أبرزرأي

المعارضون لفرنجية عالقون بين مطرقة باسيل وسندان جنبلاط

حسين زلغوط.

خاص رأي سياسي…

أما وقد انتهت القمة العربية التي انعقدت في جدة الى ما انتهت اليه من قرارات حول مختلف الملفات والقضايا المفتوحة في المنطقة، وعرف لبنان حصته من الاهتمام العربي بأزماته، فقد انصرف كل فريق لبناني الى قراءة ما بين سطور البيان الختامي ليبني على الشيء مقتضاه من مواقف في المرحلة القادمة حول الاستحقاق الرئاسي ، خصوصا وأن اي موقف عربي مباشر لم يصدر في هذا المجال من شأنه ان يجعل الرؤيا واضحة حول هذا الاستحقاق ، حيث لم تخرج الفقرة المتعلقة بلبنان عن المألوف والتوقعات.

واذا كان الرئيس نجيب ميقاتي الذي مثل لبنان في هذه القمة قد ذهب مباشرة الى تشخيص الداء اللبناني حيث يستحيل التفاهم على انتخاب رئيس، فقد ناشد العرب رعاية حوار لبناني- لبناني لبلوغ الهدف ادراكا منه بأن الابواب الداخلية مؤصدة وان الاستمرار على هذا المنوال لفترة اطول سيزيد من حالة الانهيار الحاصلة.

لقد قال ميقاتي كلمته وغادر المملكة العربية السعودية وترك لقابل الايام معرفة مدى التجاوب العربي مع هذه المناشدة التي سيكررها بالتاكيد امام السفير وليد بخاري الذي سيعود ويلتقيه في فرصة قريبة ، وهي ستكون عنوان اي تحرك بعد ان سدّت كل السبل امام التوافق على رئيس للجمهورية.

حتى الساعة الموقف العربي واضح للبنانيين ، بأن حلوا مشاكلكم بأنفسكم ونحن سنساعد بقدر المطلوب، اما لناحية رعاية حوار على شاكة الحوار الذي انبثق منه اتفاق الطائف، او الحوار الذي انتج اتفاق الدوحة لم تنضج ظروفه وان حصوله يصبح ممكناً بعد ان تفشل كل المساعي على قاعدة “ان اخر الدواء الكي”.

في الداخل اللبناني كل فريق قرأ ما حصل في جدة من زاوية مصالحه ، وترجم ذلك بمزيد من التصلب في المواقف، وقد تصرف البعض وكأن القمة العربية لم تنعقد، وكأن لبنان لم يكن حاضرًا في المشاورات الجانبية التي حصلت على هامش هذه القمة. ف”الثنائي الشيعي ” ماض في ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، بينما المعارضة لهذا الترشيح تزداد حالة ارباكاتها خصوصا وان “التيار الوطني الحر” لم يحسم خياراته وبالتالي فانه ما زال يشكل “نقزة” عند من هو في الضفة المعارضة لفرنجية، وقد ارفع منسوب هذه “النقزة” بفعل موقف عضو “التيار” النائب الان عون الذي قال بأن “التيار” اذا ما قرر ترشيح احد فانه سيرشح واحددا من داخله، وبذلك يكون “التيار” قد غرد خارج السرب ، وتكون المعارضة قد قطعت اي امل بوقوف “التيار” الى جانبها في المعركة التي تخوضها لاسقاط خيار فرنجية.

كما ان هناك قلق ينتاب المعارضة من موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي ما زال بالنسبة اليهم موقفاً رماديا مع ميل الى قناعة بان رئيس الاشتراكي آجلاً ام عاجلاً سيعود الى جانب حليفه الرئيس نبيه بري.

من هنا، فان العارضة ما تزال غير قادرة على طرح أي اسم ، وفي المقابل فان حظوظ فرنجية ما تزال اسهمها ترتفع وهي تلتقي مع تقاطعات عربية واجنبية بما يجعل هذا الرجل يرتاح الى وضعه الا في حال ظهرت تسوية اقليمية ودولية من العيار الثقل حتمت عليه الخروج من حلبة السباق الرئاسي.

ووفق ما هو متوقع فان السفير السعودي سيعاود تحركه وهو سيقوم مجددا بمروحة من الاتصالات واللقاءات لاستمزاج اراء المسؤولين اللبناني من قمة الرياض اولاً، ومن ثم معرفة ما اذا كان هناك من جديد لديهم بخصوص الاستحقاق الرئاسي ثانيا، وهو سيمضي في حض اللبناني على ضرورة الاسراع في التفاهم على انتخاب رئيس ، كون ان انجاز هذا الاستحقاق سيفتح الأفق واسعا امام الدعم الدولي من “اصدقاء لبنان” كما انه سيسهل عودة المستثمرين العرب وخصوصا السعوديين الذين يتأهبون للعودة الى لبنان في ما لو عاد الاستقرار العام وانتظم عمل المؤسسات، من دون اغفال ان “اللقاء الخماسي” ما زالت الخطوط مفتوحة في ما بين اعضائه وهو قد يلتئم في اي وقت اذا كانت هناك من امور طارئة من شأنها ان تضيف جديدا على المشهد الرئاسي في لبنان.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى