
كتب سلطان مساعد الجزاف في صحيفة القبس.
«المستقبل.. خليجي» هو الشعار الذي جسد القمة الخليجية الـ45 التي (تستضيفها) استضافتها الكويت، وهي تعبر عن رؤية طموحة لمستقبل دول مجلس التعاون الخليجي. دول المنطقة الخليجية تمتلك من المقومات الاقتصادية والمالية، واستقرارا سياسيا، إضافة إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي ما يؤهلها لتكون محورا رئيسيا في النظام العالمي. ومع تصاعد التحديات السياسية والاقتصادية العالمية، فإن المستقبل يحمل فرصة سانحة لـ«نمور الخليج الستة» لتأخذ مكانتها في المشهد العالمي.
هناك تطورات بارزة وانفتاح عالمي تشهدهما المنطقة، بالنظر إلى مسيرة دول الخليج في السنوات الماضية نجد تطورات سريعة ومهمة أصبحت محط أنظار العالم، فأصبحت أكثر انفتاحا على العالم في المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والسياحية، فقد بادرت دول المجلس ببناء شراكات استراتيجية مع تكتلات ومنظمات دولية وإقليمية، مثل الاتحاد الأوروبي، منظمة آسيان، آسيا الوسطى، وجمهورية الصين وشراكات أقتصادية مع دول افريقيا وهذه الخطوات سوف تعزز مكانتها ككتلة إقليمية ذات ثقل عالمي.
بالاضافة إلى هناك الرؤى الاقتصادية والتنموية حيث تنفرد دول الخليج برؤى تحولية كبيرة ومتنوعة تعكس طموحاتها مثل رؤية السعودية 2030، ورؤية الكويت والإمارات، قطر، عمان، والبحرين المتنوعة في استراتيجيتها ومجالات المختلفة، مثل السياحة والخدمات والترفيه والطاقة النظيفة والتكنولوجيا والاقتصاد الرقمي. هذه التحولات تشبه النهضة التي شهدتها «النمور الآسيوية» في مطلع التسعينيات، ما يجعل من دول الخليج نموذجا واعدا للنمو السريع والمستدام.
متطلبات المرحلة المقبلة لضمان استمرارية هذه النهضة، يتعين على دول مجلس التعاون الخليجي تبني سياسات مبتكرة ومستدامة تشمل التنوع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على النفط وتعزيز القطاعات البديلة والابتكار في الطاقة المتجددة. والأهم من ذلك الاستثمار في رأس المال البشري وتحسين التعليم والتدريب لمواكبة التطورات العالمية. وأخيرا يجب تعزيز التكامل الخليجي بين الدول الأعضاء ومحيطها.
المستقبل الواعد بفضل من الله وبالقيادة الحكيمة لدول مجلس التعاون الخليجي والرؤى الاستراتيجية التي تحمل وعودا كبيرة لدول الخليج. ومع استمرار العمل الجاد والاستثمار في الابتكار والتنمية المستدامة، ستظل دول الخليج نموذجا للنهضة في ظل المتغيرات التي يعيشها العالم حاليا، بإذن الله.