القومي: بناء ما هدمه الفساد ليس سهلا
أقام الحزب “السوري القومي الاجتماعي” احتفالا على “مسرح المدينة”، بعنوان “قسم الزعامة: ولادة الوعي القومي، لمناسبة الأول من آذار “قسم الزعامة، وعيد المعلم”، استهل بمؤتمر تربوي للمدرسين والطلبة كرم في خلاله الأساتذة، في حضور رئيس الحزب ربيع بنات، رئيس المجلس الأعلى عامر التل، نائب رئيس الحزب ربيع زين الدين وعدد من العمد، عضو المجلس السياسي في “حزب الله” محمود قماطي، ممثل عن الحزب “الديموقراطي اللبناني” وسام شروف ومسؤول العلاقات العامة في “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” عبدالله الدنان.
بنات
بعد النشيدين الوطني و”القومي”، أدت فرقة “سما العرزال” أغنيتي “مهما يتجرح بلدنا” و”ما نسي العرزال” للفنان الراحل زكي ناصيف، ثم عرض لفيلم وثائقي عن “قسم الزعامة”، تضمن شهادات من قوميين عن مفهوم القسم ومعانيه وفيلم عن المخيمات التربوية التي ينظمها الحزب، بعدها القى رئيس الحزب كلمة، فقال: “في توالي الأحداث يثبت الواقع عند كل منعطفٍ أن هذه البلاد واحدة، وأن حدود الكيانات فيها مصطنعة. نعلم أن إدراك أبناء أمتنا لهذا المبدأ الأساسي بات أسهل مع مرور الوقت، لأنه أُشبع ودعم بالبراهين والأدلة، ليس الفكرية والنظرية منها فقط، بل العملية. فالشام صمدت وانتصرت بعد حرب عالمية عليها بفعل تكاملها الأساسي مع لبنان والعراق وطبعا بدعم الحلفاء والأصدقاء. في حلب استشهد ابن ميس الجبل والهرمل، وفي اللاذقية استشهد ابن صور وابن الشويفات، وعلى تخوم الموصل استشهد ابن صيدا. هؤلاء آمنوا أن هذه البلاد واحدة، وأن الاستشهاد في سبيل وحدتها وسلامة أرضها وشعبها هو واجب حقيقي، فبذلوا من أجلها أرواحهم”.
أضاف: “هذا في الحرب، أما في الزلزال، من دون قرار مركزي ولا عسكري حط أبناء شعبنا من مختلف الكيانات في مناطقها المنكوبة لإغاثة أهاليها. وعلى رغم الأزمة الاقتصادية الكبيرة في العراق والأردن ولبنان لم يتوان أحد عن رسم لوحة كسر الحصار المجيدة. هنا انتصر أنطون سعاده من جديد”. وشكر “بنات الجاليات في المغتربات، اللواتي كانت منذ اللحظة شريكتنا في كسر الحصار عن الشام عبر إرسال المساعدات إلى بيروت ومن ثم إلى المناطق المنكوبة”.
ولفت الى أن “حركات المقاومة في فلسطين تعلم كم أن التكامل مع كيانات الأمة وفر لأبناء شعبنا الصمود لسنوات، وهو يوفر اليوم الانتقال من الحالة الدفاعية إلى حالة هجومية هدفها تحرير كل فلسطين”، وأكد أن “التكامل بين الكيانات أعطى أبناء شعبنا في الداخل الأمل والحافز والدافع القوي لاستثمار قواهم والانتفاض على قرارات تقويضهم وتدجين فكرة الصراع فيهم، هؤلاء انقلبوا على إرادات التنسيق الأمني، وبعض أدوات التنسيق الأمني كانت موجودة في بيوتهم وهي جزء من عائلاتهم. أتى اليهود الى هذه البلاد وخططوا لإسقاط فكرة الصراع من النفوس، واعتقدوا أنهم بدفع رواتب ضباط التنسيق الأمني الذين سبق واشترت سلطات الاحتلال ضمائر قياداتهم، سينجح الكيان بطمس فكرة الصراع في الداخل الى الأبد. انتصر سعاده عندما أسقط شبان لا يتجاوز عمر أكبرهم خمسة وعشرين عاما مشروعا أراد طمأنة آلاف المستوطنين الذين عادت فكرة الهجرات المعاكسة لتكون خيارا حقيقيا لمستقبل أبنائهم كون البقاء في فلسطين نتيجته باتت واضحة، خطر مستمر وموت حتمي”. وشدد على أن “العودة إلى ساح الجهاد ليس شعارا أطلق، بل هو مسار طويل من التحضير العملي والفكري على مختلف الصعد. نؤمن أن دورنا الطبيعي في قلب المقاومة والمواجهة على الحدود، وفي داخل الكيانات، هو دور طبيعي أرادوا تغييبنا عنه، لفظناهم وها نحن نعود إلى حيث كنا وإلى حيث سنبقى”.
وفي الشأن اللبناني، توجه بنات إلى القوميين قائلا: “قد نكون أمام مهمة هي الأصعب هنا، فعملية بناء ما هدمه الفساد المدعوم أميركيا وإسرائيليا في بلادنا ليس بالمهمة السهلة. وكذلك مواجهته في 17 تشرين الماضي عملت مراكز صناعة البروبغندا على تضليل جزء من أبناء شعبنا في عملية أسموها ثورة، وكانت في الواقع فوضى أرادوا منها العبور نحو مرحلة اقتصادية جديدة ومنظمة هدفها إسقاط البلد. ولكي يسقط البلد يجب أن يسقط ناسه. هنا كانت فكرة سرقة مدخراتهم وودائعهم في المرحلة الأولى، ومن ثم بدأت عملية تجويعهم في سبيل تركيعهم. ترافق ذلك مع حملة إعلامية ضخمة جدا تختصر بعبارتين: الجوع سببه المقاومة، وذلك من أجل العبور نحو ترسيخ فكرة السلام مقابل الغذاء”.
وأكد أن “الحزب سيسقط هذا المشروع في لبنان، كما أسقط مشاريعهم التهديمية في الشام والعراق وفلسطين. كما سلكنا ساح الجهاد دفاعا عن وحدة الأرض وسيادتها، علينا سلوك مسارات الجهاد في سبيل تحرير المؤسسات من الفساد. نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي، بتنا على قناعة تامة أن مواجهة الفساد في لبنان هي مواجهة مباشرة مع الاحتلال اليهودي لبلادنا. ان البناء لا ينطلق إلا بعد محاسبة من هدم، ليس من أجل التشفي السياسي به، بل من أجل معالجة الثغرات البنيوية في النظام وعلى رأسها قوننة الفساد في مؤسسات الدولة”.
وشدد على أن “مشروع الفيدرالية لن يمر، وقبل أن يبادر البعض لتنفيذه مستغلا الفوضى المنظمة التي أوصلنا اليها الخارج مستخدما الفساد وأزلامه في لبنان، سنعمل على مواجهته بقدراتنا كافة، ثقافيا وفكريا وإعلاميا وحيث تدعو الحاجة، ونأمل ألا نضطر لقمعه عسكريا ونحن جاهزون لذلك”.
وتوجه إلى القوميين الاجتماعيين قائلا: “نقف اليوم في ذكرى ولادة من وجد الحلول لأمة قبل أن تولد كل أزماتها حتى، لا نقف مكتوفي الأيدي بل نعلن من اليوم أن مشروع تكبيلنا قد سقط إلى غير رجعة وأن حزبنا الحاضر الدائم في كل زوايا الأمة وساحاتها، عاد إلى ساح الجهاد في الثقافة والسياسة والعمل والتربية والعسكر، من أجل تحرير أمتنا من مشاريع التمزيق ونقلها نحو مشروع أنطون سعاده الذي فيه خيرها وخير شعبها وخير كل كياناتها”.
الدنان
ثم القى عبدالله الدنان كلمة الفصائل الفلسطينية، أكد فيها “وحدة الصف بين القومي والفصائل ووحدة السلاح في وجه العدو الواحد”.
المطران حنا
ثم تم عرض كلمة لرئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس المطران عطالله حنا، وجهها لـ”القوميين” المتواجدين في الاحتفال، أكد فيها أنه “قومي حتى من دون أن أنتمي الى صفوف الحزب”.
قماطي
ثم القى قماطي كلمة “حزب الله”، شدد فيها على “الشراكة بين “القومي” و”حزب الله”، وقال: “أرى فيكم أنتم المقاومة”، واستشهد بأقوال لسعاده، مؤكدا “وحدة الصف بين التنظيمين”.
وختاما، اكدت عريفة الاحتفال ريم زيتوني أن “العودة إلى ساح الجهاد هي عودة طبيعية لحزب لم يتوان يوما عن الوقوف في وجه المشروع اليهودي”.