شؤون لبنانية

المكاري: خصوم السياسة يتفقون على قطع طريق بعبدا رغم اختلافهم

 رعى وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، احتفال إطلاق منصة “بالوسط”، خلال إفطار في فندق “موفنبيك” – بيروت، في حضور المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر ممثلا الوزير، وعدد من النواب وشخصيات اعلامية وفنية.
 
بعد النشيد الوطني وعرض فيديو مصور عن تحضيرات إطلاق المنصة، ألقى المستشار فيها محمد شهاب كلمة قال فيها: “سألني كثر منكم ما الذي أتى بي من عالم التجارة الى عالم الإعلام؟ باختصار أجبت أنه كان لي هدف في استثمار الطاقات الشابة في عالم الإعلام. لم يكن كلامي شعريا بل حقيقة وواقعا. أصبحت اليوم فخورا بطاقم العمل في هذه المنصة وهم في متوسط العمر، أي لم يتجاوز أغلبهم الثلاثين. واستطعت من خلال المنصة أن اجمع ما لم تستطع أن تجمعه السياسة في فريق عمل واحد متجانس من مختلف الانتماءات السياسية والديانات”.
أضاف: “بفضل جهودهم كان لنا ان نطلق برامج متنوعة، أخذت منا الجهد والتعب والسهر وأكسبتنا المعرفة، فمنها تعلمنا وصنعنا محتوى مميزا نتمنى أن ينال إعجاب الجميع بإذن الله”.
وألقى وزير الإعلام كلمة قال فيها: “سعيد بوجودي معكم وبينكم الليلة، في احتفال إطلاق منصة “الوسط الإخباري” التي أريد لها من اسمها أن تكون في الوسط، وما أحوجنا إلى وسطيين معتدلين، يتقنون لغة العقل، لا لغة الغرائز الحزبية والطائفية والمذهبية. وسعيد أيضا، لأن مدماكا يضاف إلى صرح الصحافة اللبنانية التي لطالما قدمت مضمونا بالغ الغنى والأهمية، وأثرت مهنة المتاعب بأسماء علمت حروفها، كانت ولا تزال تاريخا في التاريخ”.
أضاف: “سعيد أيضا وأيضا لأن هذا اللبنان الصغير بمساحته، يثبت كل يوم أنه كبير بشعبه. حبر العقول مصادر ثروتنا لا الغاز القابع في بحرنا، وقد أصابت “خطة ماكينزي” بتوصيفها القطاع الخاص اللبناني بالمجنون، وأنا سعيد بهذا الجنون. رجل أعمال يعود إلى بلده لبنان ليستثمر في الإعلام. القطاع الخاص في لبنان فعلا مجنون، ويمكنه أن يكون عنصر قوة للدولة الضعيفة في ما لو أرادت الخروج من أزمتها”.
وتابع: “كتب كبير الصحافة اللبنانية والعربية غسان تويني مرة: “لبنان يكاد يزال لولا الأعجوبة فيه”. والإنسان اللبناني هو الأعجوبة. ما أقدم عليه الأستاذ محمد عطاالله دليل على أنه يمكننا الإطباق على الأزمة الاقتصادية بكماشة اللبناني المقدام. فتح الباب لعدد لا يستهان به من العاملين في قطاع الإعلام، وأنا في المقابل أفتح بابي له ولكل مستثمر في مجال الإعلام، لأننا معا نعلي البنيان. إنه سر الجينات اللبنانية التي تمكن اللبناني من النجاح والتفرد والتميز والصعود إلى القمة رغم كل المعوقات”.
وقال: “لفتتني مرة مقالة للصحافي المصري عمادالدين أديب بعنوان “المهنة لبناني”، ذكر فيها أن رئيس الحكومة الراحل الشهيد رفيق الحريري كان يفاخر أن هناك لبنانيا يعيش في أفريقيا السوداء، كان يذهب أسبوعيا إلى عمله في أحراج ساحل العاج بواسطة مظلة. أليس ذلك إعجازا لبنانيا؟ ويستشهد أديب في المقالة بقول لسيدة أميركية عاشت سنوات في لبنان، مفاده “أن تكون لبنانيا هذا ليس من قبيل الجنسية، إنها مهنة عظيمة تعلمك القدرة على الحياة”. نعم، أن تكون لبنانيا فأنت صاحب مهنة، وأنت صاحب عزيمة، وأنت صاحب قصة نجاح”.
أضاف: “لو جمعنا قصص النجاح اللبنانية في العالم، لشعرنا بأننا أعظم شعوب العالم. هكذا هو اللبناني. مجموعة فرسان شجعان في إنسان متعدد المواهب والوزنات والطاقات. كل لبناني هو مجموعة إنسان. ينجح اللبناني فيما يفشل سواه، ولكن يفشل اللبناني فيما ينجح سواه. هل تعلمون أين نفشل؟ نفشل في السياسة. ننجح في كل شيء ونفشل في السياسة لأن “ديموقراطيتنا” خاصة جدا. فجأة، خصوم السياسة يتضامنون جدا، مع أنهم مختلفون جدا. مختلفون جدا ومتفقون جدا. يتفقون على قطع طريق بعبدا رغم اختلافهم، ونبقى أشهرا في جمهورية الرأس المقطوع، ويرددون مع الصحافي الكبير طلال سلمان “الفراغ يطلب تمديد رئاسته”.
وختم المكاري: “نسير إلى هلاك عظيم، لأن الوضع لا يحتمل ترف الانتظار. موالون لمن؟ ومعارضون لم؟ وعلى قولة زياد الرحباني: لتكون معارض وتقلب الدولة لازم يكون في دولة”. بصراحة لم نتسلم دولة. أنتم الدولة، وكل واحد فيكم رأسمالها، وتمنياتي لكم بالتوفيق والاستمرار”. 
في الختام، قطع قالب الحلوى للمناسبة في حضور المكاري وفريق العمل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى