أبرزرأي

المعركة الأخيرة

كتب إدوارد لوزانسكي في “إزفيستيا”: ربما لم يحدث من قبل في تاريخ الولايات المتحدة أن اتسمت انتخابات الكونغرس النصفية بمثل هذه الأجواء الساخنة والخطاب المتشدد.

يبدو أن هذه “معركتنا الأخيرة والحاسمة”. في الواقع- كما قال الرئيس بايدن- “في أعماقنا نعلم أن الديمقراطية مهددة”. ففي رأيه، إذا خسر الديمقراطيون، فإن الأغلبية في الكونغرس ستكون من أولئك الذين يسميهم باستمرار إرهابيين محليين. مشيرا بذلك، طبعا، إلى أنصار ترامب، الذين تجاوزت شعبيتهم في استطلاعات الرأي الأخيرة شعبية بايدن. ولا يتعلق الأمر فقط بالصراع السياسي. فإذا انتصر الجمهوريون، سوف تستأنف التحقيقات في أعمال الديمقراطيين غير اللائقة بطاقة مضاعفة.

من خلال التأكيد على الديمقراطية، يبدو أن الرئيس نسي أن الأمريكيين، تقليديا، يهتمون أكثر بالاقتصاد. فارتفاع الأسعار والتضخم وفتح الحدود الجنوبية وانتشار الجريمة هي أكثر التهديدات خطورة على الديمقراطية. إذا فاز الجمهوريون، فبالإضافة إلى الإجراءات السياسية، قد يجبرون الإدارة على حل المشاكل الداخلية المذكورة أعلاه. لكن لسوء الحظ، لا ينبغي أن نتوقع أي تغييرات خاصة في السياسة الخارجية، بما في ذلك في مسألة دعم أوكرانيا.

في الوقت الحالي، الغالبية العظمى من أعضاء الكونغرس، بين الديمقراطيين والجمهوريين، غير مستعدة للتخلي عن فكرة عالم أحادي القطب تحت قيادة الولايات المتحدة. لا تخفي المؤسسة حقيقة أن الهدف الأكبر لسياستها ليس دعم شعب أوكرانيا أو ديمقراطيتها، إنما إضعاف روسيا التي ترفض الاعتراف بهذا النظام العالمي.

هناك قوى في أمريكا تتفهم ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من مآسي، لكن أصواتها حتى الآن لا تؤخذ بعين الاعتبار من قبل البيت الأبيض والكونغرس، ونادرا ما توفر لها وسائل الإعلام الأمريكية منبرا للتعبير عن آرائها.

وإذا ما فاز الجمهوريون، فقد يزداد عدد “المنشقين” في الكونغرس. وإذا ما أعلن ترامب، الذي يطالب بوقف الصراع الأوكراني، عن نيته الترشح وإدراج هذه المبادرة في برنامجه الانتخابي، فقد يبدأ التحرك في هذا الاتجاه.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى