنوات الحوار مفتوحة والرئيس ميقاتي مستمر في مهامه الدستورية وباحترامه المطلق للدستور وحتى الساعة لا يمكن الحديث لا من بعيد ولا من قريب عن استقالة للحكومة انما الاجدى الكلام عن موعد قريب لانعقاد هذه الحكومة علها تخفف من الام الناس”.