رأي

الكويت تحتاج انطلاقة جديدة!

كتب عبد العزيز الكندري في صحيفة الراي.

‏«من حرصي على احترام الدستور ‏وفتح صفحة جديدة مع المجلس أساسها التعاون، ‏صعدت المنصة بجلسة علنية من غير تحويل الاستجواب إلى المحكمة الدستورية أو للتشريعية أو تأجيله».
سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح
نصر جديد للديموقراطية الكويتية، وذلك ما حصل في قاعة عبدالله السالم من ممارسة ديموقراطية راقية والتي تم فيها مناقشة استجواب رئيس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، والمقدم من النائب الفاضل مهلهل المضف، وانتهت الجلسة من دون تقديم طلب طرح الثقة والاكتفاء بمناقشة محاور الاستجواب.
أعتقد أننا في أمس الحاجة الآن لبداية صفحة جديدة، فالكويت بحاجة إلى إصلاحات جذرية كثيرة وفي مختلف الجهات والوزارات، وبناء صف قيادي جديد يتم اختياره على أساس كفاءة ومواطنة، وشباب الكويت فيهم الخير والبركة وهم متخرجون في أفضل الجامعات فقط يحتاجون الفرصة، وهم قادرون على تفعيل القوانين والنهوض بالمشاريع المختلفة.
لنكن صرحاء مع أنفسنا، هل تستطيع أن تقنع الناس بأن توزيع الأموال خطأ وهم يشاهدون أسعار الأراضي السكنية الجنونية نتيجة الإخفاق في تحرير الأراضي، أو سوء التعليم، أو موجة الغلاء الحاصلة اليوم؟
هل تعلم الحكومة وأعضاء مجلس الأمة أننا نعيش في عالم متغير، والسرعة في هذا التغيير لم تتعود عليها المجتمعات الشرقية، وستحل التكنولوجيا مكان العديد من البشر، وهناك وظائف ستختفي وأخرى ستظهر، والتكنولوجيا ستغير وجه الكثير من الصناعات التقليدية، وسيتم الاعتماد على الطاقة المتجددة أكثر.
لذلك، الكويت بلد يستحق كل الحب، ما يحدث مع الأسف شيء كبير، وفي بعض الأحيان أفكر بيني وبين نفسي هل هو منظم؟، لماذا هذا الإصرار على إفلاس البلد من قبل البعض من خلال قوانين مكلفة جداً، الجميع يتحمّل المسؤولية من المواطن والأعضاء والوزراء. نحتاج وقفة جادة صادقة من رجال الدولة المخلصين.
ولعل الكل يشاهد هذه القفزات الاقتصادية الكبيرة الحاصلة في المملكة العربية السعودية، وفي مختلف القطاعات والصناعات، وقد فازت السعودية بتنظيم بطولة كأس العالم 2034، واليوم تفوز بإكسبو 2030، وهذا يدل على وضوح الرؤية وهناك رغبة حقيقية، كما أن إطلاق المشاريع أصبح بشكل شبه يومي، وهذا لم يأتِ إلا من خلال تخطيط وتشخيص سليم.
وقطر، فقد خطفت كل الأضواء بتنظيمها بطولة كأس العالم، وبشهادة رئيس «الفيفا» جياني إنفانتينو، الذي اعتبرها «النسخة الأفضل والأجمل في تاريخ كأس العالم»، فكيف ببلد بحجم قطر يحقق كل هذه الإنجازات وبفترة وجيزة، إنها الإرادة الصادقة والثقة في أعمالها، وكل ما حققته هو في الحقيقة فاق كل التوقعات وأنها قصة نهج، وهذا الإنجاز العالمي يحسب للعرب كافة وليس فقط لقطر، ومن الواضح أن قطر لديها خطط تتجاوز مناسبة كأس العالم، والذي يزور قطر يعلم ذلك من خلال المشاريع التي لا تتوقف وفي كل المجالات ومشاريع البنية التحتية من طرق ومواصلات لا تتوقف.
وحتى لا نصل لنقطة ونشعر بغصة وألم وحرقة وأن الآخرين سبقونا يجب أن نتحرك الآن، والذي يقود هذا التحرك رجال دولة صادقون ويعملون بعيداً عن مصالحهم الشخصية وإنما يحكمون ضمائرهم، الوقت ليس في صالحنا، حالياً هناك وفرة وملاءة مالية لا ندري ماذا سيحصل في المستقبل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى