أبرزرأي

اللبنانيون بين يوميات المعيشة وأخبار الرئاسة…من يتصدر المتابعة؟

كارول سلوم.

خاص رأي سياسي…

إذا كان ارتفاع سعر الدولار أو انخفاضه أو غلاء الأسعار بشكل عشوائي محور متابعة اللبناني بشكل يومي إن لم نقل دقيقة بدقيقة، فإن ملف رئاسة الجمهورية يدخل أيضًا في صلب رصد فئة كبيرة من المواطنين الغارقين في أزماتهم، فانتخاب رئيس جديد في اعتقاد  البعض يدفع إلى معالجة المشاكل العالقة ويفتح الآفاق أمام حلول مالية وسياسية وغير ذلك .أما بالنسبة إلى الفئة غير المكترثة لوصول هذا الرئيس أو ذاك إلى قصر بعبدا ، فالموضوع لا يستأهل التفكير به أو صرف الوقت على التداول بشأنه.

صحيح أن المواطن اللبناني يحتل المرتبة الأولى في معرفة الأخبار وتحليل بعضها، إلا أنه لا يمكن تخمين  مستقبل الرئاسة لأن هذا الملف بالذات إما يتقدم البحث به  أو يتراجع لأكثر من سبب ، وفي بعض الأوقات يتصدر الأخبار وفي بعض المرات يعد الخير ما قبل الأخير . كله يتوقف على تطوراته والاجتماعات الحاصلة بشأنه. وهنا لسان حال الغالبية : صار آخر همنا مين ما بدو يجي يجي .

في المقابل، يعكس المواطنون رغبة في انتخاب هذه الشخصية أو تلك انطلاقًا من رؤيتهم أو تفضيلهم لهذا الفريق أو ذاك، ويذهب البعض إلى اقتراح أسماء يرون  فيها القدرة على إنقاذ البلد،  كما يقول آخرون إن هذا الاسم نظيف الكف أو إنه يتحدر من عائلة رصينة وغيرها وغيرها.  وهناك قسم من اللبنانيين امتهن التحليل والماورائيات ولذلك لا يتردد في التأكيد أن هذا الاسم هو الرئيس المقبل وأن الدول تدعمه .

بالطبع ينقسم اللبنانيون في ما بينهم حول مختلف المواضيع وبعضهم مناصر لهذه القوى والبعض الآخر لقوى اخرى وما تجمعهم هموم معيشية أصبحت اكثر من ضاغطة.

من هنا، تقول الاختصاصية النفسية منى بدران لموقع ” رأي سياسي ” إن غالبية اللبنانيين يتابعون الأخبار وينغمسون بها ويصدقونها، وإن نسبة مشاهدة نشرات الأخبار ارتفعت حتى أن الذين لا يتابعون السياسة أو غيرها يستمعون إلى غيرهم يقصونها عليهم وفي بعض الأحيان تتسم بالمبالغة.

أما بالنسبة الى موضوع الرئاسة اللبنانية، فترى بدران أن كثيرين يبدون اهتمامًا به حتى أنهم ينتظرون أي  جديد حوله  وفي المقلب الآخر هناك شريحة لا تعطي أي أهمية، حتى أنها لا تأمل بحصول التغيير المنشود.ولذلك تجد نفسها متحررة من سماع نشاط يحمل المضمون نفسه، مشيرة إلى أن القسم الأكبر يتابع كل ما له علاقة بسعر الصرف وتقلباته ومستقبله  وتأثيره على  أسعار المواد الإستهلاكية وتوافر مادة الطحين والأدوية والاستشفاء والمدارس.يعني في المختصر كل ما يتصل بواقع الحياة اليومية. 

وفي السياق نفسه، استطلع موقعنا آراء بعض المواطنين حول الأخبار التي يولونها أهمية وما إذا كانت الرئاسة من بينها. وتقول اماندا نصر إنها تتجنب سماع الأخبار كي تحافظ على هدوئها، إلا أنها تصغي إلى بعض زملائها في العمل يتحدثون عن ارتفاع أسهم هذا الاسم وقرب موعد الانتخابات الرئاسية وتروي أن زميلًا لها حمل على هاتفه خدمة الخبر العاجل وفي معظم الاوقات يرن هاتفه ولا يسكت ناقلًا  ما وصله إلى المكتب كله .

من جهته ، يشير ناصيف يزبك إلى أنه يستهوي متابعة  أخبار الرئاسة والتفاصيل المتصلة بالشخصيات المرشحة وتحركاتها ويرى أن معرفة الموعد الحاسم لانتخاب الرئيس مسألة صعبة لأن التفاهم الكبير لم يتم بعد، لافتًا إلى أن بعض الوسائل الإعلام تقدم أخبارًا تجعلك تعتقد أن الموعد قريب وفي اليوم التالي تطلق تحليلات عن إطالة أمد الشغور الرئاسي وهذا يشكل سببًا لتقصي الوقائع من أكثر من مصدر.

وترى جنى حمدان أن المهم هو النتيجة وأن سماعها الأخبار عن الرئاسة يتم بشكل متقطع وبالتالي لا تجد نفسها قادرة على مواصلة مشاهدة كامل النشرة وترى أنه متى حان التوقيت الدقيق لإتمام هذه الانتخابات تميل الى سماع آخر الأخبار خصوصًا إذا كان هناك  تحضير لردود أفعال محددة.

من المؤكد أن المزاج الشعبي  ليس موحدًا لدى الجميع والواضح أيضًا أن هم اللبنانيين في أماكن أخرى، حتى وإن ظلوا على اطلاع على يوميات الرئاسة المتقلبة وبورصة الأسماء.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى