صدى المجتمع

المجتمع المدني والمنظمات الشبابية في عكار: على مجتمعنا خوض معركة التكوين على المواطنة وجعلها سلوكا وممارسة يومية

نظم “المجتمع المدني والمنظمات الشبابية في محافظة عكار” ورشة تفكير ونقاش بعنوان “المجتمع المدني والمنظمات الشبابية في محافظة عكار: أي دور في بناء المواطن المستنير؟”، في في إطار التعاون المستمر بين “مركز تموز للدراسات والتكوين على المواطنية” و”مركز عكار للدراسات والتنمية المستدامة”، وبدعم من مؤسسة “Hanns Seidel” الألمانية، يومي 10 و11 الحالي، في قاعة محاضرات فندق “غراسياس”، إيلات – عكار.
 
وادارت جلسة الافتتاحية أمل صانع، وتحدث فيها: رئيس “مركز تموز” الدكتور أدونيس العكره، ومندوب “هانس زايدل” في لبنان طوني غريب، ورئيس “مركز عكار” ومنسق أعمال الورشة الدكتور مصطفى الحلوة. 
 
ثم كانت 3 جلسات عمل في اليوم الأول قوربت فيها العناوين الآتية: “المجتمع المدني والمنظمات الشبابية: قراءة في تاريخية النشأة، عالميا وفي لبنان، دور المجتمع المدني والمنظمات الشبابية في التكوين على المواطنية والمواطن المستنير، دور المنظمات الشبابية والأطر البيئية في عكار بتعزيز الانتماء المواطني. وفي اليوم الثاني كانت ثلاث جلسات أخرى، تمت فيها مقاربة هذه العناوين: المجتمع المدني والمنظمات الشبابية: قراءة في تجربتين من عكار (مركز عكار وجمعية النجدة الشعبية اللبنانية فرع عكار)/ الأحزاب والتيارات السياسية في عكار: قراءة نقدية في أبعاد التجربة/ طريقة استنهاض المجتمع المدني والمنظمات الشبابية في عكار: منظورات وانتظارات”.
 
توصيات 
وفي ختام الورشة صدرت سسلة توصيات ومقترحات، دعت “المجتمع المدني والمنظمات الشبابية في عكار الى خوض معركة التكوين على المواطنية وتسليكها، أي جعلها سلوكا وممارسة يومين، وذلك من منطلق أن لا تنمية شاملة ومستدامة، خارج نطاق الانتماء المواطني، وقيام دولة المواطن، دولة القانون والحقوق والمؤسسات”، وتضمنت الاتي:
 
“- إن اختيار المواطنية هو في حسن التعامل مع الناس وبصدقية، وفي احترام الشأن العام، وعدم التعدي على الحق العام، وعدم استغلال الوظيفة والمنصب، بغية الحصول على منافع شخصية.
 
– وجود مجتمع مدني فاعل في عكار، له شروط ، ينبغي التزامها: المحافظة على هوية التنوع، وقبول الآخر، وتمكين المرأة عبر تكريس حقها في المشاركة الحقيقية والفاعلة، تأصيل ثقافة التطوع لدى الأجيال الطالعة، بما يعزز من اختيار فرع البذل والعطاء لديها.

– إسقاط “ثقافة القطيع” مهمة، يجب أن يتنكبها المجتمع المدني في عكار، على قاعدة أن من يحشر نفسه في نطاق العائلة أو الطائفة أو أي إطار جهوي ضيق، لا يستطيع تقبل الفكر المواطني وتقبل الآخر المختلف.
 
– على المجتمع المدني في عكار أن يكون رأس حربة، في وضع عكار إنمائيا على خريطة الوطن، وذلك بإيلاء أهمية قصوى لقضاياها وملفاتها المزمنة والمستجدة، وبما يكفل تغيير الصورة النمطية لهذه المحافظة، التي لم تصدر مراسيمها التنظيمية حتى تاريخه.
 
– على المجتمع المدني والمنظمات الشبابية التوعية، حول مختلف  هموم عكار ومطالبها المحقة، من اقتصادية ومعيشية وصحية وتربوية (لا سيما ملف الجامعة اللبنانية في عكار)، وزراعية وبيئية وسياحية، وصولا إلى بناها التحتية المتهالكة وأداء مرافقها الخدماتية المتعثرة.
 
–    الرهان على دور الشبيبة في عكار، لا سيما طلبة الجامعات- والجامعة اللبنانية بخاصة- كقوة ضغط (Lobby) في عملية التغيير المنشود. علما أن “مركز عكار” و”مركز تموز”، قد قطعا، متعاونين، خطوات واعدة، في هذا المجال.
 
– على المجتمع المدني في عكار توسل الدراسات الموضوعية والموثقة، والقائمة على جدوى اقتصادية واجتماعية، حول كل ملف أو قضية، مما يعزز من صدقية المطالب المحقة. ناهيك عن اجتراح آليات عمل حداثية، تمثل قطيعة مع الأساليب التقليدية البالية.
 
– تنزيه حراك المجتمع المدني والمنظمات الشبابية في عكار عن الدخول في زواريب السياسية المحلية الضيقة، مع التعاطي بإيجابية مع أي مساندة من قبل أي جهة، شريطة الحفاظ على الاستقلالية والقرار الحر.
 
– على المجتمع المدني في عكار، بدعم من القوى السياسية جميعها، المضي في ملف مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض (مطار القليعات) حتى نهايته، فهذا المرفق الحيوي، حال اعتماده مطارا مدنيا أو للنقل، من شأنه توفير آلاف فرص العمل للشباب وتحريك العملية الاقتصادية في عموم الشمال.
 
– على المجتمع المدني في عكار أن يكرس صيغة من التعاون بين مختلف مكوناته وتشكيلاته، )التشبيك- التنسيق- التعاون بشأن مشاريع محددة، الخ..)، حتى يقدر له بلوغ الأهداف التي يضعها نصب حراكه.
 
    استكمالا، وفي مجال التعاون، ينبغي الارتقاء بصيغة الإطار المدني الجامع(معا من أجل عكار)، عبر اندراج هذه الصيغة في “شبكة التحول المدني”، التي يعمل على قيامها، على المستوى اللبناني.
 
– على هيئات المجتمع المدني والأحزاب وسائر الفاعليات السياسية، وممثلي عكار في المجلس النيابي إيجاد خارطة طريق، تتحدى “التابوهات” السياسية بجرأة، وتشرك الجميع في وضع خطة وسلم أولويات، واعتماد تحرك ضاغط، لتنفيذ مطالب المنطقة المحقة.
 
– بهدف تنمية روح الانتماء والمواطنية، والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ينبغي العمل على نشر ثقافة التطوع بين الشباب وحضهم على الاشتراك في المجهود الوطني العام، ومجالاته الخدمة الاجتماعية (حملات التوعية- حملات التلقيح- حملات نظافة- مكافحة الأمية- الإرشاد الزراعي- حملات التشجير الخ…).
 
– تنظيم الأندية الطالبية المدرسية، في قطاعات متعددة، بغية توفير التفاعل مع المجتمع، وبما يؤول، نهاية المطاف، إلى هدم الأسوار الوهمية بين المؤسسات التربوية والبيئة المحيطة.
 
– على الأحزاب السياسية في عكار- وفي لبنان بعامة- أن تكون مدارس فكرية، تسعى من أجل التغيير البناء، الذي يعول عليه، في عملية  الإنماء وتطور المجتمع. وعليها التحرر من كل ارتباط ديني، من دون أن يعني ذلك إساءة إلى الدين، بل تحريرا له من أي استغلال.
 
– يجب أن يتضمن المناهج المدرسية والجامعية سيرة المبدعين في لبنان- وفي عكار بخاصة- في مختلف الحقول المعرفية، وفي سائر مجالات الإبداع، حتى يتم التعرف إليهم وإدراجهم، كنقاط قوة في التراث اللبناني، الذي ينبغي أن يشكل عنصرا أساسيا في اقتصاد المعرفة لدينا.
 
– تفعيل “وثيقة السياسة الشبابية” (2012) التي أقرها مجلس الوزراء اللبناني، وهي تشكل إطارا، باعتراف الدولة، بمكانة الشباب في دورهم، كصانعي قرار.
 
– يجب بناء اقتصاد عكاري، يقوم على تراث عكار، المادي وغير المادي، لا سيما أن المنطقة غنية ببيئتها الطبيعية ومعالمها الأثرية والدينية وأوابدها الطاعنة في الزمن، بما يشرع المجال للسياحة البيئية والدينية. ناهيك عن العادات والتقاليد والأطعمة البلدية”، والفولكلور العكاري المتميز عن سائر مناطق لبنان. 
 
– لا يمكن مقاربة قضايا الشباب، بمعزل عن الحركة الطالبية، ولا سيما التي تركزت تاريخيا في الجامعة اللبنانية، كعنوان نضالي، حقق الشباب عبره خطوات مهمة، في مرحلة ما قبل حرب السنتين (1975- 1976)”.
 

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى